السيادة السيبرانيه بين الرؤيتين الغربيه والصينية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

رئيس وحدة الدراسات الأمريكية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.

المستخلص

   فرض الفضاء السيبراني والتطورات المتسارعة والمتلاحقة الناجمة عنه نطاق واسع من التهديدات على الدول، بل ودفعت إلى إعادة النظرة في سيادتها، بطريقة حفزت من محاولات التوصل لاقتراب يصون ويعزز سيادة الدولة تحت مظلة الفضاء السيبراني، وقد انعكست بعض هذه المحاولات في بلورة مفهوم السيادة السيبرانية "المثير للجدل". والذي بات محسوبًا على الجانب الصيني أو المدرسة الصينية، التي اتجهت – بدورها - إلى بلورة إطارًا نظريًا للتعامل معه، ألا وهو "نظرية المنظورات الثلاثة للسيادة السيبرانية"، التي قوبلت بالانتقاد ومحاولات التفنيد من قبل الغرب، بسبب سعيها إلى تبرير المنطق الصيني في التعامل مع الفضاء السيبراني أكثر من سعيها إلى وضع تأطير يناسب الواقع وقابل للتطبيق. وكانت النتيجة الواضحة لذلك هي وجود تباين بين الرؤيتين الغربية والصينية في التعامل مع السيادة السيبرانية، وهي المسألة التي لم تتوقف عند حدود عدم وجود مفهوم محدد لماهية "السيادة السيبرانية"؛ وإنما انعكست أيضًا في الاختلاف حول التأطير النظري المناسب للتعامل مع المفهوم، وكذا، في السياسات التطبيقية، وهو ما تسعى الدراسة إلى بلورته من خلال إجراء مقارنة بين الرؤيتين. واتصالاً بذلك، وبغض النظر عن تبني مفهوم "السيادة السيبرانية" من عدمه، فقد اتجهت الدول نحو القيام بتحركات من شأنها تعزيز سيادتها من خلال تأطير وتبني سياسات للأمن السيبراني، بالاستناد إلى دور الدولة بوصفها المزود الأساسي للأمن. ولكن تظل السيادة السيبرانية متجاوزة للأمن السيبراني في صورته التقنية الضيقة، كونها تسعى لدعم وتعزيز الدولة ككيان في العصر السيبراني.

الكلمات الرئيسية