نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
• مدرس بقسم الإدارة العامة والمحلية / كلية العلوم الإدارية / أكاديمية السادات للعلوم الإدارية. • أستاذ مساعد الإدارة العامة والمحلية / معهد الإدارة العامة / المملكة العربية السعودية.
المستخلص
نقاط رئيسية
1- مقدمـــة البحث:
تشير العديد من الدراسات أن هناك قلق واضح عالمياً فيما يتعلق بحقيقة فيروس كورونا الجديد لعام 2019م (كوفيد-19) باعتباره تهديداً للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، وهو ما يتطلب ضرورة توافر القدر المناسب من البيانات والمعلومات وتحليلها للوصول إلى آليات واجراءات من شأنها تعمل على الحد من انتشار تفشي الفيروس (Samrat K. Dey et al,2020;Guan Wang et al,2020;Yaqing Fang et al,2020). ولقد أدى ظهور (كوفيد-19) الجديد إلى عدد كبير من الوفيات في البلدان الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا التي راهنت على خدمات الرعاية الصحية التي تمتلكها وجودة أنظمتها الصحية سواء فيما يتعلق بالفترة المعدية، وقابلية الانتقال، والشدة السريرية، ومدى انتشار الفيروس لكافة فئات المجتمع، ولكن الواقع العملي أثبت أن تدابير الصحة العامة الأوروبية غير قادرة على احتواء تفشي (كوفيد-19) بشكل كامل، وبالتالي فهي تواجه هذا الوباء بصعوبة وتناشد المساعدة الدولية (Mohamed A. Daw,2020)
فما حدث منذ ديسمبر 2019م في مدينة ووهان وسط الصين من تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) والذي صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه "جائحة عالمية" أو "وباء عالمياً" يعد بالنسبة للدول والمنظمات تهديداً خارجياً خارج عن سيطرة رؤساء الدول ورؤساء مجالس إدارات المنظمات، إن هذا التهديد عانت منه الدول المتقدمة قبل غيرها من الدول النامية أو الآخذة في النمو، وهو ما يؤكد حقيقة هامة أنه في أحياناً كثيره تكون التهديدات الخارجية أكبر من قدرات وامكانيات الأنظمة فلا توجد دوله أو منظمة لا يوجد بها مشاكل أو لا تعاني من تهديدات، ولكن الفارق الوحيد بين المتقدم وغير المتقدم سواء كانت دولة أو منظمة هو كيفية التعامل مع هذه الأزمات ومواجهة هذه التهديدات أو كيفية وضعها في حدها الأدنى أو على الأقل الوصول إلي أقل خسائر، وهو ما لا يأتي إلا من خلال صناعة واتخاذ قرارات رشيدة تسهم بشكل كبير في التصدي للآثار السلبية المصاحبة لها.
الكلمات الرئيسية
صناعة القرارات الاستراتيجية، مواجهة فيروس كورونا، المملكة العربية السعودية.
ومن ناحية أخرى فإن دراسة (Saleh Al-Zhrani,2010) أكدت على ضرورة أهمية الاعتماد على المعلومات بكثافة أكبر في عملية اتخاذ القرار أثناء الأزمات، وقد أوصت بالإبقاء على وحدات نظم المعلومات الإدارية لضمان التدفق الحر للمعلومات والاستخدام الملائم لنظام المعلومات الإدارية في صنع واتخاذ القرارات.
ولعل ما يؤكد ذلك، أن العلاقة بين أهمية المعلومات ودورها في صناعة واتخاذ القرارات تتسم بالقوة، حيث أن توافر المعلومات بكميات كبيرة يساعد في زيادة الخيارات التنظيمية أمام متخذي القرارات، ويمكن لصانع القرار الفعال تحديد أفضل الخيارات بسرعة هائلة، ولكن في بعض الأحيان لا يستطيع صانع القرار الحصول على المعلومات بسبب عدم توفرها أو عدم إمكانية الوصول إليها نظراً لارتفاع أسعار وتكاليف الحصول عليها، فكلما قلت المعلومات زاد الغموض وزادت درجة المخاطرة وزادت مخاطر عدم التأكد، ولكن بعد اعتماد المنهج العلمي الحديث في الإدارة، لم يعد القرار يتم عن طريق الحدس أو التخمين أو حتى بناءً على خبرة متخذه، ولكنه يعتمد على البحث الدقيق الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال جمع المعلومات من جميع الجوانب المحيطة بالأزمة ثم تحليلها وتفسيرها وترجمتها إلى واقع لمساعدة متخذي القرارات في اتخاذ قرارات رشيدة (Ait Yassine,2017)
ولقد استهدفت دراسة (Hayley Watson et al,2017) تحديد دور البيانات الضخمة في المراحل المختلفة لإدارة الأزمات والفوائد التنظيمية والمجتمعية المرتبطة بالتعامل مع هذه البيانات، ولقد انتهت الدراسة لعدة نتائج تمثلت أهمها أن البيانات الضخمة قادرة على المساهمة بشكل كبير في جهود الاستجابة للأزمات، فضلاً عن كونها قادرة على المساهمة بشكل كبير في الوعي بالأوضاع المحيطة بالأزمة، والتي يمكن بدورها أن تثري عملية صنع القرار.
وفي سياق ما سبق، ومع استمرار انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) وتطوره بشكل سريع لاحظنا كيف استجابت الحكومات للتهديد وتعاملت مع القضايا الصعبة بطرق مختلفة، ولذلك جاءت دراسة (M. Jae Moon,2020) التي تناولت التحديات الملحة التي تفرضها أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) من خلال فحص كيفية إدارة هذه الازمة الشرسة من قبل حكومة كوريا الجنوبية من خلال إجراءات مرنة وشفافة للتخفيف من سرعة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) على عكس العديد من الدول الغربية، ولقد استهدفت الدراسة مناقشة قضايا الحكومات والسياسات الرئيسية التي تم الكشف عنها في سياق اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الاستعداد لتفشي المرض والتخفيف من حدته والاستجابة له، حيث أشارت الدراسة أن كافة الحكومات تخضع لاختبار حقيقي وهي تكافح أمام الانتشار السريع والواسع النطاق لفيروس كورونا (كوفيد-19)، ولقد أوضحت الدراسة أن كوريا الجنوبية تمكنت من احتواء انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) من خلال اتباع نهج مرن وقابل للتكيف وسياسة قائمة على الشفافية في إيصال المخاطر والتعاون الطوعي للمواطنين، كما استطاعت حكومة كوريا الجنوبية أن تقدم جميع المعلومات اللازمة، بما في ذلك أحدث الإحصائيات عن الحالات المصابة ومعدل الوفيات، بالإضافة إلى تفاصيل مسار الحركة لكل مريض مصاب قبل عزله، من خلال تلقى المواطنون بشكل متكرر إشعارات من الحكومة حول مكان اكتشاف حالة إصابة جديدة ومكان وجود المريض. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير التطبيقات من قبل الحكومة التي سمحت بتتبع الأماكن التي زارها المرضى المصابون وذلك باستخدام بطاقة الائتمان ومعلومات GPS من الهواتف المحمولة للأشخاص المصابين، ونظراً لأن البلاد تعاني من نقص في أقنعة الوجه، تم تطوير التطبيقات أيضاً وتوفيرها لإعطاء معلومات تتعلق بمواقع الصيدليات وعدد أقنعة الوجه المتاحة في الصيدليات القريبة، فضلاً عن إدخال الأساور الإلكترونية لفرض سياسات الحجر الصحي بشكل فعال عن طريق مراقبة ومنع انتهاكات الحجر الصحي المفروض، وأخيراً توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج تمثلت اهمها فيما يلي:
(1) أن الحكومات يجب أن تكون مفتوحة وشفافة في التعامل مع كافة فئات المجتمع للتواصل بشكل نشط مع المواطنين لزيادة وعيهم ومشاركتهم في تدابير مكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
(2) أن توفير المعلومات النشطة غالباً ما يثير مخاوف بشأن التعدي على خصوصية المرضى المصابين، حيث أشار مسح وطني حديث إلى أن 84,4% من الكوريين الجنوبيين فضلوا الحصول على معلومات شفافة قدمتها الحكومة حول تفاصيل تحركات المرضى المصابين لحجب المعلومات لأغراض حماية الخصوصية.
(3) يجب أن تستمر الحكومات في البحث عن طرق بديلة لإدارة أوجه عدم اليقين والتعقيدات من خلال الاستدلال القائم على الأدلة، وكذلك القدرات الحكومية التي تتمكن من احتواء حالات الهلع المجتمعي المصاحب لهذه الجائحة.
7/2/3- العوامل التي تتعلق بأدوار وسائل الإعلام المختلفة:
في ظل تعدد الأزمات - خاصة الصحية منها - تلعب وسائل الإعلام دوراً أساسياً في تشكيل الوعي العام للمجتمع، وهذا يعني أن الناس في جميع أنحاء العالم يمكنهم إدراك الأزمات الصحية من خلال التغطية الإخبارية، نظراً لأن المنصات الإخبارية تؤدي إلى تفسيرات مختلفة للأزمات الصحية، حيث يتم استخدام وسائل الإعلام الإخبارية في المقام الأول لإعلام الجمهور بما تفعله المؤسسات ذات الصلة بالصحة وكيف تتعامل مع الأزمات. وبناءً على ذلك، من الضروري فهم الدور الديناميكي لوسائل الإعلام التي من شأنها تسعى لتقديم معلومات صحية حول مخاطر الأمراض المعدية الناشئة (Po‐Lin Pan & Juan Meng,2016)
وفي السياق نفسه، تعد وسائل التواصل الاجتماعي القناة الرئيسية التي تستطيع من خلالها المؤسسات الإعلامية للوصول إلى فئات المجتمع المختلفة، حيث تعتبر من آليات المؤسسات الإعلامية لتوسيع نطاق وصولها لأكبر عدد ممكن من المجتمع (Mikko Villi,2019)، ولقد برز الدور الجديد للمؤسسات الإعلامية نتيجة للتغيرات الهائلة التي تحدث في وسائل الإعلام الإخبارية وذلك بسبب التغييرات الناتجة عن الضغوط الاقتصادية بالإضافة إلى تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي(Wayne Wanta,2016;Lamya Benamar et al,2017)، ولقد أشارت واحدة من أحدث الدراسات أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد وسيلة قوية لفحص التفاعلات والتأثيرات الجديدة للقادة الاستراتيجيين داخل وخارج بيئة صناعة القرار، الأمر الذي يحتم علينا ضرورة بناء وتطوير تصور نمطي لسلوكيات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على القادة الاستراتيجيين (Ciaran Heavey et al,2020)
ونتيجة لما سبق، يرى الباحث أن المؤسسات الإعلامية تلعب دوراً هاماً في تغطية الأزمات من خلال تهيئة الرأي العام والمجتمع لتوصيل صورة صحيحة عن الموقف الحقيقي للأزمة، بالإضافة إلى شرح وتحليل القرارات التي اتخذتها الأطراف ذات الصلة بإدارة الأزمة، وذلك نظراً لما تتمتع به المؤسسات الإعلامية من قدرات هائلة في التأثير النفسي والتحكم السلوكي والسيطرة الفكرية والاقناع للفئات المختلفة في المجتمع سواء كان عن طريق الوسائل النصية أو السمعية أو المرئية أو شبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية.
7/3- القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية واثارها على الحد من تفشي فيروس كورونا:
يواجه العالم الآن حالة غير مسبوقة من حيث التحديات المتواصلة والمتغيرات السريعة، التي تؤدي إلى حدوث أزمات مختلفة بأنواعها وآثارها على نتائج أعمال الدول والمنظمات، ففي 31 ديسمبر من عام 2019م تم إبلاغ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الصين بحالات الالتهاب الرئوي المسبب لمرض غير معروف تم اكتشافه في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية، وتم إعلان فيروس (كورونا الجديد)[1] على أنه الفيروس المسبب لتلك الحالات من قبل السلطات الصينية يوم 7 يناير 2020م. وعلى هذا يمكن استعراض القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة، وذلك على النحو التالي:
7/3/1- القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية على الصعيد الاقتصادي:
لعل ما يؤكد أن دول العالم تعيش أوقاتاً عصيبة في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيـد– 19) التي أحدثت حتى نهاية شهر مايو 2020م أكثر من 370 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، وأحدثـت أضـراراً بالغة بالاقتصاد العالمي، نتيجة التبعات الاقتصادية المصاحبة لتفشي هذا الوباء، وتتوقع عـدد من المنظمات الدولية والخاصة تأثيرات اقتصادية مؤلمة للاقتصاد العالمي، ومنها فقدان ثقة المسـتهلك والمسـتثمر، وانخفاض أسعار الأصول، وضعف الطلب الكلي، وتفاقم أزمة الديون وربما حدوث موجة إفلاس واسعة النطاق. ولقد أكدت دراسة (Jialin Liu, Siru Liu,2020) أن إدارة (كوفيد-19) يجب أن تركز على التشخيص المبكر والعزل الفوري والرعاية العامة المحسنة والوقاية من العدوى ومكافحتها، وقد ساعد تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) في أحداث العديد من الصدمات في منحنيات العرض والطلب المنتشرة عبر الاقتصاد العالمي، وتتوقف حدة أو ضعف هذه الصدمات وتأثيرها على سلامة واستقرار الوضع الاقتصادي لأي دولة على عدة عوامل وهي: الوقت المستغرق لاحتواء الفيروس، الخطوات التي اتخذتها السلطات لاحتوائه، مدى الدعم الاقتصادي الذي سيتم نشره من قبل الحكومة من خلال التأثير الفوري للوباء وعواقبه (Danish Rafiq et al,2020)
وفي السياق نفسه، جاء تأكيد صندوق النقد الدولي من خلال موقعة الرسمي أن انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) في كافة دول العالم، سوف يترتب عليه تداعيات اقتصادية كبيرة تلحق العديد من الأضرار والصدمات بحركة العرض والطلب بشكل أكثر اختلافاً عما حدث في أزمات سابقة، لذلك يتعين على حكومات الدول اتخاذ قرارات ووضع سياسات جوهرية توجه لمساعدة الاقتصادات على تجاوز فترة انتشار هذا الوباء، مع الحفاظ على سلامة شبكة العلاقات الاقتصادية والمالية بين العاملين ومؤسسات الأعمال، والمقرضين والمقترضين، والموردين والمستخدمين النهائيين لكي يتعافى النشاط متى انتهت هذه الأزمة، ولعل الهدف من هذه السياسات هو منع أزمة مؤقتة كهذه من إلحاق ضرر دائم بالعاملين والمؤسسات من خلال فقدان العديد من الوظائف وأحداث حالات من الارتباك فيما يتعلق بالمركز المالي للمؤسسات في المجالات المختلفة.
كما أجرت دراسة (Juan Chen et al,2020) تحليل الارتباط بناءً على البيانات التي أصدرتها لجنة الصحة الوطنية الصينية، وأظهرت أن معدل الإصابة كان أعلى في المناطق التي تستقبل أكبر عدد من المسافرين خلال هذه الفترة، مما يؤكد أيضاً على استمرار وجود الخصائص الفسيولوجية الوبائية على الرغم من أن التدابير التي اتخذتها حكومة ووهان قد تم تنفيذها، واشارت دراسة (Imran Ali & Omar M.L. Alharbi, 2020) أن الوقاية والإدارة من القضايا الهامة للغاية للسيطرة على (كوفيد-19)، لذلك فإن هناك حاجة كبيرة للجهود الجماعية للجمهور والحكومة، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالرعاية المنتظمة والملائمة للمنازل والمستشفيات للسيطرة على هذا الوباء، وقد أوضحت الدراسة أن (كوفيد-19) أثر على جميع قطاعات المجتمع وأدى إلى حدوث خسائر كبيرة على مستوى العالم وحتى الأن لا يمكن تقديرها بدقة، الأمر الذي أدى إلى قيام المملكة العربية السعودية بإيقاف العمرة والحج إلى مكة والمدينة (أقدس مدينتين في دين الإسلام)، كل هذه العوامل أثرت بشدة على أسواق الأسهم المحلية والعالمية، وأظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية الكبرى إلى وجود انخفاضاً حاداً لم يحدث منذ عام 2008م، وتشير أغلب تقديرات الخبراء أن هناك خسارة كبيرة للاقتصاد العالمي تقدر بنحو 2,7 تريليون دولار أمريكي.
وتعتبر دراسة (Shahul H. Ebrahim & Ziad A Memish,2020)من أبرز وأهم الدراسات التي تم القيام بها في الأشهر الماضية، ولقد جاءت الدراسة فريدة في مضمونها، شاملة فيما تناولته رغم أنه يغلب عليها الطابع التحليلي لواقع أزمة كورونا خاصة في المملكة العربية السعودية، حيث أشارت الدراسة أن المملكة العربية السعودية قامت بتعليق برنامج التأشيرة الإلكترونية الذي تم تقديمه مؤخراً، وفرضت حظراً على سفر الأشخاص القادمين من الدول المتضررة من (كوفيد-19)، بالإضافة إلى القيود المفروضة على سفر مواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين سافروا إلى الدول المتضررة من (كوفيد-19)، وتوضح الدراسة أن قرار المملكة العربية السعودية بتعليق خدمات الحج والعمرة سوف يترتب عليه تكلفة باهظة على اقتصاد المملكة العربية السعودية بما في ذلك قطاع الطيران والنقل والضيافة، ويؤثر سلباً على توظيف ومعيشة القوى العاملة الوطنية والمهاجرة في المدن المقدسة في المملكة العربية السعودية، كما سيكون بالغ التأثير أيضاً على التمويل الشخصي للحجاج في جميع البلدان التي يزيد عددها عن 180 دولة بسبب عمليات الإلغاء وانعكاساتها السلبية على قطاعات النقل والضيافة التي تلبي احتياجات الحجاج في البلدان الأصلية. وهو ما أكدته دراسة(Philippe Gautre et al,2020) أن السلطات المسئولة في المملكة قد تضطر إلى تقييد دخول الحجاج من البلدان المتضررة مؤقتاً كما حدث أثناء تفشي فيروس إيبولا 2016م، وترى أن هذه التدخلات مفيدة للغاية في منع انتقال الأمراض المعدية إلى الحجاج.
ولقد أشارت مديــرة صنــدوق النقــد الدولــي فــي مقــال لهــا بعنــوان "مواجهــة الأزمة: أولويــات الاقتصاد العالمــي" تم نشره على الموقع الرسمي لصندوق النقد الدولي، بــأن العالــم يواجــه أزمــة منقطعــة النظيــر، يتخللهــا عــدم اليقيــن بمــا يتعلــق بهــذه الأزمة ومــدة بقائهـا، وأوضحـت أنـه بـات واضحـاً بالفعـل أن النمـو العالمـي سـيتحول إلـى معدلات سـالبة حـادة فـي عـام 2020م، وأنهـا تتوقـع أسـوأ تداعيـات اقتصاديـة منـذ سـنوات "الكسـاد الكبيـر" محلياً ودولياً وأن كل ذلــك يعتمــد بدرجــة حاســمة علــى إجــراءات الاستباقية التي يجب أن تتخذها الدول والتي تحددها في أربعة نقاط أساسية:
(1) الاستمرار في تدابير الاحتواء الضروري ودعم النظم الصحية
(2) حمايـة المتضرريـن مـن الأفراد والشـركات مـن خلال إجـراءات كبيـرة موجهـة وجيـدة التوقيـت علـى مسـتوى الماليـة العامـة والقطـاع المالـي.
(3) تخفيف الضغط عن النظام المالي وتجنب العدوى.
(4) في وقت مرحلة الاحتواء الحالية، يجب التخطيط لمرحلة التعافي.
ويرى الباحث أن التحدي الأكبر الذي يواجه متخذي القرارات في كافة الحكومات - ظل أزمة كورونا الحالية - يتمثل في القيود التي يجب فرضها على مواطنيهم وما يترتب عليها من تبعات اقتصادية صعبه سواء على الأنظمة أو الحكومات أو على المواطنين، في ظل هذه الحالة التي يصاحبها العديد من الأمور الغامضة نظرا لعدم وجود دليل إرشادي بشأن كيفية التعامل مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تأتي توقيتات اتخاذ القرارات لتكون هي التحدي الأكبر الذي يواجه صانعي القرارات، حيث نجد أن المشكلة الرئيسية التي تحدث عندما تسوء الأمور تماما لا ترتبط عادة باتخاذ شخص ما قراراً خاطئاً وإنما في كونه لم يتخذه من الأساس.
7/3/2- القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية على الصعيد الصحي:
تبــذل المملكــة العربيــة الســعودية جهوداً كبيــرة فــي مواجهــة فيــروس كورونا (كوفيد-19)، بــدأت مــع اتخــاذ الحكومــة قــرارات اســتباقية تضمنــت تدابيــر احترازيــة وإجــراءات وقائيــة صارمــة، منــذ الإعــلان عــن ظهــور إصابــات بالفيــروس فــي مقاطعــة ووهــان فــي الصيــن، ومــع الاستشــعار المبكــر مــن قبــل حكومة المملكة العربية السعودية بخطر الفيــروس والتحديات التــي يفرضهــا، صــدر الأمــر بتشــكيل لجنــة مختصة برئاسة وزير الصحة تختص بمتابعة مستجدات فيـروس كورونا المسـتجد تضــم في عضويتهــا 24 جهــازاً حكومياً، وتتمتع هذه اللجنة بمجموعة من الصلاحيات التي تمكنها من اتخــاذ الخطــوات المطلوبــة والاحتياطــات اللازمة لمواجهــة الوبــاء والحــد مــن انتشاره، كمــا دعمــت الحكومة جهــود الأجهــزة الحكوميــة التــي عملــت بــروح الفريــق، فــي إطــار مــن التعــاون والتنســيق، أســفر عــن أداء متكامــل وعمــل احترافــي. وكان حجــر الزاويــة فــي تحقيــق النجاح هـو عمق التناغــم والانســجام بيــن جميــع أركان المنظومــة ومكوناتهــا فــي إدارة الأزمــة، الأمــر الــذي أشــادت بــه منظمــة الصحــة العالميــة، وعديــد مــن المختصيــن فــي دول العالــم، فضلاً عن تأثير تلك الاجراءات والتدابير على انخفاض نسبة الوفيات من إجمالي الحالات المصابة إلى أقل من 1% منذ بداية ظهور أول إصابة في أول مارس 2020م وحتى نهاية شهر مايو 2020م ويمكن توضيح موقف الوضع الصحي في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من شهر فبراير 2020م وحتى شهر مايو 2020م من خلال الجدول رقم (1)
جدول رقم (1) موقف الوضع الصحي في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من شهر فبراير 2020م حتى شهر مايو 2020م |
|||||
الشهر |
عدد الاصابات |
عدد حالات الشفاء |
عدد الوفيات |
نسبة حالات الشفاء من إجمالي الحالات المصابة |
نسبة الوفيات من إجمالي الحالات المصابة |
فبراير 2020 |
لا يـوجــــد |
||||
مارس 2020 |
1563 |
165 |
10 |
10,5% |
0,6% |
أبريل 2020 |
21190 |
2998 |
152 |
14,2% |
0,7% |
مايو 2020 |
62508 |
59279 |
341 |
94,8% |
0,5% |
الإجمالي |
85261 |
62442 |
503 |
73,2% |
0,5% |
المصدر: الموقع الرسمي لوزارة الصحة السعودية (.moh.gov.sa) |
وهنا يجب التأكيد على أن أحد أبرز الإجراءات الرئيسية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية كانت من خلال مركز القيادة والتحكم المركزي بديوان وزارة الصحة، الذي قام بتنشيط خطة الاستجابة لجائحة (كوفيد-19) ورفع درجة الجاهزية وتنسيق عملية التواصل والرصد وإدارة البيانات والمعلومات وتخصيص الموارد، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة التعليمية لتعزيز الوعي المعرفي لدى الممارسين الصحيين، وقد جاء هذا مواكباً لما أكدته منظمة الصحة العالمية بشأن أهمية التباعد الاجتماعي للتخفيف من انتشار (كوفيد-19)، بهدف تقليل احتمالية الاتصال بين الأشخاص المصابين وغيرهم من غير المصابين، وتشير البيانات إلى أن الدول التي نفذت تدخلات حاسمة ومبكرة ربما ساعدت في الحد من انتشار المرض وتسطيح منحنيات الوباء.
وبالإضـافة إلى ما سبق، فقد لعبت تدابير التباعد الاجتماعي الصارمة والحاسمة التي أدخلتها المملكة العربية السعودية في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية دوراً هاماً في تشكيل المنحنى الوبائي للمرض في البلاد، وهو ما أكده التقرير الذي أصدره المجلس الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليج العربية GCC-STAT في مايو 2020 م، والذي يوضح انعكاس تلك التدابير والاجراءات بشكل مباشر على نسبة الوفيات من إجمالي الإصابات المؤكدة حتي 27 مايو 2020م وهو ما يوضحه الشكل رقم (2)، لذلك يتعين النظر في فعالية هذه التدابير بشكل دوري مع استمرار مكافحة جائحة (كوفيد-19)، حيث أن نجاح هذه التدخلات والامتثال لها مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالاتصال الفعال مع كافة فئات المجتمع لنقل الأسباب وراء هذه الإجراءات وأهدافها.
شكل رقم (2)
نسبة الوفيات من إجمالي الإصابات المؤكدة حتى 27 مايو 2020م
وفي الإطار نفسه، جاءت نتائج الاجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية إيجابية التأثير على المنحنى الوبائي لفيروس كورونا (كوفيد-19) - وفقاً لما جاء في تقرر دول مجلس التعاون الخليج العربية GCC-STAT في مايو 2020 م - سواء فيما يتعلق بتزايد نسبة حالات الشفاء وانخفاض نسبة الحالات النشطة حتى 27 مايو 2020م وهو ما يوضحه الشكل رقم (3)، بالإضافة إلى انعكاسها الإيجابي أيضاً على زيادة متوسط حالات الشفاء اليومية وانخفاض متوسط الاصابات اليومية حتى 27 مايو 2020م وهو ما يوضحه الشكل رقم (4)، وهنا يؤكد الباحث أن المملكة العربية السعودية اتخذت العديد من القرارات والاجراءات التي انحازت بشكل كبير لصالح الصحة العامة والحفاظ على حياة المواطنين والمقيمين على حساب متغيرات أخرى مؤثرة بشكل كبير الوضع الاقتصادي.
شكل رقم (3)
نسبة إجمالي حالات الشفاء النشطة من إجمالي الإصابات المؤكدة حتى 27 مايو2020م
شكل رقم (4)
متوسط حالات الإصابة اليومية وحالات الشفاء اليومية حتى 27 مايو 2020م
7/3/3- القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية على الصعيد الاجتماعي:
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها كافة دول العالم بسبب أزمة كورونا (كوفيد-19)، تأتي الحاجة الماسة لمشاركة وتكاتف كافة الأطراف ذات الصلة من أفراد ومؤسسات من أجل حماية المجتمع من تداعيات انتشار وتفشي الفيروس. وعلى الرغم من أهمية فهم ووعي ومسئولية أفراد المجتمع تجاه القرارات والاجراءات التي تتخذها الحكومات للحفاظ على حياتهم، إلا أن هناك أدوراً أيضاً لا تقل أهمية من منطلق مسئولياتهم الاجتماعية ودورهم المكمل للدور الذي تبذله الدولة في حماية المجتمع، وهي المسؤولية الاجتماعية للشركات Corporate Social Responsibility CSR والمسؤولية الاجتماعية لمنظمات المجتمع المدني Social Responsibility of Civil Society Organizations، ويتمثل الهدف من مشاركة القطاع الخاص بمؤسساته ومنظمات المجتمع المدني بأنواعها المختلفة في: مساعدة الحكومة بأجهزتها المختلفة لاحتواء والسيطرة على تفشي وانتشار الفيروس، ومساعدة المتضررين من تداعيات الأزمة خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على وظائفهم والحد من العواقب الاقتصادية التي تؤثر على مستوى دخل العاملين.
ولقد جاءت دراسة (Atika Qazi et al,2020) لتوضح أن فيروس (كوفيد-19) تمكن من إصابة أكثر من 100 دولة في غضون أسابيع، كما إن استجابة الناس تجاه البعد الاجتماعي في الوباء الناشئ غير مؤكدة، حيث قامت بتقييم تأثير مصادر المعلومات (الرسمية وغير الرسمية) على الوعي الوقفي Situational Awareness للجمهور لاعتماد السلوكيات الوقائية الصحية، وذلك من خلال إجراء مسح قائم على الاستبيان وفقاً للفرضية المقترحة التي ترى أن تبني ممارسات التباعد الاجتماعي هي نتيجة الوعي الوقفي الذي تحقق من مصادر المعلومات، وتشير النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن مصادر المعلومات الرسمية مرتبطة بزيادة الامتثال للتدابير الوقائية. ومع ذلك، قد لا تساعد مصادر المعلومات غير الرسمية كثيراً حتى يتم تبني السلوكيات الوقائية بسهولة من قبل المجتمع، بالإضافة أنه يمكن زيادة ممارسات التباعد الاجتماعي عن طريق زيادة الوعي حول (كوفيد-19) من خلال مصادر معلومات موثوقة. ويرى الباحث أن زيادة الوعي الوقفي في أوقات أزمة تتعلق بالصحة العامة باستخدام مصادر المعلومات الرسمية يمكن أن يزيد بشكل كبير من تبني سلوك الصحة الوقائية وبالتالي تبني سلسلة من الاجراءات والتدابير لمواجهة الوباء والحد من انتشاره.
وتأتي وجود آلية معتمدة للإفصاح عن المخاطر والتواصل مع شرائح المجتمع المختلفة من أهم العوامل التي تعزز القدرة على الاستجابة إلى الأزمات المهددة للصحة العامة، وذلك نظراً لما يصاحبها من انتشار للشائعات الأمر الي يساعد على زيادة درجات الهلع المجتمعي نتيجة انتشار المعلومات المغلوطة، وهنا يأتي دور التواصل الفاعل بين القنوات الرسمية وأفراد المجتمع الذي من شأنه يساعد على الحد من انتشار الشائعات وتهدئة درجات الهلع المجتمعي، وتفعيل البرامج الاستباقية للتواصل مع مختلف الشرائح المجتمعية ومشاركتهم للبيانات والمعلومات عبر القنوات الرسمية له أيضاً بالغ الأثر في الحد من درجات الهلع المجتمعي. كما يعزز تفعيل خطة التواصل قدرة الممارسين الصحيين على الوصول إلى المعلومة السليمة سواء على المستوى المحلي أو العالمي. وفي إطار التدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، قام المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها بإصدار دليل التعامل مع حالات عدوى فيروس كوفيد-19 الذي يهدف إلى:
(1) التعريف بآلية رصد حالات الإصابة بعدوى كوفيد-19 في المنشآت الصحية أو الحالات المجتمعية.
(2) تعزيز القدرة على تشخيص حالات الإصابة الفردية أو الجماعية (العدوى العنقودية) بعدوى (كوفيد-19)
(3) تحديد السمات السريرية والوبائية للإصابة بعدوى (كوفيد-19)
(4) التعريف بالممارسات الضرورية للوقاية من العدوى ومكافحتها عند مباشرة حالات عدوى (كوفيد-19) المؤكدة والمشتبهة
(5) معايرة الممارسة الطبية فيما يخص معالجة حالات عدوى (كوفيد-19)
(6) التعريف بالموارد والمعايير الخاصة بجمع العينات لأغراض الاختبارات المعملية.
(7) مراقبة جودة الرصد لحالات عدوى (كوفيد-19) وفاعلية البرامج الوقائية ذات العلاقة
وفي السياق ذاته، أكدت دراسة رومانية (Iulian Gherghel & Mihai Bulai,2020) أن الوعي العام على نطاق واسع وتدابير الصحة العامة، وإغلاق التعاون مع البلدان من حيث الرحلات القادمة هي مفتاح للحد من انتشار (كوفيد-19) وتعزيز الرفاهية لكافة فئات المجتمع. وقد جاءت دراسة (Saber Yezli & Anas Khana,2020) لتؤكد أن التباعد الاجتماعي على مستوياته المختلفة يعد مقياساً رئيسياً للتخفيف من انتقال (كوفيد-19)، ويمثل تنفيذ الإجراءات الصارمة للمسافة الاجتماعية تحدياً كبيراً في أغلب المجتمعات خاصة عندما يكون لهذه التدابير تأثير كبير على المعايير الاجتماعية والاقتصاد والرفاهية النفسية للسكان، وهناك العديد من العوامل التي تجعل من تنفيذ إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة تحدياً خاصاً في المملكة العربية السعودية نظراً لمستوى التحضر فيها ومعاييرها الاجتماعية والدينية واستضافتها السنوية للتجمعات الدينية الدولية البارزة، وأوضحت الدراسة أن المملكة العربية السعودية بدأت في تقديم إجراءات تباعد اجتماعي حاسمة في وقت مبكر قبل تأكيد أول حالة لـ (كوفيد-19) في المملكة في 2 مارس 2020م، وذلك من خلال تعليق أو إلغاء التجمعات والفعاليات الدينية والترفيهية والرياضية، والإغلاق المؤقت للمؤسسات التعليمية والمساجد وتأجيل جميع التجمعات غير الضرورية وفرض حظر التجول، وقد اتخذت هذه التدابير على الرغم من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية لصالح الصحة العامة، كما صاحبت هذه الاجراءات تأثيراً واضحا على منحنى الوباء في المملكة العربية السعودية ضد (كوفيد-19).
7/3/4- القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية على الصعيد السياسي:
استفادت المملكة من رئاستها الحالية لمجموعة العشرين لاستضافة قمة طارئة حول جائحة (كوفيد-19)، في 26 مارس 2020م، لتعزيز الاستجابة المنسقة، ولقد تعهد قادة مجموعة العشرين خلال هذه القمة الافتراضية بالتزامهم بتقديم جبهة موحدة ضد الوباء الحالي، واصفين إياهم بـ "أولويتهم المطلقة" لمعالجة آثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية. ولقد سعت المملكة العربية السعودية من خلال رئاستها لمجموعة العشرين للحد من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للجائحة بأن ساهمت بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لمساعدة الجهود الدولية للتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى وضع ثلاثة متطلبات أساسية وهي:
(1) تنسيق جهود دول مجموعة العشرين لوضع السياسات الازمة لمكافحة هذا الوباء.
(2) تخفيف أعباء تداعيات انتشار وباء كورونا الاقتصادية.
(3) تمكين الحلول الطبية للوقاية والعلاج.
وبعد استقراء وتحليل الآراء السابق تناولها في العديد من الدراسات فيما يتعلق بعملية صناعة واتخاذ القرارات والعوامل التي تؤثر عليها في مواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19)، فأن الباحث يري أنه على الرغم من التباين الواضح فيما تناولته الدراسات السابقة حول العوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية، إلا أن هناك العديد من مناطق الاتفاق حول أبرز العوامل المؤثرة في صناعة واتخاذ القرارات الاستراتيجية للحد من تفشي وانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، والتي يمكن للباحث تلخيصها على النحو الآتي:
(1) النظم البيئية التي تؤثر في القرار وتتأثر به.
(2) سرعة تدفق المعلومات وتغيرها بشكل مستمر.
(3) البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
(4) مستوى الوعي المجتمعي وتفهم القرارات المتخذة.
(5) قدرات الأجهزة المعنية والأطراف ذات الصلة بتنفيذ القرارات الاستثنائية.
(6) امكانيات وقدرات القطاع الصحي سواء فيما يتعلق بالامكانيات المادية أو الإمكانيات البشرية.
)7) المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من خلال المساهمات والمبادرات التي من شأنها تسهم في مساعدة الحكومة لمواجهة هذه الجائحة.
وانطلاقاً مما خلص إليه الإطار النظري وبناءً عليه فقد تمثلت فروض البحث في ثلاثة فروض أساسية تركزوا من ناحية حول العوامل المؤثرة في صناعة القرارات في البيئة السعودية، بالإضافة إلى تأثير جودة القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في الحد من تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، ومن ناحية أخرى تأثير مؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في الحد من تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، الأمر الذي يستوجب على الباحث اختبار تلك الفروض في البيئة السعودية. وهذا ما سوف تختص به الدراسة الميدانية والتي سيقوم الباحث باستعراض جوانبها المختلفة سواء ما كان منها يرتبط بهدف الدراسة، أو منهجيّتها وأدواتها، بالإضافة إلى عينة الدراسة الميدانية وما انتهت إليه من نتائج في ضوء التحليل الاحصائي الذي سيتم استخدامه.
8- الدراسة الميدانية
تناول الباحث في الإطار النظري للبحث كلاً من: المفاهيم الأساسية في صناعة القرارات الاستراتيجية، كما تناول العوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في ظل أزمة كورونا، بالإضافة إلى القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية واثارها على الحد من تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19).
وبعد الانتهاء من الإطار النظري للبحث فإن الأمر يتطلب اختبار فروض البحث السابق ذكرها، ومن هنا تأتي الدراسة الميدانية والتي سيقوم الباحث بتناولها من حيث الهدف، وتوصيف وقياس المتغيرات، ومجتمع وعينة الدراسة، بالإضافة إلى منهجية أدوات وإجراءات الدراسة، وأخيراً ما انتهى إليه التحليل الاحصائي من نتائج.
8/1- أهداف الدراسة الميدانية
ترتبط الدراسة الميدانية ارتباطاً وثيقاً بفروض البحث؛ حيث تستهدف الدراسة الميدانية اختبار مدى صحة هذه الفروض في البيئة السعودية، وعليه فإن الدارسة الميدانية لهذا البحث سوف تستهدف ما يلي:
(1) اختبار مدى وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين صناعة القرارات الاستراتيجية وتوافر مجموعة من العوامل في البيئة السعودية.
(2) اختبار مدى وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين جودة القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية وبين الحد من تفشي فيروس كورونا.
(3) اختبار مدى وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين مؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية وبين الحد من تفشي فيروس كورونا.
8/2- توصيف وقياس متغيرات الدراسة
تنقسم متغيرات الدراسة إلى متغيرات مستقلة ومتغيرات تابعة، وسوف يتم تناول تلك المتغيرات بالوصف والقياس على النحو الآتي:
8/3- مجتمع وعينة الدراسة الميدانية
استنادا إلى هدف الدراسة الميدانية ولخدمة أهداف البحث بما يتناسب مع فروضه التي سيتم اختبارها فإن مجتمع الدراسة الذي يتمثل في مجموعتين، تتمثل المجموعة الأولى في أعضاء المنظومة الصحية، بينما تتمثل المجموعة الثانية في كافة فئات المجتمع (المواطنين والمقيمين). وقد راعى الباحث عند تحديد مجتمع الدراسة وبالتالي عند اختيار عينة الدراسة من أطراف تتأثر بشكل مباشر بالقرارات التي سوف تتخذها المملكة للحد من تفشي الفيروس، كما راعى الباحث أيضاً أن يكون أعضاء المنظومة الصحية وفئات المجتمع (المواطنين والمقيمين) من مستويات متعددة سواء على مستوى الوظيفة، العمر، الجنس، مستوى الدخل، الحالة الاجتماعية. وذلك لمراعاة التنويع والاختلاف للوقوف على الآراء الفعلية لعينة الدراسة وهو ما سوف يكون له بالغ الأثر على مخرجات التحليل الإحصائي لهذه الدراسة.
8/4- منهجية أدوات وإجراءات الدراسة الميدانية
8/4/1- منهجية الدراسة: أعتمد الباحث على المنهج الوصفي من خلال دراسة الحالة الذي يستهدف بشكل أساسي واقع الممارسة في البيئة السعودية، بالإضافة على المنهج الاستدلالي الاستنباطي من خلال اختبار مدى صحة فروض البحث في البيئة السعودية.
8/4/2- أدوات جمع البيانات: من خلال الاطلاع على الأبحاث والدراسات الأجنبية التي تناولت العوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في ظل أزمة كورونا، ووفقاً لطبيعة البيانات التي تخدم أهداف البحث والتي كان من الواجب جمعها، فإن الباحث يرى أن يتم الاعتماد في اجراء الدراسة الميدانية على قائمة استقصاء تتناسب مع طبيعة البيانات الخاصة بالدراسة. ووفقاً لذلك قام الباحث بتصميم قائمة استقصاء (ملحق) تشمل نوعين من الأسئلة - بخلاف البيانات الشخصية للمستقصي منه - تمثل النوع الأول في الأسئلة المغلقة والنوع الثاني في الأسئلة المفتوحة، وقد أخذ الباحث في اعتباره مجموعة من الاعتبارات عند تصميم قائمة الاستقصاء وهي:
(1) أن تكون الأسئلة واضحة لمجموعتي أفراد العينة.
(2) الالتزام بعدم استخدام مصطلحات متخصصة بقدر الإمكان.
(3) تم إعداد قائمة استقصاء مبدئية وتم توزيعها على عينة عشوائية من بعض أعضاء المنظومة الصحية وفئات المجتمع المختلفة (المواطنين والمقيمين)، واعتماداً على ما كان لهم من ملاحظات تم إعداد قائمة الاستقصاء النهائية (ملحق) التي تم توزيعها علـى عينـة الدراسة.
وقد قام الباحث بتوزيع قائمة الاستقصاء على العينة الكلية (إلكترونياً) نظراً لظروف التباعد الاجتماعي - تم تحديد حجمها بـ 384 مفردة من الجداول الإحصائية على اعتبار أن المجتمع غير محدود وبمعامل ثقة 95% ومستوى معنوية 0,05 - سواء المجموعة الأولى أو المجموعة الثانية من خلال المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة. ويوضح الجدول رقم (2) البيانات الخاصة بقوائم الاستقصاء المستلمة والصحيحة؛ حيث تعبر قوائم الاستقصاء الصحيحة عن عدد قوائم الاستقصاء المستلمة بعد استبعاد قوائم الاستقصاء التي لا يمكن الاعتماد عليها في التحليل الإحصائي واشتقاق النتائج وذلك إما بسبب عدم اكتمال الإجابات أو بسبب عدم اهتمام المستقصي منه بالإجابة على الأسئلة.
جدول رقم (2) بيان عدد قوائم الاستقصاء الموزعة والمستلمة |
||||
بيـــــــــان |
عدد قوائم الاستقصاء المستلمة |
عدد قوائم الاستقصاء الصحيحة |
نسبة الردود الصحيحة إلى عدد قوائم الاستقصاء الموزعة |
نسبة الخطأ في الردود |
عينة أعضاء المنظومة الصحية |
210 |
205 |
95% |
2,4% |
عينة المواطنين والمقيمين |
190 |
179 |
94% |
5,8% |
الإجمالي |
400 |
384 |
95,5% |
4% |
8/4/3- الأساليب الإحصائية المستخدمة:في ضوء الفروض التي سيتم اختبارها واستناداً إلى طبيعة عينة الدراسة التي تتضمن فئة أعضاء المنظومة الصحية وفئة فئات المجتمع (المواطنين والمقيمين)، فقد تم استخدام نوعين من أنواع الأساليب الإحصائية وهما:
(1) أساليب الإحصاء الوصفي: حيث تم استخدام متوسط قيم استجابات أفراد العينة وفقاً لمقياس ليكارت والانحراف المعياري Standard Deviation.
(2) أساليب الإحصاء الاستدلالي: حيث تم استخدام تحليل التباين ANOVA لتحديد ما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين آراء مجموعتي الدراسة حول الأسئلة المطروحة عليهم أم لا، ولقد تم استخدام مستوى معنوية 0,05. وهو المستوى الشائع استخدامه في الدراسات والأبحاث العلمية. وتجدر الإشارة إلى أن مستوى الدلالة الوارد بجميع جداول تحليل التباين قد تم تحديده من خلال برنامج (SPSS) بعد مقارنة قيمة F المحسوبة (الواردة في الجدول) مع قيمة F الجدولية.
8/5- نتائج التحليل الإحصائي للدراسة الميدانية
انتهى التحليل الإحصائي لإجابات أفراد العينة الكلية من ناحية وإجابات أفراد مجموعتي الدراسة من ناحية أخرى إلى مجموعة من النتائج الهامة وهي:
8/5/1- نتائج التحليل الإحصائي للفرض الأول
يرى أفراد العينة أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين صناعة القرارات الاستراتيجية وتوافر مجموعة من العوامل في البيئة السعودية، حيث يشير الجدول رقم (3) إلى أن المتوسط العام لقيم استجابات أفراد العينة الكلية هو 4,65، ويلاحظ أن متوسط قيم الاستجابات لمجموعة المواطنين والمقيمين والذي يبلغ 4,77 قد جاء أكبر من متوسط قيم الاستجابات لمجموعة أعضاء المنظومة الصحية والذي يبلغ 4,54، وهذا يؤكد اقتناع مجموعة المواطنين والمقيمين بشكل يفوق مجموعة أعضاء المنظومة الصحية.
جدول رقم (3) نتائج التحليل الوصفي لآراء عينة الدراسة حول العوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في مواجهة فيروس (كوفيد-19) |
||||||||
الفئــة |
عدد العينة |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الاستجابات |
||||
موافق بشدة |
موافق |
غير متأكد |
غير موافق |
غير موافق على الإطلاق |
||||
عينة أعضاء المنظومة الصحية |
205 |
4,54 |
0,325 |
75,8% |
10,3% |
6,1% |
7,8% |
- |
عينة المواطنين والمقيمين |
179 |
4,77 |
0,320 |
85,9% |
7,1% |
6% |
1% |
- |
الإجمالي |
384 |
4,65 |
0,308 |
|
|
|
|
|
ولتفسير موقف العينة الكلية وكذلك مجموعتي الدراسة حول توافر مجموعة من العوامل المؤثرة، فقد تم إعداد الجدول رقم (4)، والذي يوضح النتائج التالية:
(1) يتضح من الجدول رقم (4) اتفاق آراء العينة الكلية، وكذلك آراء مجموعتي الدراسة سواء أعضاء المنظومة الصحية أو المواطنين والمقيمين على أن جميع العوامل السابقة تعتبر من العوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19) في البيئة السعودية، حيث جاءت جميع متوسطات قيم الاستجابات أكبر من 2,5.
(2) اتفقت مجموعتي الدراسة فيما يتعلق بالأهمية النسبية للعوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19) سواء وفقاً لآراء أفراد العينة الكلية أو أفراد مجموعتي الدراسة. حيث تمثلت العوامل الأكثر أهمية من وجهة نظرهم في: امكانيات وقدرات القطاع الصحي سواء فيما يتعلق بالامكانيات المادية أو الامكانيات البشرية، وسرعة تدفق المعلومات وتغيرها بشكل مستمر. بينما جاءت العوامل الأقل أهمية من وجهة نظرهم في المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من خلال المساهمات والمبادرات التي من شأنها تسهم في مساعدة الحكومة لمواجهة هذه الجائحة
(3) كما اتفقت مجموعتي عينة الدراسة على مجموعة من العوامل الأخرى المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في ظل أزمة كورونا وهي:
(4) من خلال نتائج تحليل التباين ANOVA بين مجموعتي الدراسة والواردة بالجدول رقم (5) والذي يوضح النتائج التالية:
وبذلك يتضح مما سبق أن الفرض الأول قد ثبت صحته
جدول رقم (4)
نتائج التحليل الإحصائي لآراء عينة الدراسة حول العوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في مواجهة فيروس (كوفيد-19)
المتغيــــــر |
أعضاء المنظومة الصحية |
المواطنين والمقيمين |
الإجمالـــــي |
||||||||||||
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
|||||||
(1) النظم البيئية التي تؤثر في القرار وتتأثر به. |
4,34 |
0,754 |
6 |
4,73 |
0,677 |
5 |
4,52 |
0,744 |
6 |
||||||
(2) سرعة تدفق المعلومات وتغيرها بشكل مستمر |
4,97 |
0,182 |
2 |
4,95 |
0,219 |
2 |
4.96 |
0,200 |
2 |
||||||
(3) البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات |
4,78 |
0,520 |
4 |
4,45 |
0,843 |
7 |
4,63 |
0,708 |
5 |
||||||
(4) مستوى الوعي المجتمعي وتفهم القرارات المتخذة |
4,93 |
0,261 |
3 |
4,91 |
0,313 |
3 |
4,92 |
0,286 |
3 |
||||||
(5) قدرات الأجهزة المعنية والأطراف ذات الصلة بتنفيذ القرارات الاستثنائية |
4,77 |
0,680 |
5 |
4,62 |
0,808 |
6 |
4,70 |
0,745 |
4 |
||||||
(6) امكانيات وقدرات القطاع الصحي سواء فيما يتعلق بالامكانيات المادية أو الامكانيات البشرية |
4,98 |
0,155 |
1 |
4,97 |
0,180 |
1 |
4,97 |
0,167 |
1 |
||||||
(7) المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من خلال المساهمات والمبادرات التي من شأنها تسهم في مساعدة الحكومة لمواجهة هذه الجائحة |
3.02 |
1,22 |
7 |
4,83 |
0,528 |
4 |
3,86 |
1,31 |
7 |
||||||
جدول رقم (5) نتائج تحليل التباين لآراء عينة الدراسة حول العوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في مواجهة فيروس (كوفيد-19) |
|
||||||||||||||
مصدر التباين |
مجموع المربعات Sum of Squares |
درجات الحرية Df |
متوسط مجموع المربعات Mean Square |
قيمة ف F |
الدلالة Sig. |
|
|||||||||
(1) النظم البيئية التي تؤثر في القرار وتتأثر به. |
|
|
|
|
0,000 |
|
|||||||||
بين المجموعات |
14,149 |
1 |
14,149 |
27,342 |
|
||||||||||
داخل المجموعات |
197,684 |
382 |
0,517 |
|
|
||||||||||
الكلي |
211,833 |
383 |
|
|
|
||||||||||
(2) سرعة تدفق المعلومات وتغيرها بشكل مستمر |
|
|
|
|
0,431 |
|
|||||||||
بين المجموعات |
0,025 |
1 |
0,025 |
0,621 |
|
||||||||||
داخل المجموعات |
15,308 |
382 |
0,040 |
|
|
||||||||||
الكلي |
15,333 |
383 |
|
|
|
||||||||||
(3) البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات |
|
|
|
|
0,000 |
|
|||||||||
بين المجموعات |
10,279 |
1 |
10,279 |
21,638 |
|
||||||||||
داخل المجموعات |
181,468 |
382 |
0,475 |
|
|
||||||||||
الكلي |
191,747 |
383 |
|
|
|
||||||||||
(4) مستوى الوعي المجتمعي وتفهم القرارات المتخذة |
|
|
|
|
0,457 |
|
|||||||||
بين المجموعات |
0,045 |
1 |
0,045 |
0,555 |
|
||||||||||
داخل المجموعات |
31,288 |
382 |
0,082 |
|
|
||||||||||
الكلي |
31,333 |
383 |
|
|
|
||||||||||
(5) قدرات الأجهزة المعنية والأطراف ذات الصلة بتنفيذ القرارات الاستثنائية |
|
|
|
|
0,048 |
|
|||||||||
بين المجموعات |
2,168 |
1 |
2,168 |
3,936 |
|
||||||||||
داخل المجموعات |
210,392 |
382 |
0,551 |
|
|
||||||||||
الكلي |
212,560 |
383 |
|
|
|
||||||||||
(6) امكانيات وقدرات القطاع الصحي سواء فيما يتعلق بالامكانيات المادية أو الامكانيات البشرية |
|
|
|
|
0,594 |
|
|||||||||
بين المجموعات |
0,008 |
1 |
0,008 |
0,285 |
|
||||||||||
داخل المجموعات |
10,677 |
382 |
0,028 |
|
|
||||||||||
الكلي |
10,685 |
383 |
|
|
|
||||||||||
(7) المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من خلال المساهمات والمبادرات التي من شأنها تسهم في مساعدة الحكومة لمواجهة هذه الجائحة |
|
|
|
|
0,000 |
|
|||||||||
بين المجموعات |
310,449 |
1 |
310,449 |
334,523 |
|
||||||||||
داخل المجموعات |
354,509 |
382 |
0,928 |
|
|
||||||||||
الكلي |
664,958 |
383 |
|
|
|
||||||||||
8/5/2- نتائج التحليل الإحصائي للفرض الثاني
ينص الفرض الثاني على وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين جودة القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال أشهر (فبراير/مارس/أبريل/مايو) وبين الحد من تفشي فيروس كورونا، حيث يشير الجدول رقم (6) إلى أن المتوسط العام لقيم استجابات أفراد العينة الكلية حول جودة القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية هو 4,51، كما بلغ متوسط قيم الاستجابات لمجموعة أعضاء المنظومة الصحية 4,59، على حين بلغ متوسط قيم الاستجابات لمجموعة المواطنين والمقيمين 4,43، وكما يتضح من الجدول نفسه رقم (6) فإن متوسط قيم الاستجابات لمجموعة أعضاء المنظومة الصحية قد جاء أكبر من متوسط قيم الاستجابات لمجموعة المواطنين والمقيمين، وهذا يؤكد اقتناع مجموعة أعضاء المنظومة الصحية بشكل يفوق مجموعة المواطنين والمقيمين.
جدول رقم (6) نتائج التحليل الوصفي لآراء عينة الدراسة حول جودة القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال أشهر (فبراير/مارس/أبريل/مايو) |
||||||||
الفئــة |
عدد العينة |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الاستجابات |
||||
موافق بشدة |
موافق |
غير متأكد |
غير موافق |
غير موافق على الإطلاق |
||||
عينة أعضاء المنظومة الصحية |
205 |
4,59 |
0,516 |
74,3% |
15,5% |
7% |
1,5% |
1,7% |
عينة المواطنين والمقيمين |
179 |
4,43 |
0,174 |
74,2% |
7,2% |
7,9% |
10,7% |
- |
الإجمالي |
384 |
4,51 |
0,403 |
|
|
|
|
|
وحتى يمكن تحديد الأهمية النسبية لكل شهر من شهور الأربعة التي اتخذت فيها المملكة العربية السعودية مجموعة من القرارات والاجراءات والتدابير للحد من تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) من وجهة نظر العينة الكلية وكذلك من وجهة نظر مجموعتي الدراسة كلاً على حدة، فقد تم إعداد الجدول رقم (7) والذي يتضح فيه مجموعة من الحقائق سواء على مستوى العينة الكلية أو مجموعتي الدراسة.
جدول رقم (7)
نتائج التحليل الإحصائي
لآراء عينة الدراسة حول جودة القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال أشهر (فبراير/مارس/أبريل/مايو)
المتغيــــــر |
أعضاء المنظومة الصحية |
المواطنين والمقيمين |
الإجمالـــــي |
||||||
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
|
(1) القرارات والاجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال شهر فبراير |
4,59 |
0,515 |
1 |
4,44 |
0,167 |
2 |
4,52 |
0,399 |
2 |
(2) القرارات والاجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال شهر مارس |
4,53 |
0,660 |
3 |
4,35 |
0,168 |
3 |
4.45 |
0,503 |
3 |
(3) القرارات والاجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال شهر أبريل |
4,45 |
0,677 |
4 |
4,61 |
0,246 |
1 |
4,53 |
0,528 |
1 |
(4) القرارات والاجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال شهر مايو |
4,54 |
0,655 |
2 |
3,79 |
0,546 |
4 |
4,19 |
0,711 |
4 |
(1) يتضح من الجدول رقم (7) اتفاق أفراد العينة الكلية وكذلك مجموعتي الدراسة على أن جميع القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال أشهر (فبراير/مارس/أبريل/مايو) ساهمت في الحد من تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث جاءت جميع متوسطات قيم الاستجابات أكبر من 2,5.
(2) تختلف الأهمية النسبية للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال أشهر (فبراير/مارس/أبريل/مايو) سواء وفقاً لآراء أفراد العينة الكلية أو لأفراد مجموعتي عينة الدراسة. حيث تمثلت الشهور الأكثر أهمية من وجهة نظر أعضاء المنظومة في شهري فبراير ومايو، وفي حين جاءت الشهور الأكثر أهمية من منظور المواطنين والمقيمين في شهري فبراير وأبريل. وهذا يوضح مدى وعي مجموعتي الدراسة بأهمية الإغلاق المبكر الذي أقدمت علية المملكة العربية السعودية في بداية انتشار الفيروس في عدد من الدول.
(3) ولدراسة مدى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات مجموعتي عينة الدراسة. تم إجراء تحليل التباين ANOVA من خلال الجدول رقم (8) والذي يوضح وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين آراء مجموعتي الدراسة عند مستوى معنوية (0,05) فيما يتعلق بجودة القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال أشهر (فبراير/مارس/أبريل/مايو) وتأثيرها على الحد من انتشار الفيروس.
وبذلك يتضح مما سبق أن الفرض الثاني قد ثبت صحته
جدول رقم (8) نتائج تحليل التباين لآراء عينة الدراسة حول جودة القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال أشهر (فبراير/مارس/أبريل/مايو) |
|||||
مصدر التباين |
مجموع المربعات Sum of Squares |
درجات الحرية Df |
متوسط مجموع المربعات Mean Square |
قيمة ف F |
الدلالة Sig. |
(1) القرارات والاجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال شهر فبراير |
|
|
|
|
0,000 |
بين المجموعات |
1,927 |
1 |
1,927 |
12,438 |
|
داخل المجموعات |
59,166 |
382 |
0,155 |
|
|
الكلي |
61,093 |
383 |
|
|
|
(2) القرارات والاجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال شهر مارس |
|
|
|
|
0,000 |
بين المجموعات |
3,048 |
1 |
3,048 |
12,398 |
|
داخل المجموعات |
93,920 |
382 |
0,246 |
|
|
الكلي |
96,968 |
383 |
|
|
|
(3) القرارات والاجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال شهر أبريل |
|
|
|
|
0,002 |
بين المجموعات |
2,631 |
1 |
2,631 |
9,622 |
|
داخل المجموعات |
104,476 |
382 |
0,273 |
|
|
الكلي |
107,108 |
383 |
|
|
|
(4) القرارات والاجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال شهر مايو |
|
|
|
|
0,000 |
بين المجموعات |
53,117 |
1 |
53,117 |
144,034 |
|
داخل المجموعات |
140,873 |
382 |
0,369 |
|
|
الكلي |
193,990 |
383 |
|
|
8/5/3- نتائج التحليل الإحصائي للفرض الثالث
ينص الفرض الثالث على وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين مؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية وبين الحد من تفشي فيروس كورونا، حيث يشير الجدول رقم (9) إلى أن المتوسط العام لقيم استجابات أفراد العينة الكلية لمؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية هو 4,36، كما بلغ متوسط قيم الاستجابات لمجموعة أعضاء المنظومة الصحية 4,16، على حين بلغ متوسط قيم الاستجابات لمجموعة المواطنين والمقيمين 4,59، وكما يتضح من الجدول نفسه رقم (9) فإن متوسط قيم الاستجابات لمجموعة المواطنين والمقيمين قد جاء أكبر من متوسط قيم الاستجابات لمجموعة أعضاء المنظومة الصحية، وهذا يؤكد اقتناع مجموعة المواطنين والمقيمين بشكل يفوق مجموعة أعضاء المنظومة الصحية.
جدول رقم (9) نتائج التحليل الوصفي لآراء عينة الدراسة حول مؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية وبين الحد من تفشي فيروس كورونا |
||||||||
الفئــة |
عدد العينة |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الاستجابات |
||||
موافق بشدة |
موافق |
غير متأكد |
غير موافق |
غير موافق على الإطلاق |
||||
عينة أعضاء المنظومة الصحية |
205 |
4,16 |
0,284 |
65,3% |
6% |
9,9% |
17,6% |
1,2% |
عينة المواطنين والمقيمين |
179 |
4,59 |
0,295 |
79,1% |
7% |
8,3% |
5,6% |
- |
الإجمالي |
384 |
4,36 |
0,360 |
|
|
|
|
|
وحتى يمكن تحديد الأهمية النسبية لكل مؤشر من مؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية من وجهة نظر العينة الكلية وكذلك من وجهة نظر مجموعتي الدراسة كلاً على حدة، فقد تم إعداد الجدول رقم (10) والذي يتضح فيه مجموعة من الحقائق سواء على مستوى العينة الكلية أو مجموعتي الدراسة.
جدول رقم (10) نتائج التحليل الإحصائي
لآراء عينة الدراسة حول مؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية
المتغيــــــر |
أعضاء المنظومة الصحية |
المواطنين والمقيمين |
الإجمالـــــي |
||||||
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
الأهمية النسبية |
|
(1) الوعي المجتمعي العام بخطورة الأزمة بالشكل الكافي الذي ساعد الحكومة في تنفيذ القرارات التي اتخذتها |
2,11 |
0,310 |
8 |
4,95 |
0,219 |
2 |
3,43 |
0,399 |
6 |
(2) التدابير والقرارات التي اتخذتها الحكومة وتتابعها من ناحية الخريطة الزمنية. |
4,93 |
0,261 |
2 |
4,89 |
0,389 |
3 |
4.91 |
0,503 |
2 |
(3) شفافية القرارات الاحترازات والوضوح والتدرج في نوع الإجراء المتخذ وفقاً لتقييم درجة خطورة وانتشار الفيروس |
4,76 |
0,577 |
4 |
4,85 |
0,451 |
5 |
4,80 |
0,528 |
3 |
(4) تعاون جميع الوزارات والقطاعات في مكافحة انتشار الفيروس |
4,83 |
0,490 |
3 |
4,68 |
0,659 |
7 |
4,76 |
0,711 |
4 |
(5) جهود وزارة الصحة ودورها التوعوي والنصائح الطبية التي تصدرها |
5 |
0,000 |
1 |
4,98 |
0,148 |
1 |
4,99 |
0,399 |
1 |
(6) المؤسسات الإعلامية ودورها في نشر الوعي وتثقيف المجتمع وتوعيته . |
4,73 |
0,543 |
5 |
2,77 |
0,842 |
8 |
3.82 |
0,503 |
7 |
(7) البنية التحتية التكنولوجية في العمل عن بعد وتوفير الاحتياجات المعيشية الاساسية |
4,58 |
0,680 |
6 |
4,79 |
0,519 |
6 |
4,73 |
0,528 |
5 |
(8) تعاون المواطنين والمقيمين واستشعارهم بالمسؤولية والتزامهم بالإجراءات الاحترازية الرسمية الصادرة من الحكومة . |
2,29 |
0,638 |
7 |
4,86 |
0,471 |
4 |
3,49 |
0,711 |
8 |
(1) يتضح من الجدول رقم (10) اتفاق أفراد العينة الكلية وكذلك آراء مجموعتي الدراسة سواء أعضاء المنظومة الصحية أو المواطنين والمقيمين على أن مؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لازمة للحد من تفشي فيروس كورونا، حيث جاءت جميع متوسطات قيم الاستجابات أكبر من 2,5.
(2) تختلف الأهمية النسبية لمؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية للحد من تفشي فيروس كورونا سواء وفقاً لآراء العينة الكلية أو أفراء مجموعتي الدراسة. حيث تمثلت المؤشرات الأكثر أهمية من وجهة نظر أعضاء المنظومة الصحية في جهود وزارة الصحة ودورها التوعوي والنصائح الطبية التي تصدرها، التدابير والقرارات التي اتخذتها الحكومة وتتابعها من ناحية الخريطة الزمنية. بينما جاءت المؤشرات الأقل أهمية من وجه نظرهم في الوعي المجتمعي العام بخطورة الأزمة بالشكل الكافي الذي ساعد الحكومة في تنفيذ القرارات التي اتخذتها. في حين تمثلت المؤشرات الأكثر أهمية من وجهة نظر المواطنين والمقيمين في جهود وزارة الصحة ودورها التوعوي والنصائح الطبية التي تصدرها، الوعي المجتمعي العام بخطورة الأزمة بالشكل الكافي الذي ساعد الحكومة في تنفيذ القرارات التي اتخذتها. بينما جاءت المؤشرات الأقل أهمية من وجه نظرهم في المؤسسات الإعلامية ودورها في نشر الوعي وتثقيف المجتمع وتوعيته.
(3) كما اتفقت مجموعتي عينة الدراسة على مجموعة من المؤشرات الأخرى التي ساهمت في وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في ظل أزمة كورونا وهي:
(4) ولدراسة مدى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات مجموعتي عينة الدراسة، تم اجراء تحليل التباين ANOVA من خلال الجدول رقم (11) الذي يوضح النتائج التالية:
وبذلك يتضح مما سبق أن الفرض الثالث قد ثبت صحته
جدول رقم (11) نتائج تحليل التباين
لآراء عينة الدراسة حول مؤشرات وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية
مصدر التباين |
مجموع المربعات Sum of Squares |
درجات الحرية Df |
متوسط مجموع المربعات Mean Square |
قيمة ف F |
الدلالة Sig. |
(1) الوعي المجتمعي العام بخطورة الأزمة بالشكل الكافي الذي ساعد الحكومة في تنفيذ القرارات التي اتخذتها |
|
|
|
|
0,000 |
بين المجموعات |
772,053 |
1 |
772,053 |
10463,313 |
|
داخل المجموعات |
28,187 |
382 |
0,074 |
|
|
الكلي |
800,240 |
383 |
|
|
|
(2) التدابير والقرارات التي اتخذتها الحكومة وتتابعها من ناحية الخريطة الزمنية. |
|
|
|
|
0,325 |
بين المجموعات |
0,104 |
1 |
0,104 |
0,971 |
|
داخل المجموعات |
40,886 |
382 |
0,107 |
|
|
الكلي |
40,990 |
383 |
|
|
|
(3) شفافية القرارات الاحترازات والوضوح والتدرج في نوع الإجراء المتخذ وفقاً لتقييم درجة خطورة وانتشار الفيروس |
|
|
|
|
0,065 |
بين المجموعات |
0,930 |
1 |
0,930 |
3,415 |
|
داخل المجموعات |
104,028 |
382 |
0,272 |
|
|
الكلي |
104,958 |
383 |
|
|
|
(4) تعاون جميع الوزارات والقطاعات في مكافحة انتشار الفيروس |
|
|
|
|
0,009 |
بين المجموعات |
2,245 |
1 |
2,245 |
6,795 |
|
داخل المجموعات |
126,231 |
382 |
0,330 |
|
|
الكلي |
128,477 |
383 |
|
|
|
(5) جهود وزارة الصحة ودورها التوعوي والنصائح الطبية التي تصدرها |
|
|
|
|
0,031 |
بين المجموعات |
0,048 |
1 |
0,048 |
4,661 |
|
داخل المجموعات |
3,911 |
382 |
0,010 |
|
|
الكلي |
3,958 |
383 |
|
|
مصدر التباين |
مجموع المربعات Sum of Squares |
درجات الحرية Df |
متوسط مجموع المربعات Mean Square |
قيمة ف F |
الدلالة Sig. |
(6) المؤسسات الإعلامية ودورها في نشر الوعي وتثقيف المجتمع وتوعيته . |
|
|
|
|
0,000 |
بين المجموعات |
369,483 |
1 |
369,483 |
757,247 |
|
داخل المجموعات |
186,389 |
382 |
0,488 |
|
|
الكلي |
555,872 |
383 |
|
|
|
(7) البنية التحتية التكنولوجية في العمل عن بعد وتوفير الاحتياجات المعيشية الاساسية |
|
|
|
|
0,094 |
بين المجموعات |
1,049 |
1 |
1,049 |
2,816 |
|
داخل المجموعات |
142,323 |
382 |
0,373 |
|
|
الكلي |
143,273 |
383 |
|
|
|
(8) تعاون المواطنين والمقيمين واستشعارهم بالمسؤولية والتزامهم بالإجراءات الاحترازية الرسمية الصادرة من الحكومة. |
|
|
|
|
0,000 |
بين المجموعات |
630,011 |
1 |
630,011 |
1973,508 |
|
داخل المجموعات |
121,947 |
382 |
0,319 |
|
|
الكلي |
751,958 |
383 |
|
|
9- نتائج البحث
تناول الباحث في هذا البحث العوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا وأثارها على الحد من تفشي الفيروس "دراسة حالة المملكة العربية السعودية"، ولقد جاءت دوافع الباحث نحو إجراء تلك الدراسة ليس فقط من حيث ندرة الأبحاث والدراسات التي تناولت موضوع البحث، وإنما أيضا من أهمية النتائج المتوقعة للبحث والتي يمكن توضيحها على النحو الآتي:
(1) اتفقت آراء العينة الكلية وكذلك آراء مجموعتي الدراسة فيما يتعلق بالأهمية النسبية للعوامل المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا، حيث تمثلت هذه العوامل في امكانيات وقدرات القطاع الصحي سواء فيما يتعلق بالامكانيات المادية أو الامكانيات البشرية، وسرعة تدفق المعلومات وتغيرها بشكل مستمر.
(2) تختلف الأهمية النسبية للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال أشهر (فبراير/مارس/أبريل/مايو) سواء وفقاً لآراء أفراد العينة الكلية أو لأفراد مجموعتي عينة الدراسة، حيث تمثلت الشهور الأكثر أهمية من وجهة نظر أعضاء المنظومة الصحية في شهري فبراير ومايو، وفي حين جاءت الشهور الأكثر أهمية من منظور المواطنين والمقيمين في شهري فبراير وأبريل.
(3) تمثلت الأهمية النسبية لآراء العينة الكلية للمؤشرات التي ساهمت في زيادة وعي وتقبل المجتمع للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية للحد من انتشار فيروس كورونا في جهود وزارة الصحة ودورها التوعوي والنصائح الطبية التي تصدرها، والتدابير والقرارات التي اتخذتها الحكومة وتتابعها من ناحية الخريطة الزمنية.
10- توصيات البحث
استناداً إلى ما تم التوصل إليه من نتائج سواء من خلال الإطار النظري أو الدراسة الميدانية للبحث، يوصي الباحث بمجموعة من التوصيـات تتمثـل فيمـا يلي:
(1) ضرورة المراجعة المستمرة للقرارات والاجراءات والتدابير التي تتخذها المملكة العربية السعودية بشأن تطورات انتشار وتفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، خاصة وأن العالم أجمع في سباق حول السعي نحو تخفيف الإجراءات المقيدة للحياة الطبيعية واستخدام مصطلح "العالم الجديد The New World".
(2) استمرار تضافر الجهود الحكومية والإعلامية لتوحيد الرسائل الموجهة للرأي العام لزيادة مستويات الوعي المجتمعي لتحمل الاجراءات الاستثنائية المقيدة للحياة الطبيعية لمختلف فئات المجتمع.
(3) ضرورة دعم وتعزيز الشراكة من أجل المجتمعات المستدامة The Partnership Structure for Sustainable Communities، من خلال إيجاد آليات لدخول القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في البرامج والمبادرات التي أطلقتها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الأخيرة لدعم الاجراءات الاستثنائية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).
(4) ضرورة إجراء أبحاث علمية مستقبلية حول المشاكل التي تعوق أداء وتقديم الخدمات العامة كل على حده - في ظل أزمة كورونا - وتشخيص أسبابها، واقتراح وسائل العلاج العملية التي يمكن تنفيذها على أرض الواقع.
(5) إرساء ونشر ثقافة العمل عن بعد من خلال تعزيز القدرات المؤسسية للمنظمات العامة، مع حتمية التقييم الدوري والمستمر لطبيعة عمل هذه المنظمات في ضوء أهدافها وسياساتها وبرامجها
(6) ضرورة تبني استراتيجية قومية لرفع الوعي المجتمعي في مجال الحد من المخاطر ومواجهة الأزمات من خلال مركز دعم اتخاذ القرار التابع للديوان الملكي السعودي، وتستهدف هذه الاستراتيجية: رفع درجة الوعي الخاصة بكيفية الاستعداد للأزمات والكوارث ومواجهتها بأقل الخسائر الممكنة، تغيير الاتجاهات الخاصة بالممارسات السلوكية لمختلف فئات المجتمع والعمل على تحويلها من الاتجاه السلبي إلى الاتجاه المحايد ثم الإيجابي، بناء وتنسيق العلاقات مع مختلف المؤسسات الاعلامية لوضع ميثاقاً لعملها قبل وأثناء وبعد الأزمة، إعادة النظر في أدوار مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص نحو مسئوليتهم الاجتماعية قبل وأثناء وبعد الأزمة.
[1] انتقل فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس) من قطط الزباد إلى البشر في الصين عام 2002م، وقد انتقل فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (Mers) من الإبل إلى البشر في المملكة العربية السعودية عام 2012م. كذلك انتقل فيروس (كورونا) الأخير COVID-19 من فصيلة فيروسات (كورونا)، وكان له ارتباط بسوق للبحريات والحيوانات في مدينة ووهان الصينية. وهناك العديد من سلالات فيروس (كورونا) الأخرى المعروفة التي تسري بين الحيوانات دون أن تنتقل العدوى منها إلى البشر حتى الآن. أنظر : https://www.moh.gov.sa