الإصلاحات الإدارية في تركيا: دراسة حالة عن الخصخصة واللامركزية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الادارة العامة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة

المستخلص

شرعت تركيا كدولة نامية في عملية الإصلاح الإداري بشكل تدريجي منذ الثمانينيات وقدمت نموذجًا رائدا لدولة طموحة في التعامل مع التحديات الدولية في مختلف المجالات. تجسدت الروح التنافسية في الإدارة التركية بالفعل منذ إعلان الجمهورية عام 1923 عندما بدأت الدولة في اتباع النموذج الليبرالي والغربي كأفضل نمط تنموي تتبناه من أجل تحقيق أحلامها في الانضمام إلى العالم الغربي والتخلي عن صلاتها بالعالم الإسلامي. تلقي هذه الدراسة الضوء علي العلاقة بين هوية النخبة التركية العلمانية واثاره علي عملية الإصلاح الإداري. فعلي الرغم من وجود العديد من الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت الإصلاح الإداري الا انها اغفلت دور الهوية لدي النخبة الحاكمة في التأثير علي عملية الإصلاح الإداري. ترجع هذه الدراسة ريادة تركيا في الإصلاح الإداري واسبقيتها عن غيرها من الدول في اتباع الخصخصة واللامركزية الي هوية النخبة العلمانية متبية للنموذج الغربي كمسار للحداثة والتقدم. وعلي ذلك تتبع هذه الدراسة الاطار التحليلي للمصادر المختلفة التي تناولت عمليات الخصخصة واللامركزية في تركيا منذ الثمانيات حتي الان معتمدة علي النموذج الثلاثي المعرفي لتحليل السياسات العامة مرتكزا علي الأفكار والمصالح والمؤسسات.  كانت الفترة التي أعقبت حرب الاستقلال حتى الثمانينيات فترة انتقالية حاولت فيها تركيا فرض رؤيتها المستقبلية لمجتمع غربي يتبنى خطة إصلاحية واسعة تتعلق بجوانب مختلفة علي المستوى السياسي والمؤسسي وصولا الي المستوي الفردي. ومع ذلك ، فإن أهم إصلاح حققته تركيا ضمن خطتها الواسعة هو الإصلاح الإداري الذي بدأ منذ العصر العثماني وكان عرضة لتقلبات كثيرة حتى ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت الحكومة حاسمة في خطتها التحريرية التي تنطوي على إجراءات جذرية في مختلف الجوانب الإدارية.

الكلمات الرئيسية