دور مؤسسات التعليم العالي في دعم القابلية للتوظف دراسة حالة کلية الاقتصاد والعلوم السياسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة ،مصر. /کلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة ،مصر.

المستخلص

أصبحت القابلية للتوظف من الموضوعات الرئيسة على أجندة مؤسسات التعليم العالي. مع هذا تکتفي العديد من المؤسسات التعليم بالتوظيف فقط. لذا يثور التساؤل: إلى أي مدي تلعب مؤسسات التعليم العالي دورا في دعم القابلية للتوظف.
وبتحليل البيانات عن خريجي کلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن أخر خمس دفعات باستخدام البرنامج الإحصائي STATAثبت أنه لکي تدعم مؤسسات التعليم العالي القابلية للتوظف عليها بتطوير المقررات الدراسية؛ توفير الأنشطة في إطار المقررات وخارجها؛ توفير فرص تدريب خارجية للطلاب؛ ودعم قنوات تواصل مع أرباب العمل والخريجين؛ تقديم فرص دراسية للخريجين؛ الاهتمام باللغات الأجنبية؛ ومحاولة تغيير التفضيل السائد للذکور على حساب الإناث في العمل.

نقاط رئيسية

مستخلص

 

أصبحت القابلیة للتوظف من الموضوعات الرئیسة على أجندة مؤسسات التعلیم العالی. مع هذا تکتفی العدید من المؤسسات التعلیم بالتوظیف فقط. لذا یثور التساؤل: إلى أی مدی تلعب مؤسسات التعلیم العالی دورا فی دعم القابلیة للتوظف.

وبتحلیل البیانات عن خریجی کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة عن أخر خمس دفعات باستخدام البرنامج الإحصائی STATAثبت أنه لکی تدعم مؤسسات التعلیم العالی القابلیة للتوظف علیها بتطویر المقررات الدراسیة؛ توفیر الأنشطة فی إطار المقررات وخارجها؛ توفیر فرص تدریب خارجیة للطلاب؛ ودعم قنوات تواصل مع أرباب العمل والخریجین؛ تقدیم فرص دراسیة للخریجین؛ الاهتمام باللغات الأجنبیة؛ ومحاولة تغییر التفضیل السائد للذکور على حساب الإناث فی العمل.

کلمات مفتاحیة :

 مؤسسات التعلیم العالی، القابلیة للتوظف، مهارات عامة قابلة للانتقال، الأنشطة التدریسیة وخارج نظاق التدریس، التدریب، المحاکاة، الدراسات العلیا.

الكلمات الرئيسية


مقدمـــة

تتنافس مؤسسات التعلیم العالی، سواء جامعات أو کلیات، فیما بینها على اجتذاب أفضل الطلاب وتقدیم أفضل الخدمات التعلیمیة لهم. کما تتباهی العدید منها فی دعم القابلیة للتوظف (employability) لخریجیها إلى أن أصبحت القابلیة للتوظف إحدى المؤشرات الرئیسة التی یتم على أساسها تقییم أداء وترتیب مؤسسات التعلیم العالی عالمیا.1

وفى ظل التطور التکنولوجی وتعقد الظروف الاقتصادیة وزیادة حدة التنافس عالمیا، أصبح أرباب العمل یبحثون عن أفضل الخریجین ذوی المهارات المتمیزة لتحقیق المیزة التنافسیة والتقدم المرغوب من جهة، ولتقلیص نفقات التدریب والتنمیة البشریة من جهة أخری.2 ولقد أبرزت کل من منظمة الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولیة أهمیة القابلیة للتوظف واعتبرتها ضمن أربع قضایا تراها محوریة مستقبلا هی القابلیة للتوظف، ریادة الأعمال، خلق وظائف، والمساواة بین المرأة والرجل.3 کما أصبحت القابلیة للتوظف من أهم أهداف وزارات التعلیم فی الکثیر من الدول الأوروبیة والعالم.4

وعلى الرغم من أن القابلیة للتوظف أصبحت من الموضوعات الرئیسة على أجندة مؤسسات التعلیم العالی، إلا أن العدید من الدراسات أثبتت ضعف الاهتمامفی العدید من المؤسسات التعلیمیة بالقابلیة للتوظف والاکتفاء فقط بالتوظیف.5 ومن هنا یثور التساؤل الرئیس: إلى أی مدی تلعب مؤسسات التعلیم العالی - متمثلة فی کلیة الاقتصادوالعلوم السیاسیة - دورا فی دعم القابلیة للتوظف لخریجیها. وفى إطار الإجابة على هذا التساؤل الرئیس تهدف هذه الدراسة إلى تحدید إلى أی مدی یستطیع خریجو الکلیة الحصول على فرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم الدراسیة، الوقوف على درجة مساهمة التخصصات الرئیسة والفرعیة فی إکساب الطلاب المهارات المعرفیة والقابلة للانتقال لتولی وظائف فی مجال التخصص، دراسة مدی مساهمة الأنشطة المختلفة فی نطاق المقررات وخارجها وفرص التدریب الخارجیة فی تنمیة المهارات القابلة للانتقال لدی الخریجین. ومن ثم تأتی أهمیة هذه الدراسة فی تقییم إذا ما کانت العملیة التعلیمیة - من مادة علمیة وأسلوب تعلیم - بمؤسسات التعلیم العالی عامة، وبکلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة خاصة، تناسب احتیاجات الخریجین وسوق العمل من توافر المهارات اللازمة؛ وذلک بهدف أولا، توجیه عملیة اتخاذ القرارات وتنظیم أسلوب العمل فی الکلیة بشکل خاص وفى مؤسسات التعلیم بشکل عام، وثانیا، توعیة أعضاء هیئة التدریس بحقیقة موقع وأداء مؤسساتهم التعلیمیة وتحدید الدور الاجتماعی لمؤسساتهم فی خدمة المجتمع المحیط، خاصة وأن المؤسسات التعلیمیة هی منظمات ناقلة للمعرفة.

وفی مساعی الإجابة عن التساؤل الرئیس، تتناول الورقة البحثیة تالیا مفهوم القابلیة للتوظف، دور مؤسسات التعلیم فی دعم القابلیة للتوظف، أهم المهارات المطلوبة لدعم القابلیة للتوظف، وأخیرا دور کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة فی دعم القابلیة للتوظف.

أولا: القابلیة للتوظف

یعرف البعض القابلیة للتوظف علی أنها القدرة على الحصول على وظیفة، والنجاح والتطور فیها، وحتى تغییرها إن لزم الأمر،6وذلک من خلال توافر سمات وظروف فردیة وأیضا عوامل اجتماعیة واقتصادیة.7 وهی بالتالی کمفهوم تعد أوسع من التوظیف الذی یقتصر على الحصول على وظیفة ما دون الترکیز على ما یتم بعد الحصول على هذه الوظیفة من مدی ملائمة الوظیفة للشخص وقدرته على النجاح فیها.8 ومن ثم یعتمد مفهوم التوظیف على منظور قصیر الأجل بینما القابلیة للتوظف یستخدم منظورا طویل الأجل.9

هذا ولا یعد مفهوم القابلیة للتوظف جدیدا، وإنما یرجع إلى بدایة القرن العشرین. آنذاک کان الاهتمام بجانب العرض (supply side)، وذلک من خلال الترکیز على ضمان شغل الوظیفة؛ إذ کان یستخدم للتمییز بین القادرین على العمل وغیر القادرین.10 ثم مع منتصف القرن العشرین أصبح ینظر لمفهوم القابلیة للتوظف على أنه یعبر عن المشکلات التی یعانی منها الأفراد فی إیجاد وظیفة وتنمیة مهاراتهم.11 ومن هنا استخدمت ثلاثة معانی. الأول أصبح یرکز على السمات الشخصیة التی تمکن الفرد من الحصول على الوظیفة الملائمة مثل العوامل البدنیة والصحة العامة وسلوکه وتوجهاته.12 والثانی یرکز على الفئات المحرومة اجتماعیا من التوظف وکیفیة تأهیلهم للحصول على الوظیفة المناسبة. والثالث یرکز على السیاق الذی یتمثل فی العوامل الاجتماعیة والخارجیة التی من شأنها أن تؤثر على التوظف والبطالة. ثم مع الثمانینات أصبح مفهوم القابلیة للتوظف ینظر إلیه من جانب الطلب (demand side)، وذلک من خلال ثلاثة معانی أخری. أولها للدلالة على المهارات والمعارف التی لابد من توافرها فی الطلاب لتأهیلهم إلى سوق العمل. والثانی للتعبیر عن سوق العمل ذاته من حیث الظروف المرتبطة به واشتراطاته وقوانینه.13 والثالث یرکز على کلا المعنیین السابقین، أی على المهارات التی یجب توافرها فی الطلاب وظروف سوق العمل مع التأکید على أهمیة تضافر جهود کافة المعنیین بدعم القابلیة للتوظف. وعلى الرغم من التطور السابق فی تعریف القابلیة للتوظف، إلا أن أغلب التعریفات مازالت ترکز على المهارات التی یتعین على الطلاب اکتسابها.14 لذا، سوف ترکز هذه الدراسة على دور مؤسسات التعلیم العالی فی إکساب الطلاب المهارات اللازمة لدعم قابلیتهم للتوظف دون التطرق للظروف السائدة فی بیئة سوق العمل. وبناء علی ذلک سوف یتم تعریف القابلیة للتوظففى هذه الدراسة على أنها "مجموعة الإجراءات التى تنتهجها مؤسسات التعلیم لإثقال المهارات العامة أو القابلة للانتقال لخریجیها بهدف دعم قدراتهم فى الحصول على وظیفة، والنجاح والتطور فیها، وحتی تغییرها إن لزم الأمر“.

 ولقد زاد الاهتمام بالمفهوم فی مطلع القرن الواحد والعشرین، خاصة فی أوروبا، بعد التزام وزراء ومؤسسات التعلیم العالی فی إعلان بولونیا عام 1999 بتقدیم خدمات تعلیمیة تناسب احتیاجات المجتمع، وبتشجیع التفکیر النقدی، وبالعمل على دعم القابلیة للتوظف.15وصاحب تطور مفهوم القابلیة للتوظف تغیر فی مستویات التحلیل المستخدمة. ففی بدایة القرن العشرین حتى السبعینیات کان الترکیز منصبا على المستوی الکلی لیصبح مفهوم القابلیة للتوظف مؤشرا عن التشغیل والتوظیف فی الاقتصاد القومی. ثم مع تعقد الظروف الاقتصادیة وتقلص دور الدولة أصبح الترکیز على مستوی التحلیل الأوسط وهو مستوی المنظمات ومستوی الأداء بها ومدی توافر المهارات اللازمة لتحسن الأداء. ثم أخیرا، ومع تطور أسالیب العمل وظهور أنواع جدیدة من الوظائف مثل الوظائف عن بعد وتلک البلا-حدود boundryless أصبح الترکیز منصبا على المستوی الجزئی وهو مستوی الفرد وضرورة تنمیة قدراته ومهاراته لتتواکب مع التغییرات الحادثة فى سوق العمل.16

ومع التطور فی المفهوم تعددت النظرة إلى القابلیة للتوظف أیضا. فهناک النظرة العامة أو الدیمقراطیة التی تری أن القابلیة للتوظف هی حق للجمیع على حد سواء لما لها من فوائد اجتماعیة واقتصادیة من شأنها أن تعود بالنفع على المجتمع. وهناک النظرة النخبویة التی تری أن عدد الطلاب یفوق احتیاجات سوق العمل وأن الترکیز بجب أن ینصب على جودة المهارات المتوفرة فی الطلاب ولیس على عددهم، خاصة مع ظهور فجوة بین المهارات التی یکتسبها الطلاب وبین تلک التی یحتاجها سوق العمل.17 ویستدل أصحاب هذه النظرة فی ذلک على أن عددا کبیرا من الخریجین أصبح یمتهن مهن أقل من مؤهلاتهم العلمیة لعدم توافر المهارات اللازمة لسوق العمل لدیهم.18

کما صاحب تطور مفهوم القابلیة للتوظف تعدد الجهات المساهمة فی دعم هذه القابلیة. ففی البدایة کانت الدولة مسئولة بقدر کبیر عن توظیف الخریجین، ثم مع تعقد الأوضاع الاقتصادیة تقلص دور الدولة لیقتصر على الاستثمار فی التعلیم ولیصبح الترکیز منصبا على دور الفرد فی اکتساب المهارات اللازمة لسوق العمل. أما أرباب العمل فمسئولون عن تنمیة المهارات اللازمة لأداء وظائف محددة.19 وبالنسبة لمؤسسات التعلیم العالی التی تعتبر مؤسسات نقل المعرفة بخصوص المهن المختلفة والسبیل إلى سوق العمل، فقد أصبحت مسئولة عن إکساب الطلاب المهارات والمعارف اللازمة لتمکینهم من الحصول على وظیفة والنجاح فیها. ومن ثم ازداد الضغط علیها لاتخاذ العدید من الإجراءات لتحسین القابلیة للتوظف للخریجین.20 

ثانیا: دور مؤسسات التعلیم فى دعم القابلیة للتوظف

تتنافس المؤسسات التعلیمیة فیما بینها لاجتذاب الطلاب. ویفضل الطلاب عادة المؤسسات التعلیمیة ذات السمعة الطیبة نظرا لما تقدمه تلک المؤسسات من خدمات تعلیمیة متمیزة، وأیضا لما قد یکتسبونه من معارف ومهارات تمکنهم من الالتحاق بسوق العمل لاحقا.21وعالمیا ازداد ترکیز الحکومات أیضا على دور مؤسسات التعلیم العالی فی خلق فرص توظف للخریجین تتلاءم مع احتیاجات سوق العمل، خاصة فی ظل اعتبار أن مؤسسات التعلیم هی الأکثر درایة باحتیاجات سوق العمل.22لذلک أصبح هناک عقدا شبه ضمنی مع مؤسسات التعلیم العالی علی توظیف الخریجین باعتبار مؤسسات التعلیم تلک هی مؤسسات تعلیم الخریجین. وبالفعل تفتخر الکثیر من مؤسسات التعلیم العالی بأن خریجیها قابلین للتوظف. بل ویتم مراعاة ذلک فی تصنیف الجامعات عالمیا.23 

وفى هذا الإطار تحرص العدید من مؤسسات التعلیم العالی علی استحداث برامج ومقررات جدیدة ذات طابع مهنی لإکساب الطلاب العدید من المهارات المعرفیة والمهارات القابلة للانتقال التی تمکنهم من أداء مهام وظیفیة معینة وتطبیق مهارات عامة فی مختلف المواقف.24 وذلک اعتمادا على أسلوب التدریس التفاعلی الذی یتیح الفرصة لاکتساب الخبرات والممارسة والالتزام والتفکیر الذاتی.25

ولأن العدید من المهارات لا یتم اکتسابها من خلال المقررات والبرامج الدراسیة فقط، فقد اهتمت العدید من مؤسسات التعلیم العالی بإتاحة فرص تدریب خارجها لنقل رؤى أرباب العمل وتوضیح احتیاجاتهم من مهارات.26 وقد أکد Vuksanovic وآخرون عام 2014 أن العدید من الدول الأوروبیة اهتمت أیضا بإنشاء میثاق لجودة فرص التدریب المقدمة للطلاب حتى یتم تدریبهم علی أهم المهارات ولا یعاملوا کعمالة رخیصة.27 ولذلک أکدت Brewer عام 2013 على ضرورة تقنین فرص التدریب المقدمة للطلاب من حیث مدة التدریب ومحتواه، ومعاییر وأسلوب تقییم الطلاب.28 وقد أشارت دراسة  O'Leary عام 2013 ودراسة منظمة OECD لعام 2016 إلى أن الطلاب الذین یتم تدریبهم لدی أرباب العمل یکتسبون المهارات والقدرات اللازمة لشغل الوظائف بهذه الجهات،29 وتزداد فرص توظیفهم بهذه الجهات لدرایة أرباب العمل بهم وبإمکاناتهم.30وقد أوصت دراسة Blackmore وآخرون عام 2016 بضرورة توثیق مؤسسات التعلیم العالی التواصل مع أرباب العمل والخریجین لنقل خبراتهم وتجاربهم واحتیاجاتهم إلی الطلاب.31 هذا علما بأن بعض الحکومات - کما هو الحال فی المملکة المتحدة - تقوم بدعم فرص التدریب المقدمة للطلاب من ذوی خلفیات اجتماعیة أولی بالرعایة فی جهات العمل المختلفة، بینما فی أسترالیا تقام أولمبیاد للمهارات یتم فیها حث الطلاب على حل تحدیات عمل حقیقیة، إلا أنه فی الهند یتشارک الطلاب مع بعض جهات العمل فی تحمل تکلفة هذه البرامج التدریبیة.32

وبالإضافة إلى التدریب خارج مؤسسات التعلیم تقوم العدید من مؤسسات التعلیم العالی بتقدیم الأنشطة فی نطاق المقررات وخارجها  (co-curricular and extra-curricular activities)لإکساب الطلاب المهارات القابلة للانتقال. فقد أشارت العدید من الدراسات إلى أن الطلاب الذین یشترکون فی الأنشطة فی نطاق المقررات وخارجها هم الأکثر قابلیة للتوظف والأکثر قدرة على الترقی فی وظائفهم کون تلک الأنشطة تکسب الطلاب مجموعة من المهارات القابلة للانتقال تمکنهم من التصرف فی الظروف والمواقف المختلفة.33

کما عکفت العدید من مؤسسات التعلیم العالی على إقامة مراکز أو إدارات للتوظف تقیم ملتقیات التوظف وتقدم الاستشارات المتنوعة بما فیها الاستشارات النفسیة والدورات المتنوعة للطلاب عن کیفیة البحث عن وظائف، تنمیة المهارات، کتابة السیر الذاتیة للتقدم إلى الوظائف، التقدم لمقابلات العمل، ومعرفة الوظائف الملائمة للطلاب بحسب خصائصهم الشخصیة ومجال دراساتهم العلمیة ومهاراتهم.34 هذا وتقدم هذه الخدمات فی بعض الجامعات بمقابل مادی.35

وأخیرا، تهتم مختلف مؤسسات التعلیم العالی بإتاحة الفرصة للطلاب لمزاولة الریاضة والأعمال الخیریة. وهو الأمر الذی یساعد الطلاب على اکتساب العدید من المهارات، مثل: العمل بروح الفریق، القیادة، تنظیم الوقت، التطوع، العمل تحت ضغط أو منافسة، والالتزام.36

ثالثا: طبیعة المهارات اللازمة لدعم القابلیة للتوظف

فی دراستهما عام 2013 استعرض کل من Cole وTibby النماذج المختلفة التى تعبر عن الخصائص والمهارات التی لابد من توافرها فی الخریجین لدعم قابلیتهم للتوظف. وتوصلا إلى أن القابلیة للتوظف تتأثر بتوفر أربعة عناصر رئیسة، هی: المعرفة العلمیة المتعلقة بوظیفة ما، مهارات إدارة الوظیفة (مثل القدرة على التعلم الذاتی)، مهارات العرض (مثل القدرة على تقدیم الذات للآخرین)، والخصائص الشخصیة (مثل الظروف العائلیة وظروف سوق العمل...إلخ.).37 ولأن المعرفة العلمیة تقدمها مؤسسات التعلیم للطلاب من خلال المقررات المختلفة، کما أن الخصائص الشخصیة تعد خارج نطاق سیطرة الفرد ومؤسسات التعلیم العالی، انصب ترکیز أغلب الدراسات على دور کافة المعنیین من الخریجین، ومؤسسات التعلیم العالی، وأرباب العمل وحتى الحکومات فی تنمیة مهارات إدارة الوظیفة ومهارات العرض لدی الخریجین، والتی تسمی لدی العدید من الباحثین بالمهارات الأساسیة أو العامة أو القابلة للانتقال من مجال إلى آخر؛ لکون الفرد یحتاجها للتقدم إلى شغل وظیفة، والتطور فیها، أو حتى تغییرها إن لزم الأمر.

وبالنظر إلى دور مؤسسات التعلم العالی، تعکف العدید من تلک المؤسسات عالمیا على تقدیم أنشطة فی نطاق المقررات وخارجها لإکساب الطلاب المهارات القابلة للانتقالبما أن المؤهل التعلیمی قد لا یکون کافیا.38 وقد أثبتت الدراسات أن الأنشطة فی نطاق المقررات وخارجها لها تأثیر إیجابی قوی فی إکساب الخریجین مهارات ترتبط بالقابلیة للتوظف.39

هذا وعلى الرغم من أهمیتها وتعدد الدراسات التی تناولتها، إلا أنه مازال لا یوجد اتفاق على هذه المهارات القابلة للانتقال، ولا على أولویتها.40فمثلا أجمل کل من Abas و Imam فی دراستهما عام 2016 المهارات القابلة للانتقال فی ثلاثة أنواع رئیسة، هی: أولا المهارات الأساسیة، مثل: التواصل، استخدام الأرقام، إدارة المعلومات، وحل المشکلات؛ وثانیا مهارات خاصة بالإدارة الذاتیة، مثل: التوجه والسلوک الإیجابی، المسئولیة، التکیف مع التغیرات، والتعلم المستمر؛ ثالثا مهارات خاصة بالعمل الجماعی، مثل: التعامل مع الآخرین، التطوع، والاشتراک فی المشاریع والمهام المتنوعة.41 فی حین انصب ترکیز کل من Cole وTibby فی نموذجهما المقترح عام 2013 على العمل بروح الفریق، حل المشکلات، الوعی التجاری، التواصل، استخدام تکنولوجیا المعلومات، التعامل مع الأرقام، والإدارة الذاتیة.42 وقد أوصی کل من Artess و Forbes وRipmeester فی دراستهم عام 2011 بضرورة الاهتمام بتنمیة هذه المهارات لدی طلاب جمیع المراحل ولیس بالنسبة لطلاب المراحل الأخیرة فقط.43

ویری البعض أن أولویة تلک المهارات بالنسبة للخریجین وأرباب العمل قد تتغیر باستمرار وفقا لظروف العمل،44 کما أنها قد ترتبط بشکل کبیر بالخصائص الفردیة، طبیعة الدراسة، وطبیعة جهة التوظف.45 وتری دراسة Pheko وMolefhe عام 2017أن ترتیب أولویات المهارات وفقا لتصور الخریجین عن القابلیة للتوظف یختلف عن أولویة تلک المهارات لدى أرباب العمل. وقد تختلف هذه الأولویات فیما بین أرباب العمل أنفسهم.46 کما أوصت دراسة Azevedo وApfelthaler وHurst عام 2012 بضرورة الترکیز على عدد محدود من المهارات بدلا من الترکیز على عدد کبیر منها.47

ووفقا لدراسة González-Romá و, Gamboa و Peiró عام 2018 عادة ما یختار أرباب العمل الخریجین الذین لدیهم رأس مال اجتماعی وبشری لاعتقادهم أنهم الأقدر على التعامل مع الظروف المتغیرة والمعقدة فی البیئة، خاصة وأن رأس المال البشری یکسب الفرد المهارات والقدرات التی تمکن من تطویره وبنائه شخصیا، بینما رأس المال الاجتماعی یهدف إلی إقامة شبکة علاقات ومعلومات ودعم ومساندة مع أناس یدفعون الفرد إلى تحقیق أهدافه. کما تشیر نفس الدراسة أیضا إلى أن الطلاب الذین لدیهم هویة قویة وانتماء لوظیفة ما یکونون الأکفأ والأقدر فى الحصول على تلک الوظیفة، کونهم عادة ما یحرصون على الاشتراک فی المقررات والأنشطة التی تفیدهم عند البحث عن تلک الوظیفة فیما بعد.48

وتری دراسة Smith و Comynعام 2004 أن أغلب المهارات المکتسبة لا تکتسب على دفعة واحدة وإنما تدریجیا علی عدة مراحل.49 کما أن أغلبها یکتسب قبل مرحلة التوظف ذاتها. وقد یتواجد عدم توافق (mismatch) بین المهارات التی یکتسبها الطلاب وتلک التی یثمنها أرباب العمل،50 الأمر الذی یدلل على اختلاف أرباب العمل عن مؤسسات التعلیم العالی فی تقییم الخریجین.51 إذ یقل ترکیز أرباب العمل على المهارات الفنیة وینصب اهتمامهم أکثر على المهارات القابلة للانتقال التی تمکن الخریجین من التحلیل والفهم وحل المشکلات. ومن هنا تکمن المشکلة فی أن توجه أرباب العمل عادة ما یکون قصیر النظر ومهتما بالحاضر أکثر من المستقبل،52 بینما تغفل مؤسسات التعلیم الظروف الاجتماعیة والاقتصادیة التی تؤثر فی القابلیة للتوظف.53 لذلک تخلص دراسة Suleman عام 2017 إلی أن التخرج من الجامعة هو أساسی ولکنه لیس شرطا کافیا للتوظف أو ضمانة لذلک.54 کما تری دراسة Matsouka وMihail عام 2016 أهمیة أن یکون هناک تعاونا مستمرا بین أرباب العمل ومؤسسات التعلیم لدعم القابلیة للتوظف وتعویض أی نقص أو خلل فی توجه أحد الطرفین.55

ونظرا للاهتمام العالمی بدعم القابلیة للتوظف، تأتی هذه الدراسة لإبراز الدور الذی تقوم به مؤسسات التعلیم العالی متمثلة فی کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة بجامعة القاهرة فی دعم القابلیة للتوظف لخریجیها، خاصة وأن الکلیة من الکلیات المرموقة التی تعمل على تخریج طلاب متمیزین قادرین علی التنافس محلیا وعالمیا، وتم تجدید اعتمادها من قبل الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد عام 2017 وفی سبیل السعی نحو الحصول علی الاعتماد الدولی.

رابعا: المنهجیة

فی سبیل سعی الدراسة إلى الإجابة عن مدی مساهمة مؤسسات التعلیم العالی متمثلة فی کلیة الاقتصادوالعلوم السیاسیة فی دعم القابلیة للتوظف لخریجیها تم استخدام منهج تحلیل النظم من أجل دراسة کیف أن العملیة التعلیمیة (من مقررات، وتدریب خارجی، وأنشطة فی وخارج نطاق المقررات) کمدخل من شأنها أن تؤثر فی دعم القابلیة للتوظف للخریجین کمخرج. وذلک تمشیا مع التوجهات العالمیة والمحلیة فی الحرص على ربط مخرجات التعلیم باحتیاجات سوق العمل. کما تم استخدام منهج دراسة الحالة للترکیز باستفاضة على الدور الذی تلعبه کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة فی دعم القابلیة للتوظف.

وفی إطار ذلک استندت الدراسة إلى توصیة دراسة Hill وWalkington وFrance عام  2016 بالرجوع إلى الأسلوب الشائع فی الدراسات القائم على سؤال الخریجین - من خلال توزیع استبیان الکترونی علیهم - عن تقییمهم للمقررات والأنشطة المقدمة بالکلیة ومدی تأثیرها على قابلیتهم للتوظف کمصدر أولی للبیانات.56 کما اعتمدت الدراسة أیضا على البیانات المتوفرة لدی وحدة التواصل عن الخریجین کمصدر ثان للمعلومات مع ضمان سریة البیانات للخریجین. وقد تم ذلک بمتابعة من وکالة الکلیة لشئون التعلیم والطلاب.

ولضمان مصداقیة الآراء وحداثتها تم توزیع استبیان الکترونی على خریجی آخر خمس دفعات فقط (دفعات 2013، 2014، 2015، 2016، و2017)، لتکون أرائهم شاملة أحدث الإجراءات والتوجهات للکلیة، ولضمان ارتفاع نسبة الاستجابة، خاصة وأن هذه الدفعات الخمسة مازالت على تواصل مستمر مع الکلیة، بینما یقل التواصل بحکم مرور الزمن مع الدفعات الأقدم.

وشملت أسئلة الاستبیان الالکترونی أسئلة عن بیانات الخریجین، تخصصاتهم الرئیسیة والفرعیة، أهم الأنشطة التی انضموا إلیها، وظائفهم، وإذا ما کانت وظائفهم مرتبطة بمجال دراستهم، وأهم المقررات التى کانت أکثر إفادة فی مجال عملهم. وللتأکد من صلاحیة أسئلة الاستبیان تم مناقشة هذه الأسئلة مع اثنین من أعضاء هیئة التدریس المرتبطین بمجال الدراسة. کما تم اختبار الاستبیان بشکل مسبق على عینة من الخریجین لاختبار مصداقیة الاستبیان.

وقد تلی ذلک استخدام البرنامج الإحصائی STATA لتحلیل أولا البیانات الثانویة لإجمالی الخریجین- المحدثة بیاناتهم لدی وحدة التواصل والخریجین بالکلیة - منذ عام 2013 وحتى عام 2017 البالغ عددهم 871 خریج من إجمالی خریجی الکلیة، وثانیا البیانات الأولیة المتمثلة فی استجابات 484 خریج من هؤلاء الخریجین على أسئلة الاستبیان التی تم توزیعها الکترونیا علیهم. وکان توزیع العینة کالتالی: حوالی 17% من إجمالی العینة کانوا من خریجی عام 2013، وحوالی 3% من إجمالی العینة من خریجی عام 2014 (عدد خریجی هذا العام قلیلة جدا لأنها دفعة الفراغ)، وحوالی 34.6% من إجمالی العینة من خریجی عام 2015، وحوالی 34.7% من إجمالی العینة من خریجی عام 2016، وأخیرا، حوالی 10.5% من إجمالی العینة من خریجی عام 2017. وکانت نسبة الذکور 22.3% ونسبة الإناث 77.7% من إجمالی العینة. وکان توزیع العینة وفقا للشعب الدراسیة کالتالی: حوالی 60% من الطلاب من الشعبة العربیة، وحوالی 35.9% من الشعبة الانجلیزیة، وحوالی 4% من الشعبة الفرنسیة. بینما کان تقسیم العینة حسب الأقسام کالتالی: حوالی 53% من قسم الاقتصاد، وحوالی 37.5% من قسم العلوم السیاسیة، وأخیرا، حوالی 9% من قسم الإحصاء.

خامسا: نتائج الدراسة

فی إطار السعی لدراسة مدی مساهمة کلیة الاقتصادوالعلوم السیاسیة فی دعم القابلیة للتوظف لخریجیها، تبین أن الکلیة قد اتخذت عدة إجراءات لدعم القابلیة للتوظف لخریجیها، مثل: الحرص على تحدید المعارف المهنیة والعامة بجانب المعارف الذهنیة لکل مقرر یتم تدریسه لتحقیق الربط بین المقرر الدراسی واحتیاجات سوق العمل؛ تخصیص جزء کبیر من إجمالی درجات المقرر لأعمال الأنشطة الفصلیة التى تتطلب استخدام مهرات مهنیة وعامة لإکساب الطلاب المهارات المتنوعة التی یحتاجها سوق العمل؛ تقدیم مجموعة متنوعة من المقررات الاختیاریة للطلاب لإتاحة الفرصة لهم لاختیار المقررات التى تناسب میولهم الشخصیة وتطلعاتهم الوظیفیة؛ تشجیع إقامة نماذج المحاکاة المتنوعة لمحاکاة أسالیب وظروف العمل فى أهم المنظمات المحلیة والإقلیمیة والدولیة؛ طرح العدید من برامج الدبلومات والماجستیر المهنی لإکساب الخریجین مجموعة من المعارف المهنیة والعامة فى تخصصات مهنیة محددة مثل دبلومة الإدارة المحلیة وحقوق الإنسان والماجستیر المهنی لاقتصادیات الصحة وأیضا للنوع الاجتماعی والتنمیة؛ التواصل الدوری مع أرباب العمل؛ الاشتراک فى ملتقی التوظف السنوی الذی تقیمه جامعة القاهرة؛ التواصل المستمر مع الخریجین والاحتفال بدفعات الیوبیل الذهبی والفضی بجانب الدفعة المتخرجة حدیثا فى یوم التفوق من کل عام؛ وتعمیم فرص التدریب والتوظیف المتنوعة علی الطلاب والخریجین.

هذا وقد أسفرت هذه الإجراءات السابقة إلى أن أصبحت نسبة التوظف الإجمالیة للخریجین من عام 2013 حتى عام 2017 کانت 93 % تقریبا. وقد تم إجراء اختبار "مربع کاى" لاختبار إذا ما کانت هناک علاقة بین نسبة التوظف وعام التخرج، فتبین أن هناک علاقة عکسیة معنویة بینهما بدرجة ثقة 95%. ویوضح شکل رقم (1) نسب التوظف لکل عام. ومن الواضح أن نسبة التوظف قد انخفضت فى العامین الأخرین لتصل إلى 89% بعد أن کانت 98% عام 2013 و 100% عام 2014 (سنة الفراغ) بفارق 11%.

 

شکل رقم (1): نسبة التوظف حسب سنة التخرج

باستخدام اختبار "مربع کاى" تم ایجاد علاقة معنویة بین نسبة التوظف وشعبة الخریج للخمس دفعات بدرجة ثقة 95% حیث ارتفعت نسبة التوظف فی الشعبة الانجلیزیة والفرنسیة عن العربیة بفارق حوالی 8% کما هو موضح فى شکل رقم (2).  ویلاحظ أن نسبة التوظف فی الشعبة الإنجلیزیة والفرنسیة تقریبا متساویة.

 

شکل رقم (2): نسبة التوظف حسب الشعبة

یوضح شکل رقم (3) نسبة التوظف حسب التخصص الرئیسى للخمس دفعات؛ حیث بلغت نسبة توظف خریجى قسم الاقتصاد 90.9% وقسم العلوم السیاسیة 93.9% وأخیرا قسم الإحصاء 96.3%. وبتطبیق اختبار "مربع کاى" وجد أنه لا توجد علاقة معنویة بین التوظف والتخصص الرئیس بدرجة ثقة 95%.

 

شکل رقم (3): نسبة التوظف حسب التخصص الرئیسی

أما بالنسبة للعلاقة بین التوظف والتخصص الفرعى للخریج فی الخمس دفعات فکانت هناک علاقة معنویة حسب نتیجة اختبار "مربع کاى" بدرجة ثقة 95%، إذ کانت أعلى نسبة للتوظف فی الخریجین الذین کان تخصصهم الفرعى حوسبة اجتماعیة بنسبة 96.6% یلیها قسم الاقتصاد والإحصاء والإدارة العامة بفارق ما بین 3% إلى 4.5% تقریبا عن قسم الحوسبة الاجتماعیة. وأقل نسبة توظف کانت فی التخصص الفرعى العلوم السیاسیة بنسبة 79.6% کما هو موضح فی الشکل رقم (4).

 

شکل رقم (4): نسبة التوظف حسب التخصص الفرعی

وکما یتضح من الشکل رقم (5) یلاحظ أن نسبة الذین حصلوا على وظیفة هی 93% - کما تم ذکره من قبل - من بینهم 69% فقط یعملون فی مجال دراستهم و24% یعملون خارج مجال دراستهم. وباستخدام اختبار "مربع کاى" ظهرت علاقة معنویة بین توظف الخریجین فی مجال دراستهم وتخصصهم الرئیس بدرجة ثقة 95%.

 

شکل رقم (5): نسبة التوظف فی مجال الدراسة

هذا ویوضح الشکل رقم (6) أن 81.5% من خریجی قسم الإحصاء یعملون فی مجال دارستهم، و67.6% من خریجی قسم العلوم السیاسیة یعملون فی مجال دارستهم، و67.2% من خریجی قسم الاقتصاد یعملون فی مجال دراستهم.

 

شکل رقم (6): نسبة التوظف فی مجال الدراسة حسب التخصص الرئیس

أما بالنسبة للعلاقة بین توظف الخریجین فی مجال دراستهم وتقدیرهم العام فیتضح کما هو مبین فی الشکل رقم (7) أن 85% من الخریجین الذین تقدیرهم العام امتیاز قد حصلوا على وظیفة فی مجال دراستهم، بینما تنخفض هذه النسبة تدریجیا مع انخفاض التقدیر العام للخریج حتى تصل إلى 57% عند الحصول على تقدیر مقبول. وباستخدام اختبار "جاما" تبین أن هناک علاقة معنویة طردیة بین التوظف فی مجال الدراسة والتقدیر العام للخریج بدرجة ثقة 90%، بمعنى آخر أن کلما ارتفع التقدیر العام کلما زادت نسبة التوظف فی مجال الدراسة.

 

شکل رقم (7): نسبة التوظف فی مجال الدراسة حسب التقدیر العام

کما یوضح شکل رقم (8) نسبة توظف الذکور والإناث فی مجال دراستهم. ویلاحظ أن الفارق بین النسبتین هو 2% فقط، کما لا یوجد اختلاف معنوی بین النسبتین بدرجة ثقة 95%، الأمر الذی یشیر إلى أن النوع لا یلعب دورا مؤثرا فی التوظف.

 

شکل رقم (8): نسبة التوظف فی مجال الدراسة حسب النوع

ویوضح شکل رقم (9) نسبة الذکور والإناث الحاصلین على تقدیر عام امتیاز أو جید جدا. وقد تقدمت الإناث على الذکور بفارق 12%؛ حیث أن 42% من الإناث قد حصلن على تقدیر عام امتیاز أو جید جدا بینما حصل 30% فقط من الذکور على هذه التقدیرات المرتفعة. وقد وجد أن هذا الفارق معنوى بدرجة ثقة 95% وباستخدام اختبار "مربع کاى" تم إیجاد علاقة معنویة بین الحصول على هذه التقدیرات المرتفعة والنوع بدرجة ثقة 95%.

 

شکل رقم (9): نسبة الحصول على تقدیرات مرتفعة حسب النوع

ومن الأشکال رقم (7) و(8) و(9) یمکن التوصل إلى أن غیاب علاقة معنویة بین النوع والقابلیة للتوظف بالرغم من وجود علاقة معنویة طردیة بین التقدیر العام (الذی تتفوق فیه الخریجات على الخریجین) والقابلیة للتوظف فی مجال التخصص قد یدل على استمرار تفضیل أرباب العمل للذکور على الإناث فی العمل.

وبالانتقال إلى البیانات الأولیة التی تم تجمیعها من 484 خریج من خریجی الدفعات الخمسة الأخیرة تتضح النتائج التالیة:

باستخدام اختبار "مربع کاى" تبین وجود علاقة معنویة بین حصول الخریج على فرصة تدریب خارج الکلیة أثناء الدراسة وبین توظفه بعد تخرجه من الجامعة بدرجة ثقة 95%. فقد حصل 92% من الخریجین الذین نالوا تدریبا أثناء دراستهم بالجامعة على وظیفة بعد تخرجهم، بینما کانت نسبة الذین حصلوا على وظیفة دون أن یتدربوا أثناء الدراسة 85% فقط. کما أن هناک فارقا معنویا بین النسبتین بدرجة ثقة 95%، الأمر الذی یشیر إلى ارتفاع احتمالیة توظف الخریج کلما حرص على الحصول على فرصة للتدریب خارج الکلیة أثناء الدراسة.

وأبرزت النتائج أیضا أن حوالی 31% من خریجی الکلیة قد التحقوا بدراسات أخرى بعد التخرج، مثل: الدیبلومات والدراسات العلیا والماجستیر المهنی وکورسات لتنمیة المهارات. وباستخدام اختبار "مربع کاى" لدراسة العلاقة بین التوظف فی مجال الدراسة والالتحاق بدراسات أخرى بعد التخرج تبین وجود علاقة معنویة بینهما بدرجة ثقة 95%؛ حیث أن 81.3% من الخریجین الذین قاموا بعمل دراسات بعد التخرج قد حصلوا على وظائف فی مجال تخصصهم، بینما حصل 68% فقط من الخریجین الذین لم یقوموا بعمل أی دراسات بعد التخرج على وظائف فی مجال تخصصهم کما هو موضح فی شکل رقم (10).  

 

شکل رقم (10): العلاقة بین التوظف فی مجال الدراسة وعمل دراسات بعد التخرج

کما تم استخدام اختبار "مربع کاى" لدراسة العلاقة بین التوظف فی مجال الدراسة والاشتراک فی الأنشطة الطلابیة خارج نطاق المقررات، مثل: الاشتراک فی نماذج المحاکاة بالکلیة أو اتحاد الطلاب، علما بـأن حوالی 64% من الخریجین اشترکوا فی هذه الأنشطة. وقد اتضح وجود علاقة معنویة بدرجة ثقة 90%؛ حیث ارتفعت نسبة التوظف فی مجال الدراسة بین الخریجین الذین اشترکوا فی الأنشطة الطلابیة فی الکلیة عن الذین لم یشترکوا فیها. فکما هو مبین فی شکل رقم (11) حصل حوالی 75% من الخریجین الذین اشترکوا فی هذه الأنشطة على وظیفة فی مجال الدراسة، بینما انخفضت هذه النسبة إلى 66% فقط لدی الخریجین الذین لم یشترکوا فی الأنشطة الطلابیة.

 

شکل رقم (11): العلاقة بین التوظف فی مجال الدراسة والاشتراک فی الأنشطة الطلابیة

 هذا وقد تم استخدام تحلیل الانحدار اللوجستی لدراسة العلاقة بین القابلیة للتوظف من جهة، والمتغیرات الموجودة فی البیانات الثانویة المتوفرة لدی وحدة التواصل عن الخریجین البالغ عددهم 871 خریج والمتمثلة فی سنة التخرج، الشعبة، التخصص الرئیس، التقدیر العام، والنوع بشکل مجتمع من جهة أخری. وقد ثبت أن النموذج معنوی بدرجة ثقة 90% کما هو موضح فی الجدول رقم (1).

فبالنظر إلى نسب الترجیح یمکن استخلاص أن هناک أفضلیة لخریجى عام 2013 عن الأعوام 2015 و2016 و2017 فی إیجاد فرصة عمل فی مجال الدراسة بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى. بینما لا یوجد فارقا معنویا بین عامی 2013 و2014 بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى. وأیضا هناک أفضلیة للتخصص الرئیس الإحصاء عن الاقتصاد فی القابلیة للتوظف فی مجال الدراسة، ولکن لا توجد أفضلیة معنویة بین الاقتصاد والعلوم السیاسیة بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى.

وتعکس النتائج أیضا وجود أفضلیة لخریجی الشعبة الإنجلیزیة والفرنسیة مقارنة بالشعبة العربیة فی التعیین فی وظائف فی مجال الدراسة. وتزید أفضلیة الشعبة الإنجلیزیة مقارنة باللغة العربیة عن الفرنسیة مقارنة باللغة العربیة بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى. بالإضافة إلى هذا، هناک أفضلیة للخریجین الذین قد حصلوا على تقدیر عام امتیاز عن الذین حصلوا على تقدیر عام جید ومقبول فی إیجاد فرصة عمل فی مجال الدراسة، ولکن لا توجد أفضلیة بین الخریجین الذین حصلوا على تقدیر عام امتیاز وجید جدا بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى. وأخیرا، لم یثبت وجود أفضلیة بین الإناث والذکور فی إیجاد فرصة عمل فی مجال الدراسة بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى.

جدول رقم (1): الانحدار اللوجستی لدراسة العلاقة بین العمل فی مجال الدراسة وسنة التخرج والتخصص الرئیس والتقدیر العام والنوع

 

بالإضافة إلى هذا تم الاعتماد على تحلیل الانحدار اللوجستی، کما هو موضح فی الجدول رقم (2)، لدراسة العلاقة بین القابلیة للتوظف من جهة وبین الاشتراک فی الأنشطة الطلابیة خارج المقررات، التدریب الخارجی أثناء الدراسة، والالتحاق بدراسات أخرى بعد التخرج. وقد تم الرجوع فی ذلک إلى البیانات الأولیة التی تم الحصول علیها من استجابات عدد 479 خریج فی هذا التحلیل (بعد حذف الخریجین الذین لم یقوموا بالرد على أحد هذه الأسئلة). وکان النموذج معنویا بدرجة ثقة 90%.

هذا ویمکن استنتاج أن هناک أفضلیة للخریجین الذین قد قاموا بالالتحاق بدراسات أخرى بعد التخرج فی إیجاد فرصة عمل فی مجال دراستهم عن هؤلاء الذین توقفوا عن الدراسة بعد التخرج بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى. وأیضا هناک أفضلیة لهؤلاء الذین تدربوا خارج الکلیة أثناء الدراسة عن الذین لم یتدربوا خارج الکلیة بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى، بینما لم تکن هناک أفضلیة للذین التحقوا بالأنشطة خارج نطاق المقرر بالکلیة عن الذین لم یلتحقوا بتلک الأنشطة بدرجة ثقة 90% مع ثبات جمیع المتغیرات الأخرى.

جدول رقم (2): الانحدار اللوجستی لدراسة العلاقة بین العمل فی مجال الدراسة والاشتراک فی الأنشطة الطلابیة والالتحاق بأی دراسات أخرى بعد التخرج والتدریب أثناء الدراسة

 

سادسا: الخلاصة

فی سبیل سعی الدراسة إلى الإجابة عن مدی مساهمة مؤسسات التعلیم العالی - متمثلة فی کلیة الاقتصادوالعلوم السیاسیة (باعتبارها من الکلیات المتمیزة فی مصر) - فی دعم القابلیة للتوظف لخریجیها تم الرجوع إلى البیانات الثانویة عن 871 خریج وبیانات أولیة (استمارة استبیان) عن 484 خریج. وبتحلیل تلک البیانات باستخدام البرنامج الإحصائیSTATA  اعتمادا على اختبارات "مربع کای" و"الانحدار اللوجستی" اتضح الدور الإیجابی المؤثر للإجراءات المتنوعة التى انتهجتها  کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة – التی تم الإشارة إلیها فى نتائج الدراسة -  لدعم القابلیة للتوظف لخریجیها. ولعل خیر دلیل على هذا النجاح هو ارتفاع متوسط معدل التوظف لخریجی الکلیة عن الدفعات الخمسة الأخیرة إلى نسبة 93.9%؛ أی أن متوسط معدل البطالة لخریجی الکلیة عن نفس السنوات الخمسة تمثل حوالی 6.1% وهى نسبة منخفضة نسبیا إذا ما قورنت بمعدلات البطالة القومیة فی مصر التی بلغت 9.9% وفقا لآخر إحصائیات الجهاز المرکزی للتعبئة العامة والإحصاء فی مصر عن الربع الثانی لعام 2018. 57 وهذا الأمر یتفق مع دراسة Chinta و Kebritchiو Elias عام 2016 فی أن أنجح المؤسسات التعلیمیة هی الأکثر حرصا ونجاحا فی دعم القابلیة للتوظف لخریجیها.

وقد أثبتت الدراسة وجود عدة مؤشرات للدور المحوری الذی من الممکن أن تلعبه مؤسسات التعلیم العالی فی دعم القابلیة للتوظف لخریجیها، تمثلت فیما یلی: أولا: إن وجود علاقة معنویة بین کل من التقدیر العام والتخصص الرئیس والتخصص الفرعی من جهة والتوظف فی مجال التخصص من جهة أخری خیر دلیل على أن العملیة التعلیمیة والمحتوی التعلیمی الذی یقدم للطلاب له تأثیر کبیر فی إکساب الطلاب المهارات والمعارف الذهنیة الحدیثة المتعلقة بمجال التخصص وتتماشی مع احتیاجات سوق العمل وجهات التوظف لشغل الوظائف ذات العلاقة بمجال التخصص. وفی ذلک تتفق الدراسة مع دراسات کل من Bacevic عام 2017، Chinta و Kebritchiو Elias عام 2016، Sin و Amaralعام 2017، و Mccowan عام 2015.

ثانیا: إن وجود علاقة معنویة بین کل من الشعبة الدراسیة والتخصص الفرعی من جهة والتوظف فی مجال التخصص من جهة أخری، یؤکد على الدور المحوری للمهارات الفنیة والقابلة للانتقال التی تقدم من خلال الأنشطة فی إطار المقررات (co-currilcular activities) لدعم القابلیة للتوظف مثلما أکدت علیه دراسات کل من  Abas وImam عام 2016، وCole وTibby عام 2013؛ وذلک خاصة وأن الشعب الدراسیة والتخصصات الفرعیة تهدف إلى إکساب الطلاب مهارات متعددة، مثل: إتقان لغات أجنبیة، التعامل مع تکنولوجیا المعلومات، التعامل مع الأرقام، تحلیل البیانات، إدارة الموارد المختلفة، والتواصل مع الآخرین.

ثالثا: إن وجود علاقة طردیة معنویة بین التقدیر العام والقابلیة للتوظف یشیر إلى أن التقدیر العام مازال یلعب دورا محوریا فی زیادة القابلیة للتوظف (على الأقل بالنسبة للمجتمع المصری) عکس ما أشار إلیه کل من Creasey عام 2013، González-Romá و Gamboaو Peiróعام 2018، Pinto و Ramalheiraعام 2017، Sin وAmaral عام 2017، وSuleman عام 2017. وهو ما یدل على ثقة أرباب العمل فی المقررات وأسالیب التدریس المتبعة فی تقییم أداء الطلابعکس ما أشرت إلیه دراسة Cai عام 2012.

رابعا: إن وجود علاقة معنویة بین الحصول على فرص تدریب خارجیة وبین القابلیة للتوظف یدل على أهمیة تشجیع الطلاب على الانطلاق خارج مؤسسات التعلیم العالی لاکتساب المهارات والمعارف القابلة للانتقال، وأهمیة فتح قنوات تواصل مع أرباب العمل المختلفین لدعم القابلیة للتوظف کما أوصی بذلک کل من O'Leary عام 2013، و Sinو Amaral عام 2017.

خامسا: إن وجود علاقة معنویة بین الالتحاق بدراسات متنوعة بعد التخرج وبین القابلیة للتوظف فی نفس مجال التخصص یشیر إلى ضرورة الاهتمام بتوفیر فرص دراسیة متنوعة للخریج إما لاستکمال دراساتهم العلیا أو حتى توفیر دورات تدریبیة لهم لدعم قابلیتهم للتوظف. وهو الأمر الذی یتفق مرة أخری مع دراسة González-Romá وGambo و Peiróعام 2018 فی بیان أن الخریجین الذین لدیهم هویة قویة لوظیفة ما عادة ما یحرصون على الاشتراک فی الفعالیات والأنشطة التی تفید فی تنمیة مهاراتهم ومعارفهم الملائمة لوظائفهم فیما بعد.

وسادسا، إن وجود علاقة معنویة بین الانضمام إلى الأنشطة خارج نطاق المقررات مثل نماذج المحاکاة وأنشطة اتحاد الطلاب والقابلیة للتوظف یؤکد على ضرورة توفیر فرص متنوعة للطلاب لاکتساب المهارات القابلة للانتقال لدعم قبلیتهم للتوظف، مثلما طالب به کل من Balckmore وآخرون عام 2016، وVuksanovic وآخرون عام 2014.

وبالإضافة إلى الدور المحوری الذی من الممکن أن تقوم به مؤسسات التعلیم العالی فی دعم القابلیة للتوظف لخریجیها، فإن هناک عدة عوامل - برزت من خلال هذه الدراسة - على تلک المؤسسات الالتفات إلیها أیضا، ومنها: أولا: إن وجود أفضلیة للدفعات القدیمة عن الحدیثة فی القابلیة للتوظف فی نفس مجال التخصص قد یرجع إلى طول المدة المتاحة لهذه الدفعات فی البحث عن الوظائف الملائمة عکس الدفعات الحدیثة التی قد تقبل بالعمل فی أی وظیفة بصفة مؤقتة إلى حین إیجاد الفرصة المناسبة مثلما أکد علیه Tomlinson عام 2017. وهو الأمر الذی قد یلفت الانتباه إلى أهمیة قیام مؤسسات التعلیم العالی بالتواصل المستمر مع الخریجین من جهة وأرباب العمل لدعم القابلیة للتوظف فی مجال التخصص خاصة بالنسبة للدفعات الحدیثة.

ثانیا: إن وجود أفضلیة للتخصص الرئیس الإحصاء والتخصص الفرعی الحوسبة الاجتماعیة فی القابلیة للتوظف فی نفس مجال التخصص قد یرجع إلى قلة عدد الخریجین من هذه التخصصات ومن ثم تعطش سوق العمل لهم. وهو الأمر الذی یجب أن تلتفت إلیه مؤسسات التعلیم العالی بحیث تعمل على تشجیع إنشاء برامج دراسیة متخصصة ومتنوعة تکسر الوفرة العددیة للخریجین فی تخصص ما، وفى نفس الوقت تحقق المیزة التنافسیة لهم بالمقارنة مع الخریجین من المؤسسات التعلیمیة المناظرة.

ثالثا: أن وجود أفضلیة للشعبة الإنجلیزیة فی القابلیة للتوظف فی نفس مجال التخصص لابد أن یثیر انتباه مؤسسات التعلیم العالی نحو التوسع فی تقدیم أنشطة متنوعة باللغة الإنجلیزیة للشعبة العربیة، خاصة وأن سوق العمل فی احتیاج - کما أثبتت نتائج الدراسة - إلى متقنی اللغة الإنجلیزیة.

ورابعا، إن غیاب علاقة معنویة بین النوع والقابلیة للتوظف بالرغم من وجود علاقة معنویة طردیة بین التقدیر العام (الذی تتفوق فیه الخریجات على الخریجین) والقابلیة للتوظف فی مجال التخصص قد یدل على استمرار أرباب العمل فی تفضیل الذکور على الإناث فی العمل. الأمر الذی قد یرجع إلى سیادة ثقافة مجتمعیة قد تفضل الذکور على الإناث فی العمل. ومن هنا یبرز دور مؤسسات التعلیم العالی فی تغییر هذه النظرة النمطیة السائدة لدی أرباب العمل عن الخریجات من خلال التواصل المستمر مع أرباب العمل، خاصة وأن الأغلبیة العظمی من الخریجین المتفوقین هی من الإناث.

وأخیرا، على الرغم من إدراک الباحثتین نواحی القصور لهذه الدراسة والمتمثلة فی الترکیز على کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة فقط وعلى بیانات خریجیها عن السنوات الخمسة الأخیرة فقط، إلا أن الباحثتین تریان أن کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة خیر ممثل لکل مؤسسات التعلیم العالی الهادفة إلى تقدیم محتوی دراسی وأسلوب تدریسی متواکب مع احتیاجات سوق العمل. ولمعالجة قصور الدراسة توصی الباحثتان بإجراء دراسات مقارنة بین مؤسسات التعلیم العالی من التخصصات المختلفة، وکذلک دراسات طویلة الأمد (longitudinal) لتتبع الخریجین علی مراحل زمنیة طویلة لتأکید نتائج الدراسة. کما یفضل دراسة آراء أعضاء عیئة التدریس عن سبل دعم القابلیة للتوظف.

 
1 Chinta, R., Kebritchi, M.& Elias, J., “A conceptual framework for evaluating higher education institutions”, International Journal of Educational Management, Vol. 30, No.6, 2016, pp.989–1002, p.989. 
2 Pheko, M.M., & Molefhe, K.,Addressing employability challenges: a framework for improving the employability of graduates in Botswana”, International Journal of Adolescence and Youth, Vol.22, No.4, 2017, pp.455–469, p.459.
3de Bruin, A.& Dupuis, A., “Making employability work”, Journal of Interdisciplinary Economics, Vol. 19, No.4, 2008, pp.399–419, p. 400.                                                            
4González-Romá, V., Gamboa, J. P.& Peiró, J. M., “University graduates’ employability, employment status, and job quality”, Journal of Career Development, Vol. 45, No. 2, 2018, pp.132–149, p. 132.  
5 Sin, C.& Amaral, A., “Academics’ and employers’ perceptions about responsibilities for employability and their initiatives towards its development”, Higher Education, Vol.73, No. 1, 2017, pp.97–111, p. 100.    
6 Pheko, M.M.& Molefhe, K., op. cit, p. 458.
7 Tomlinson, M., Introduction: Graduate Employability in Context: Charting a Complex, Contested and Multi-Faceted Policy and Research Field. In M. Tomlinson & L. Holmes (Eds.), Graduate Employability in Context: Research and Debate (London: Palgrave Macmillan, 2017), pp. 1–40, p. 6.
8 González-Romá, V., Gamboa, J. P. & Peiró, J. M., op. cit, p.133.
9 Tomlinson, M., op.cit, p.13
10 Nilsson, S., “Employability, Employment and the Establishment of Higher Education Graduates in the Labour Market”, In M. Tomlinson & L. Holmes (Eds.), Graduate Employability in Context. Theory: Research and Debate (London: Palgrave Macmillan, 2017), pp. 65–85, p. 70.
11 Thijssen, J.G.L., Van der Heijden, B.I.J. & Rocco, T. S., “Toward the Employability – Link Model: Current Employment Transition to Future Employment Perspectives”, Human Resource Development Review, Vol. 7, No. 2, 2008, pp.165–183, p.168.
12 Sin, C.& Amaral, A., op. cit, p. 99.
13 McQuaid, R.W. & Lindsey, C., “The concept of employability”, Urban Studies, Vol. 42, No.2, 2005, pp.197-219, pp. 200-201.
14 de Bruin, A. & Dupuis, A., op. cit, p.401.  
15 Vuksanovic, N., Santa, R., Moisander, T., Taskila, V.M. & Leen, E., Student Advancement of Graduates Employability: Employability with Students' Eyes (Brussels: The European Students' Union ESU, 2014), p. 3.
16 Thijssen, J.G.L., Van der Heijden, B.I.J. & Rocco, T. S., op. cit, p.171.
17 Bowers-Brown, T. & Harvey, L., “Are there too many graduates in the UK? A literature review and an analysis of graduate employability”. Industry& Higher Education, August 2004, pp.243–254, pp.244-248.
18 Tomlinson, M., op. cit, pp.22-23. 
19 de Bruin, A. & Dupuis, A., op. cit, p.402.  
20 McCowan, T., “Should universities promote employability?”, Theory and Research in Education, Vol. 13, No.3, 2015, pp.267–285, p.268.
21 Bacevic, J., “Beyond the Third Mission: Toward an Actor-Based Account of Universities’ Relationship with Society”, In H. Ergül & S. Coşar (Eds.), Universities in the Neoliberal Era: Academic Cultures and Critical Perspectives (London: Palgrave Macmillan, 2017), pp. 21–39, p.22.
22 Abas M.C. & Imam O.A., “Graduates' competence on employability skills and job performance”, International Journal of Evaluation and Research in Education, Vol. 5, No.2, 2016, pp.119-125, p.120.
23 McCowan, T., op. cit, p.267.  
24 Lowden, K., Hall, S., Elliot, D. & Lewin, J., Employers' Perceptions of the Employability Skills of New Graduates (England: University of Glasgow, The SCRE Centre and Edge Foundation, 2011), p. 9.
25 Brewer, L., Enhancing Youth Employability: What? Why? And How? Guide to Core Work Skills (Geneva: International Labour Organization, 2013), p. 16.
26 Raybould, J. & Sheedy, V., “Industrial and Commercial Training Are graduates equipped with the right skills in the employability stakes?”, Commercial Training Education + Training, Vol. 37, No.5, 2005, pp.259–263, p. 260.
27 Vuksanovic, N. et al., op. cit, p.47.
28 Brewer, L., Enhancing Youth Employability: What? Why? And How? Guide to Core Work Skills (Geneva: International Labour Organization, 2013), p.15.
29 OECD, op. cit, p.7.
30O’Leary, S., “Collaborations in higher education with employers and their influence on graduate employability: An institutional project”, Enhancing Learning in the Social Sciences, Vol. 5, No. 1, 2013, pp.37–50, p. 40.
31 Blackmore, P., Bulaitis, Z.H., Jackman, A.H. & Tan E., Employability in Higher Education: A Review of Practice and Strategies around the World (University of Exeter, Pearson, 2016), p. 38.
32 Artes, J., Forbes, P. & Ripmeester, N., “Supporting graduate employability: HEI practice in other countries”, BIS Research Paper, No. 40, 2011, p. 33.
33 Blackmore, P. et al., op. cit, p.29.
34 Mitchell, K., Judd, M-M., Kinash, S., Crane, L., Knight, C., McLean, M., Dowling, D., Schwerdt, R. & Lovell, C., Case Studies to Enhance Graduate Employability: Career Services (Sydney: Australian Government Office for Learning and Teaching, 2015).
35 Artes, J., Forbes, P.& Ripmeester, N., op. cit, p.71.
36 Kinash, S., Crane, L., Judd, M-M., Knight, C., McLean, M., Mitchell, K. & Dowling, D., Case Studies to Enhance Graduate Employability: Competitive Sports, Athletes, and Employability (Sydney: Australian Government Office for Learning and Teaching, 2015), pp.32-34.         
37 Cole, D. & Tibby, M., Defining and Developing Your Approach to Employability: A Framework for Higher Education Institutions (York: The Higher Education Academy, 2013), p. 9. 
38 Pinto, L.H. & Ramalheira, D.C., “Perceived employability of business graduates: The effect of academic performance and extracurricular activities”, Journal of Vocational Behavior, Vol. 99, 2017, pp.165–178, pp.168-169.
39 Hill, J., Walkington, H. & France, D., “Graduate attributes: implications for higher education practice and policy: Introduction”, Journal of Geography in Higher Education, Vol. 40, No.2, 2016, pp.155–163, p.160.
40 Turner, D., Employability Skills Development in the United Kingdom (Australia: National Centre for Vocational Education Research, 2002), p. 5.
41 Abas M.C. & Imam O.A., op. cit, p.120.
42 Cole, D.& Tibby, M., op. cit, p. 9.
43 Artes, J., Forbes, P.& Ripmeester, N., op. cit, p.69.     
44 Suleman, F., “The employability skills of higher education graduates: insights into conceptual frameworks and methodological options”, Higher Education, 2017, https://doi.org/10.1007/s10734-017-0207-0, p. 4, accessed 15.08.2018.      
45 Azevedo, A., Apfelthaler, G. & Hurst, D., “Competency development in business graduates: An industry-driven approach for examining the alignment of undergraduate business education with industry requirements”. International Journal of Management Education, Vol. 10, 2012, pp.12–28, p.4.
46 Pheko, M.M.,& Molefhe, K., op. cit, p.459.
47 Azevedo, A., Apfelthaler, G.& Hurst, D., op. cit, p.13.
48 González-Romá, V., Gamboa, J. P. & Peiró, J. M., op. cit, pp.143-144.   
49 Smith, E.& Comyn, P., “The Role of Employers in the Development of Employability Skills in Novice Workers”, Research in Post-Compulsory Education, Vol. 9, No.3, 2004, pp.319–336, p.332.
50 Adeyinka-Ojo, S., “A strategic framework for analysing employability skills deficits in rural hospitality and tourism destinations”, Tourism Management Perspectives, Vol. 27, 2018, pp.47–54, p.50.
51 Cai, Y., “Graduate employability: a conceptual framework for understanding employers' perceptions”, High Education, Vol. 65, 2013, pp. 457-469, p. 458.
52 Saunders, V. & Zuzel, K., “Evaluating Employability Skills: Employer and Student Perceptions Evaluating Employability Skills: Employer and Student Perceptions”, Bioscience Education, Vol. 15, No.1, 2010, pp.1–15, p. 1.
53 Sin, C.& Amaral, A., op. cit, p.107.
54 Suleman, F., op. cit, p.12.
55 Matsouka, K.& Mihail, D.M., op. cit, p.323.
56 Hill, J., Walkington, H.& France, D., op. cit, p.157.   
57 الجهاز المرکزی للتعبئة العامة والإحصاء، https://www.capmas.gov.eg، 21.09.2018.