استخدام روسيا للقوة السيبرانية فى إدارة تفاعلاتها الدولية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم العلوم السياسية- کلية التجارة وادارة الاعمال- جامعة حلوان

المستخلص

لم تقتصر تأثيرات اختراق الثورة التکنولوجية لمجالات الحياة المختلفة على التفاعلات المجتمعية والاقتصادية والسياسية فقط، بل امتدت لتخلق ساحة جديدة من الحروب غير التقليدية بعيداً عن ساحات البر والجو البحر، وهى ساحة الفضاء السيبرانى التى توافرت فيها عدة عوامل حفزت بعض الدول والفاعلين من غير الدول على استخدامها کإحدى أدوات الصراع والتنافس والهيمنة والإرهاب غير التقليدى، لدرجة تدعو بعض المحللين إلى القول بأن ما يشهده العالم من هجمات إلکترونية مختلفة قد ينقلنا إلى نموذج جديد من الحروب يطلق عليه اسم الحرب السيبرانية Cyber War، وهو ما استخدمته روسيا بجدارة فى اکثر من دولة واکثر من حالة کما يتضح فى البحث. فالقيادة الروسية عملت في السنوات القليلة الماضية بشکل دؤوب على تنمية قدرات روسيا في المجال السيبراني وتطويرها بشکل کبير، وسخرّت تلک القدرات بصورة ذکية کسلاح فعّال لإيقاع الضرر المطلوب في قدرات خصومها، بالشکل الذي جعل من تلک القدرات السيبرانية احد عناصر الردع الاستراتيجي للدولة الروسية.
کلمات مفتاحية: القوة السيبرانية- روسيا- الثورة التکنولوجية- الفضاء السيبرانى- هجمات الکترونية- الاستراتيجية الروسية السيبرانية.
Abstract:
The effects of penetrating the technological revolution in different spheres of life have not only affected societal, economic and political interactions, but have spread to create a new arena of unconventional wars away from the land and sea, the Cyberspace arena, where several factors have been available that have motivated some states and non-state actors to use them as instruments of conflict, competition, domination and unconventional terrorism, to the point where some analysts argue that the world's various cyber attacks may move us to a new model. From wars is called cyber war, which Russia has well used in more than one country and more than one case, as evidenced in the research. In the past few years, the Russian leadership has worked tirelessly to significantly develop and develop Russia's cyber capabilities, cleverly harnessing those capabilities as an effective weapon to inflict the required damage on the capabilities of its adversaries, making such cyber capabilities one of the strategic deterrents of the Russian State.

نقاط رئيسية

 من المؤکد أنه من بين أهم القضايا التي باتت تشغل العالم قضية العالم الافتراضي والفضاء السيبراني، ذاک الذي أضحى واقعا موازيا للعالم الحقيقي، بل لا نغالي إن وصفناه أنه في بعض الأوقات يکون خطره أکثر دموية ، لا سيما وأن صداماته تجري بعيدا عن الأعين، وإن کانت لا تغيب بالطبع عن القائمين عليه من خبراء متمرسين وراء الشاشات، في محاولة للتأثير على مجريات العالم السياسية والاقتصادية من جهة، والمعطيات الأمنية والعسکرية من جهة ثانية، ومرد هذا وذاک أن جزءا  کبيرا من الصراعات بين القوى العظمى في العالم، قد انتقلت من ميادين القتال الکلاسيکية إلى  شبکات الإنترت والعالم السيبرانى.[1]

فقد أدت الثورة التکنولوجية والمعلوماتية إلى بروز الفضاء السيبرانى ليکون أحد مجالات التنافس والصراع بين القوى الکبرى، وظهر لأول مرة مفهوم الحرب السيبرانية التي يعتبرها البعض حروب المستقبل، وأنها لا تقل خطورة عن الحروب التقليدية من حيث التهديد الذى تنطوي عليه وحجم التدمير الذي يمکن أن تؤدي إليه أخذاً في الاعتبار السرعة الفائقة، والانتشار الواسع، وکونها تُنفَّذ بأساليب يصعب تتبعها في کثير من الأحيان. مثل هذه الهجمات الإلکترونية تکون بالتحکم والسيطرة على أجهزة الحاسبات والمعلومات والشبکات الإلکترونية والبنية التحتية المعلوماتية والمهارات البشرية المدربة للتعامل مع هذه الوسائل. ففي خضم التوتر المتصاعد بين موسکو وواشنطن حول مدى واسع من القضايا الثنائية والإقليمية، تزداد حدة المواجهة السيبرانية بينهما في ضوء الاتهامات المتبادلة بتوجيه هجمات إلکترونية على أهداف حيوية مختلفة.

يتزامن هذا مع تسابق البلدين لتعزيز أمنهما السيبراني في مواجهة أي هجمات محتملة من الطرف الآخر، ففى 10 سبتمبر 2018 أنشأ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مرکزاً وطنياً لتنسيق مکافحة الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية في روسيا، يتولى مهام الکشف والوقاية والقضاء على تداعيات الهجمات الإلکترونية، وتبادل المعلومات بين الهيئات المتخصصة في الداخل والخارج، وتحليل الهجمات السيبرانية الماضية وتطوير أساليب مکافحتها. وجارٍ العمل على فصل روسيا کلها عن الإنترنت بهدف زيادة فاعلية دفاعاتها ضد الهجمات الإلکترونية والقرصنة، حيث إن تداول البيانات بين المواطنين والمؤسسات في هذه الحالة سيکون داخل البلاد لا عن طريق مراکز توجيه دولية.



[1] د. عبدالغفار عفيفي الدويک، "الأزمات والحروب السيبرانية… تهديدات تتجاوز الفضاء الإليکتروني"، دراسة، مرکز صقر للدراسات، العراق، 15 فبراير 2019.

الكلمات الرئيسية


مقدمـــــة:

 من المؤکد أنه من بين أهم القضايا التي باتت تشغل العالم قضية العالم الافتراضي والفضاء السيبراني، ذاک الذي أضحى واقعا موازيا للعالم الحقيقي، بل لا نغالي إن وصفناه أنه في بعض الأوقات يکون خطره أکثر دموية ، لا سيما وأن صداماته تجري بعيدا عن الأعين، وإن کانت لا تغيب بالطبع عن القائمين عليه من خبراء متمرسين وراء الشاشات، في محاولة للتأثير على مجريات العالم السياسية والاقتصادية من جهة، والمعطيات الأمنية والعسکرية من جهة ثانية، ومرد هذا وذاک أن جزءا  کبيرا من الصراعات بين القوى العظمى في العالم، قد انتقلت من ميادين القتال الکلاسيکية إلى  شبکات الإنترت والعالم السيبرانى.[1]

فقد أدت الثورة التکنولوجية والمعلوماتية إلى بروز الفضاء السيبرانى ليکون أحد مجالات التنافس والصراع بين القوى الکبرى، وظهر لأول مرة مفهوم الحرب السيبرانية التي يعتبرها البعض حروب المستقبل، وأنها لا تقل خطورة عن الحروب التقليدية من حيث التهديد الذى تنطوي عليه وحجم التدمير الذي يمکن أن تؤدي إليه أخذاً في الاعتبار السرعة الفائقة، والانتشار الواسع، وکونها تُنفَّذ بأساليب يصعب تتبعها في کثير من الأحيان. مثل هذه الهجمات الإلکترونية تکون بالتحکم والسيطرة على أجهزة الحاسبات والمعلومات والشبکات الإلکترونية والبنية التحتية المعلوماتية والمهارات البشرية المدربة للتعامل مع هذه الوسائل. ففي خضم التوتر المتصاعد بين موسکو وواشنطن حول مدى واسع من القضايا الثنائية والإقليمية، تزداد حدة المواجهة السيبرانية بينهما في ضوء الاتهامات المتبادلة بتوجيه هجمات إلکترونية على أهداف حيوية مختلفة.

يتزامن هذا مع تسابق البلدين لتعزيز أمنهما السيبراني في مواجهة أي هجمات محتملة من الطرف الآخر، ففى 10 سبتمبر 2018 أنشأ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مرکزاً وطنياً لتنسيق مکافحة الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية في روسيا، يتولى مهام الکشف والوقاية والقضاء على تداعيات الهجمات الإلکترونية، وتبادل المعلومات بين الهيئات المتخصصة في الداخل والخارج، وتحليل الهجمات السيبرانية الماضية وتطوير أساليب مکافحتها. وجارٍ العمل على فصل روسيا کلها عن الإنترنت بهدف زيادة فاعلية دفاعاتها ضد الهجمات الإلکترونية والقرصنة، حيث إن تداول البيانات بين المواطنين والمؤسسات في هذه الحالة سيکون داخل البلاد لا عن طريق مراکز توجيه دولية.

وکان البرلمان الروسي قد وافق في 12 من فبراير 2018 على قانون عزل البلاد عن شبکة الإنترنت العالمية، لجعل البلاد في موقع أفضل لصد أي هجمات إلکترونية محتملة من الخارج، وبخاصة من الولايات المتحدة، وذلک على غرار نظام جريت فايروول الصيني، الذي ينظم الإنترنت لتعزيز السيادة الوطنية، من ناحية أخرى، تعزز واشنطن من دفاعاتها السيبرانية أيضاً، حيث أنشأت القيادة الإلکترونية الأمريکية مجموعة عمل خاصة لمواجهة أنشطة روسيا في الفضاء السيبراني، ووقع الرئيس الأمريکي دونالد ترامب مرسوماً في 16 أغسطس 2018 يلغي بموجبه التوجيه الرئاسي لسلفه باراک أوباما لتنظيم استخدام الأسلحة السيبرانية ضد معارضي الولايات المتحدة، رقم 20 لعام 2012، على النحو الذي يخفف القيود المفروضة على شن هجمات سيبرانية ضد معارضي واشنطن. وقد ظل مضمون هذه الوثيقة سرياً حتى عام 2013، عندما کشف الموظف السابق في وکالة الأمن القومي الأمريکية إدوارد سنودن عن عدد من الوثائق السرية المتعلقة بعمل أجهزة الاستخبارات الأمريکية والبريطانية. کذلک أصدر البنتاجون مطلع عام 2018 قائمة «لا تشترِ» متضمنة أسماء عدد من الموردين الذين ربما استهدفتهم مجموعات القراصنة المعادية الذين تدعمهم روسيا والصين، وجرى تعميمها على مسؤولي عمليات الشراء الذين يعملون مع الجيش الأمريکي لتزويده بالخدمات المرتبطة بالتکنولوجيا وغيرهم من الفرق المسؤولة عن توفير البرمجيات للقوات المسلحة الأمريکية.

    على الرغم من کل الجهود من الجانبين لتعزيز الأمن السيبراني يظل سباق الهجمات السيبرانية قائماً، وربما يتصاعد في ظل التوتر المتزايد بين موسکو وواشنطن، وإعلان ترامب تخليه عن حيادية شبکة الإنترنت، وهو الأمر الذي يثير مخاوف القوى الکبرى في النظام الدولي، وخصوصاً الصين وروسيا اللتين تطالبان بانفتاح أمريکي في التعامل مع فرص السيطرة الدولية على أمن الفضاء الإلکتروني.[2]

أهمية الدراسة:  

  • ·           الأهمية العلمية :

تبرز أهمية البحث من الناحية العلمية کونه يشکل دراسة تشخيصية وتحليلية لما يعيشه عالمنا المعاصر اليوم من تخمة فى التطورات التکنولوجية التى فاقت حد الحاجات الضرورية لواقع الانسان فى دوله المختلفة، الامر الذى أغرى دولاً وجماعات کثيرة على استغلال هذا الفائض من التقدم التکنولوجى والمعرفى ليصب فى اتجاهات سلبية تعرض الکثير من دول العالم الى القرصنة غير المحسوبة أو الخارجة عن نطاق قدراتها بما يغرى الدول العظمى أو من يملکون مثل هذه القدرات أن يحققوا أهدافهم على حساب قوى لم تلحق بهذا التطور العلمى للحد من اثاره السلبية، وإعادة تشکيل العالم الافتراضى بما يخدم مصالحهم دون غيرهم.

  • ·           الأهمية العملية :

تتمثل الأهمية العملية فى بروز دور الفضاء الإلکتروني بوضوح کمجال جديد في العمليات العدائية، کان أهم صوره الصراع بين أستونيا وروسيا في 2007، والحرب بين روسيا وجورجيا في عام 2008، وبين کوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريکية في عام 2009 والتي شهدت هجمات إلکترونية کورية على شبکات البيت الأبيض. وجاء الهجوم الإلکتروني بفيروس “ستاکسنت” على برنامج إيران النووي عام 2010 ليمثل نقلة مهمة في تطور واستخدام الأسلحة الإلکترونية، ثم الدور السياسي الذي لعبته شبکات التواصل الاجتماعي في إدارة الفوضى في عدد من الدول العربية خلال عامي 2011، 2012، والهجوم على آلاف من أجهزة کمبيوتر في شرکة النفط السعودية “أرامکو” في عام 2016، وهجمات القراصنة ضد قطاعات الطاقة والصناعة والنقل وشرکات الطيران المدني في بعض دول الخليج.

وهکذا، أصبحت الحروب اليوم حروبا هجينة، تلعب الأدوات والساحة السيبرانية فيها دورا رئيسيا. کما أصبحت “الحرب السيبرانية” تتسم بدرجة کبيرة من التطور السريع والمنافسة الشديدة، بسبب المنافسة القائمة بين شرکات البرمجيات الکبرى، والتعاون بين هذه الشرکات وشرکات تصنيع السلاح، وفرص التکامل الکبيرة بين الجانبين.

 

 

اشکالية الدراسة:

أصبح الفضاء الالکترونى أحد العناصر الرئيسية التى تؤثر فى النظام الدولى بما يحمل من أدوات تکنولوجية تلعب دوراً مهماً فى عملية التعبئة والحشد فى العالم، فضلاً عن التأثير فى القيم السياسية، فسهولة استخدامها ورخص تکلفتها ساعدا على قيامها بأدوار مختلفة فى الحياة البشرية، سواء تجارية او اقتصادية او معلوماتيه او سياسية او عسکرية او ايديولوجية، ومن هنا قامت بعض دول العالم في السنوات الأخيرة بتطوير استخدام مهارات الإنترنت والحواسيب کأدوات هجوم ودفاع واستخبارات وحروب نفسية. فقد أنشأت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وکوريا الجنوبية وروسيا وحدات خاصة في قوّاتها المسلحة مسؤولة عن الحرب الإلکترونية أو حرب المعلومات. وتجمع هذه الوحدات الخاصة ما بين العقل العسکري والمهارات التقنية التي تمکّنها من الدفاع وصدّ الهجمات أو إحداث خسائر.

من ناحية أخرى، يتزايد استخدام الإنترنت بشکلٍ عام، ووسائل التواصل الاجتماعي بشکلٍ خاص، کأداة فعالة في الحرب التي تشنها التنظيمات المسلحة لا سيما في الشرق الأوسط. فقد وجدت هذه المجموعات في الفضاء الإلکتروني وسيلة مفيدة في صراعها، فاستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد المقاتلين. کما استفادت هذه التنظيمات من الفضاء الإلکتروني کمنصّة لإطلاق الحرب النفسية ضد الخصوم بتصوير مشاهد العنف ونشرها على نطاق واسع لبثّ الرعب والذعر. کذلک، يُستخدم الإنترنت في شن هجمات إلکترونية Cyber attacks من شأنها إلحاق خسائر بالخصم، غالبًا ما تکون مالية، فيجري استهداف البنوک أو المواقع الحکومية التي تحتوي على بيانات مهمة، أو حتى استهداف منشآت صناعية، کما حدث لبرنامج إيران النووي[3].

هذا فضلاً على أنها لم تعد حکراً على الدول فقط، بل ان شرکات التکنولوجيا العملاقة هى التى تسيطر بدرجة ما على المقومات التکنولوجية، وقد أصبح جلياً أن من يمتلک آليات توظيف هذه البيئة الالکترونية الجديدة يصبح الأکثر قدرة على تحقيق أهدافه والتأثير فى سلوک الفاعلين المستخدمين لهذه البيئة. ومن هنا فقد استطاعت روسيا توظيف التکنولوجيا الحديثة فى تعظيم قوتها من خلال القوة الالکترونية Cyber Power، حيث سعت إلى الاستفادة من تلک القوة فى تطوير استراتيجياتها العسکرية والسياسية من أجل حماية مصالحها الوطنية.

 

التساؤل البحثي:

من خلال ما تم توضيحه فى اشکالية الدراسة نتطرق الى التساؤل الرئيسى کالتالى:

کيف تستخدم الدول (روسيا) القوة السيبرانية فى إدارة تفاعلاتها الدولية؟

منهج الدراسة:

تعتمد الدراسة على:

المنهج الوصفي التحليلي: حيث يهدف هذا المنهج إلى تحقيق الفهم الدقيق والإحاطة بالأبعاد الواقعية للظواهر والموضوعات. ومن هنا فالقواعد الأساسية التي يقوم عليها المنهج الوصفي هي تحديد الظواهر المراد بحثها، وجمع المعلومات الدقيقة عنها وفحصها ودراستها، ومحاولة الإحاطة بعدد کبير من الأبعاد والعلاقات المرتبطة بالظاهرة للإنتقال من مستوى الفهم البسيط إلى المستوى المرکب، وما يرتبط بذلک من صياغة عدد من النتائج والتعميمات والتوصيات التي ترشد عملية البحث، وذلک من خلال محاولة وصف وتحليل مفهوم القوة السيبرانية (الإلکترونية) والأسس والمرتکزات التي قامت عليها إستراتيجية القوة السيبرانية الروسية مع الدول المختلفة.

منهج المصلحة الوطنية: يعتبر المنهج أن الهدف الآساسى للدولة هو تحقيق المصلحة الوطنية، وعلى هذا الأساس أنصار هذا المنهج يرکزون فى دراسة العلاقات الدولية على کل مايتعلق بالمصلحة الوطنية، وهى تتضمن الاستمرارية بمعنى المصالح.

التحديد الزمنى والمکانى:

 تطبق الدراسة على روسيا واستخدامها للقوة السيبرانية، وتبدأ فترة الدراسة من عام 2007، حيث الهجوم الروسى على استونيا بسلسلة من الهجمات ضد المواقع التى تديرها الحکومة الإستونية، حتى عام 2015، حيث قضية حزب الاتحاد الديمقراطى الالمانى.

اسخدام روسيا للقوة السيبرانية فى إدارة تفاعلاتها الدولية

تتعدد استخدامات القوة السيبرانية فى إدارة التفاعلات الدولية، وتختلف الآلية التى تدير بها روسيا تفاعلاتها وفقاً لطبيعة الظروف الدولية المحيطة، سواء فى شکل تفاعلات سياسية او عسکرية، او اقتصادية أو غيرها. وقد استخدمت روسيا تلک القوة من خلال أنماط عديدة تتمثل فى: تعطيل الخدمة، السيطرة على الأنظمة العسکرية، إتلاف المعلومات أوتعديلها، سرقة المعلومات والبيانات العسکرية، جمع معلومات اقتصادية استخباراتية، التحکم فى العقل والسيطرة عن بعد، وأخيراً الحرب النفسية.

أولاً: الاستراتيجية السيبرانية الروسية للامن السيبرانى:

 يعد الهدف الأسمى للأمن السيبراني هو القدرة على مقاومة التهديدات المتعمدة وغير المتعمدة والاستجابة والتعافي، وبالتالي التحرر من الخطر أو الأضرار الناجمة عن تعطيل أو إتلاف تکنولوجيا المعلومات والاتصالات أو بسبب إساءة استخدام تکنولوجيا المعلومات والاتصالات ويتطلب حماية الشبکات وأجهزة الکمبيوتر، والبرامج والبيانات من الهجوم أو الضرر أو الوصول غير المصرح به، ونتيجة لأهمية الأمن السيبراني في واقع مجتمعات اليوم فقد جعلته العديد من الدول على رأس أولوياتها، خاصة بعد الحروب الإلکترونية التي بدأت تظهر تجلياتها بين بعض الدول الکبرى، في إشارة صريحة إلى نهاية الحروب التقليدية التي کانت تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، والإعلان عن بداية حروب جديدة هي الحروب الإلکترونية.

 وقد بدأ الاهتمام الروسى بالأبعاد السياسية للأمن الإلکترونى فى التسعينات من القرن الماضى بعد تأسيس مجلس الأمن الروسى فى عام 1992، وإضافة إلى المؤسسات الأمنية الروسية تم إنشاء مؤسسات أخرى تختص فقط بالقضايا الإلکترونية وبحماية الأمن الإلکترونى الروسى. ومن أهم المؤسسات المسئولة عن الأمن الالکترونى فى روسيا هى مجلس الأمن، وجهاز الأمن الفيدرالى، جهاز الحرس الفيدرالى، والجهاز الفيدرالى للتحکم التقنى، ووزارة الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات.

وتنقسم المهام ما بين الإدارات المختلفة فى الأنشطة المتعلقة بالأمن الإلکترونى کالتالى: تختص وزارة الداخلية بمواجهة الجرائم الالکترونية، ووزارة الدفاع مسئولة عن کل ما يتعلق بأخطار الحروب الإلکترونية وتطوير القدرات الإلکترونية الهجومية للجيش الروسى، ويهتم جهاز الأمن الفيدرالى بالارهاب الإلکترونى. هذا التقسيم قائم بالأساس على التفرقة ما بين الأبعاد الإجرامية، والارهابية، والعسکرية، والسياسية للأمن الإلکترونى.

 ولقد تبلور الاهتمام الروسى بقضايا الأمن الإلکترونى فى عام 2000، فعندما قامت روسيا بتطوير استراتيجية أمنية تبنى على أساس الإيمان الکامل بالدور الذى يلعبه الأمن الإلکترونى فى تحقيق المصالح القومية وتعزيز الاستقرار الاجتماعى والسياسى. وتتصدر روسيا الدول الساعية لتطوير اتفاقية دولية لمواجهة المخاطر الإلکترونية والحيلولة دون حدوث سباق للتسلح الإلکترونى نتيجة لتزايد التنافس التکنولوجى ما بين الفواعل على المستوى الدولى، ويتم من خلالها وضع تعريفات واضحة يقبلها المجتمع الدولى لکافة المفاهيم المحورية ذات الصلة بالفضاء الالکترونى.[i] 

 وقد أعلنت روسيا أيضاً فى عام 2010 عن العقيدة العسکرية الخاصة بها، والتى أشارت إلى أن الصراعات العسکرية الحديثة تتضمن الاستخدام المتکامل للقدرات العسکرية وغير العسکرية، مع الاهتمام بإبراز دور أکبر لحرب المعلومات. وقد تم تشکيل قيادة مستقلة للأمن السيبرانى، هذا علاوة على الإدارة السيبرانية داخل الجيش الروسى لتعزيز جاهزية القوات المسلحة الروسية للدفاع ضد الهجمات السيبرانية، واتخاذ الاجراءات الاحترازية ضد الهجمات السيبرانية من خلال الشبکات. وقامت روسيا بشراء آلات کاتبة لاستخدامها فى المکاتبات الحيوية حتى لا تتعرض المکاتبات السرية للاختراق، وبلغ الانفاق العسکرى الروسى على حرب الفضاء الالکترونى 127 مليون دولار من إجمالى إنفاق عسکرى بلغ 40 بليون دولار فى روسيا، التى تحتل المرکز الرابع عالمياً فى مجال تطوير قدرات الاسلحة الالکترونية.[ii] وفى عام 2013، توافقت کل من الولايات المتحدة الامريکية وروسيا على انشاء "الخط الساخن السيبرانى" للمساعدة فى نزع فتيل أى أزمات تتعلق بالانترنت فى المستقبل.[iii]

 ومن ناحية أخرى اعتزمت روسيا من خلال منظمة "البريکس"[iv] تأسيس فضاء إلکترونى خاص بها مستقل عن شبکة الانترنت الحالية بهدف التخلص من الهيمنة وعمليات التجسس الالکترونى الامريکية، واتخذت خطوات فعلية لذلک، حيث تقوم البرازيل ببناء منظومة الکابلات التى يمکن أن تربطها بروسيا والصين وجنوب افريقيا، بکابل طوله 34 ألف کيلو متر، وهو يربط بين مدينة "فلاديفوستوک" فى شرق روسيا و"فورتاليزا" فى البرازيل، مروراً بشانتو الصينية و"تشيناى" الهندية و"کيب تاون" فى جنوب افريقيا، ليس هذا فحسب، بل من المتوقع أن يوفر المشروع خدمات الإنترنت فى 21 دولة افريقية، وبذلک يتم انشاء شبکة انترنت جديدة موازية لشبکة الانترنت الحالية، وتکون منافساً قوياً للولايات المتحدة، وتعتزم دول "البريکس" أيضاً إصدار تشريعات تجبر القوى الرئيسية فى الانترنت مثل "جوجل" و"فيسبوک" و"ياهو" على تخزين المعلومات کافة التى يتم جمعها داخل دول المجموعة محلياً، کى لا تتمکن وکالة الأمن القومى الأمريکية من الوصول إليها.[v]

وفى السنوات الأخيرة، قامت الحکومة الروسية بعمليات تقييم لمخاطر التهديدات الإلکترونية، إلا أن نتائجها وما أسفرت عنه من سياسات لم يتم الاعلان عنه للعامة. ولکن بشکل عام يمکن القول بأن روسيا تضع المخاطر الإلکترونية فى المرتبة الخاصة بالتطرف والمخاطر البيئية والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتأتى الهجمات الإلکترونية ضمن قائمة أکثر عشرة مخاطر تهدد البنية التحتية، وذلک وفقاً لاستراتيجية الأمن القومى الروسية. وتأتى فى المرتبة الثانية، ضرورة تطوير القدرات التکنولوجية للقوات المسلحة حتى يتحقق الردع الإلکترونى. [vi]

وتعتمد الاستراتيجية الروسية الخاصة بالحروب الإلکترونية مثل الصين على استخدام الأسلحة الإلکترونية الهجومية باعتبار أنها قوة مضاعفة Fore Multiplier فى الحروب، بمعنى أنها تزيد من القدرات القتالية للدولة إذا ما تم استخدامها إلى جانب قدرات عسکرية أخرى. کما تعتمد الاستراتيجية الروسية على محاولة تعطيل البنية التحتية المعلوماتية للخصم، والاتصالات المدنية والعسکرية له قبل البدء فى العمليات العسکرية التقليدية. فوفقاً للعقيدة العسکرية الروسية، لابد وأن يسبق الهجوم العسکرى الناجح عمليات أخرى تهدف إلى منع الخصم من الحصول على معلومات من مصادر خارجية، وتعطيل عمليات التداول المالية والائتمانية، ومحاولة التأثير فى الرأى العام فى الدولة الخصم عن طريق المعلومات الخاطئة والدعاية التى تخدم المصالح الروسية. ومن ثم يساعد التخطيط فى مرحلة ما قبل الهجوم للقيام بعملية الاختراق السرى لأنظمة الخصم فى تحقيق هذه الأهداف. وأبرز مثال على تلک الهجمات التى اتهمت روسيا بشنها سنة 2008 ضد جورجيا قبل توجيه ضربة عسکرية ضدها.[vii]

 

 ثانياً: استخدام القوة السيبرانية الروسية فى التفاعلات الدولية العسکرية:

 لقد تعددت أدوات القوة السيبرانية متمثلة فيما يلى..

1.تعطيل الخدمة- وشل البنية التحتية (الهجوم على استونيا):

  قامت روسيا فى عام 2007 بشن حرب سيبرانية شاملة على استونيا بسبب نقل تمثال يخلد تضحيات جنود روس فى الحرب العالمية الثانية[viii]، فبدأت سلسلة من الهجمات يطلق عليها DDOS attacks ضد المواقع التى تديرها الحکومة الإستونية، وتسبب الهجوم فى عرقلة ولوج المواطنين إلى بعض المواقع مثل موقع الحزب السياسى الذى ينتمى إليه رئيس الوزراء.[ix] من جهة أخرى، استخدمت الروابط التى ترعاها الحکومة فى تضليل المستخدمين، وإعادة توجيههم إلى صور للجنود السوفييت، واقتباسات من مارتن لوثر کينج عن محاربة الشر، مما أدى إلى دمار لوجيستى کبير.[x] ولم يعد المواطنون قادرين على إجراء معاملاتهم البنکية الإلکترونية التى يتم 97% منها عبر الانترنت، أو التواصل مع بعضهم بالبريد الالکترونى لأيام عديدة، وتم تعطيل البنية التحتية للاقتصاد الرقمى الاستونى.[xi]

ونتيجة لشدة تعقيد هذه الهجمات، وما أحدثته من شلل کامل لکافة أجهزة الدولة، استعانت استونيا بحلف شمال الاطلنطى لمواجهتها، ووجهت استونيا الاتهامات للحکومة الروسية بأنها تقف ما تعرضت له من هجمات بعد أن اکتشفت ان انظمة التحکم التى شنتها موجودة فى روسيا، وعلى الرغم من انکار روسيا لصلتها بالهجوم، إلا انها اعترفت انه من الممکن ان يکون قد شن من داخل روسيا من قبل منظمات إجرامية غاضبة من القرار الإستونى بنقل التمثال. هذا وقد انقسمت الهجمات الالکترونية التى تعرضت لها استونيا فى 2007، الى مرحلتين:[xii]

أ. المرحلة الاولى: الرد المباشر من 27-29 ابريل .

 بدأت الهجمات باستهداف المواقع الالکترونية الحکومية والاعلامية التى بثت أخبار عن العمل فى استونيا، کموقع رئيس الوزراء، والرئيس والبرلمان والوزارات، ومؤسسات الدولة الأخرى کالشرطة، وموقع الائتلاف الحاکم. وتم اختراق عديد من المواقع الأخرى، والتى کان من بينها موقع حزب الاصلاح الذى قام المهاجمون من خلاله بنشر اعتذار رسمى مزور باللغة الروسية عن نقل التمثال والذى يبدو وکأنه صادر من رئيس الوزراء الإستونى، ولکن اتسمت هذه الهجمات فى هذه المرحلة ببساطتها، إذ کانت أشبه بالاحتجاج الشعبى.

 

 

ب. المرحلة الثانية: من 30 ابريل الى 18 مايو.

شهدت تلک الفترة هجمات أکثر تعقيداً وتنظيماً، تم فيها استخدام البوتنتس Botnets[xiii] وهجمات الحرمان من الخدمة الموزعة، والتى اتسع نطاق استهدافها لتهاجم اکبر البنوک الموجودة فى إستونيا، ولقد فاق عدد طلبات الدخول الى هذه المواقع 400 ضعف المستوى الطبيعى. کما استهدفت أيضاً البنية التحتية القومية للإنترنت، وخط الطوارىء القومى للحيلولة دون تلقى الشکاوى من المواطنين.

هذا وکان للهجوم الالکترونى الذى تعرضت له استونيا آثاراً قصيرة المدى وطويلة المدى، سواء على المواطنين أم الأجهزة الحکومية، أم البنوک، فمن جهة. ترتب على الهجوم تعطيل کامل لکافة الخدمات التى تقدمها الحکومة للمواطنين لفترة طويلة نسيباً حتى تمکنت الدولة من استعادة سيطرتها على المواقع التى تمت مهاجمتها. ونتيجة لاعتماد استونيا بشکل کبير على الانظمة الالکترونية لإدارة شؤون الدولة، وتقديم خدمات للمواطنين، کان من شأن هذا الهجوم أن يعطل مصالح المواطنين بشکل کامل، وأن يشل حرکة الاقتصاد والمعاملات البنکية الخاصة والحکومية.[xiv]

ولکن يلاحظ هنا أن الأثر کان معنوياً أکثر منه مادياً إذ لم ينتج عن الهجوم أى أثر تدميرى على البنية التحتية الإلکترونية لإستونيا، فلقد انتهت آثار الهجوم فور السيطرة عليه، ولم تمتد الى فترة أبعد. فى حين أن ما نتج عن هذا الهجوم هو توجيه انتباه استونيا وغيرها من الدول إلى خطورة التهديدات الالکترونية، وکيف ان بامکانها شل حرکة الدولة تماماً حتى وان کان لفترة محدودة.[xv]

2.الاختراق- وتعطيل الخدمة. (الهجوم على جورجيا).

 قبل بداية الغزو الروسى لجورجيا فى اغسطس 2008 توقفت شبکة الانترنت الجورجية عن العمل، وتم الاعتداء على الموقع الإلکترونى للرئيس الجورجى، وقد اتخذ الهجوم الالکترونى الذى تعرضت له جورجيا شکلين رئيسين هما:

أ. اختراق بعض المواقع الالکترونية:

 والتى وجهت ضد مواقع إلکترونية سياسية، حکومية، من بينها موقع رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية، ثم ظهرت على الموقع صورة الزعيم النازى ادولف هتلر بجانب صور لرئيس الجمهورية، وغيره من الحکام الديکتاتوريين.

ب. هجمات الحرمان من الخدمة:

 والتى وجهت ضد مواقع حکومية کموقع وزارة التربية والتعليم، والمواقع التى تم تقدم اختبارات للطلاب، وموقع البرلمان والرئاسة، وأکبر بنک تجارى فى جورجيا، کما تمت مهاجمة مواقع الأخبار ووسائل الاعلام والتى شملت أکبر مواقع أخبار باللغة الانجليزية فى جورجيا، وشبکات إخبارية من بينها CBC، BBC، حتى ان وزارة الشؤون الخارجية الجورجية- خروجاً من أزمة انقطاع التواصل الالکترونى- وضعت لنفسها بريداً الکترونياً مجانياً على موقع البحث الالکترونى جوجل Google واستبدلت کذلک الموقع الالکترونى الذى توقف فجأة بمدونة الکترونية مجانية من جوجل ايضاً.[xvi] ويرجع السبب وراء هذا الهجوم الروسى کرداً على إرسال الحکومة الجورجية الموالية للغرب قوات للحکومة الانفصالية المدعومة من موسکو.[xvii]

وقد اختلفت تداعيات الهجوم الالکترونى فى حالة إستونيا عن جورجيا، ففى استونيا کان الضرر الاکبر هو الحيلولة دون قدرة المواطنين على الوصول الى خدمات الکترونية حيوية يقدمها کل من القطاع العام والخاص، أما فى الحالة الجورجية کان الضرر الأکبر هو الحد من قدرة الدولة على إيصال رؤيتها للعالم، وإيصال المعلومات للمواطنين من خلال الانترنت. [xviii]

فالشرکتان المقدمتان لخدمات الانترنت فى جورجيا فى تلک الفترة توقفا عن العمل ولم تتمکنا من تقديم الخدمة للمواطنين لعدة أيام بعد الهجوم. کما أن ايقاف المواقع الحکومية الرسمية عن العمل نتيجة لهجمات الحرمان من الخدمة قد أدى إلى قطع الصلة ما بين جورجيا والعالم الخارجى، وحال دون قدرة الحکومة الجورجية على الحفاظ على وسائل نقل المعلومات لمواطنيها والعالم فى الأيام الأولى الأکثر أهمية فى الصراع الروسى- الجورجى. کما أن للهجوم الالکترونى على جورجيا تداعيات على الخدمات العامة، فعلى سبيل المثال فور وقوع الاعتداءات أعطى البنک الوطنى الجورجى أمراً کافة البنوک بالتوقف عن تقديم الخدمات الالکترونية للمواطنين، واستمر ذلک لمدة 10 ايام. إلا أن الآثار المترتبة على انقطاع الخدمات الالکترونية تختلف فى الحالتين الجورجية والإستونية، نتيجة لاختلاف درجة اعتماد کلتا الدولتين على تکنولوجيا المعلومات والاتصالات فى إدارة شئون الدولة، والتى بدورها تجعل الدولة أکثر عرضة للهجوم الالکترونى.[xix]

ولذا لم تکن نتائج الهجوم الالکترونى على جورجيا ذات آثار فادحة على تقديم الخدمات الحکومية والتى لم تعتمد بالأساس على البنية الالکترونية بشکل کبير، نتيجة للإنخفاض النسبى لاعتماد جورجيا على تکنولوجيا المعلومات والاتصالات. بيد ان الهجوم الالکترونى على جورجيا کان له دور کبير فى التأکيد على انه حتى تلک الدول التى لا تعتمد بشکل کبير على تکنولوجيا المعلومات من الممکن أن تتعرض للضرر حال وقوع هجوم الکترونى عليها من حيث ضمان دقة تدفق المعلومات للمواطنين داخل الدولة.

فعلى الرغم من أن الهجمات لم ينتج عنها أى آثار دائمة، أو حتى بعيدة المدى، إلا أن ما أحدثته من أضرار على قدرة الدولة فى التواصل مع مواطنيها ومع العالم الخارجى جاءت فى أکثر وقت کانت جورجيا فيه فى حاجة للاعتماد على بنيتها التکنولوجية والمعلوماتية. فعلى عکس الهجمات العسکرية التقليدية، يمکن الاعتماد على الهجمات الالکترونية بحيث تحدث آثاراً مؤقتة فى إطار زمنى محدد. ولکن هناک صعوبة فى تحديد مبالغ محددة لکافة الخسائر التى ترتبت على الهجوم وخاصة فى الحالة الجورجية، إذ جاء الهجوم الإلکترونى مصاحباً لهجوم عسکرى مما يصعب الفصل ما بين الآثار المترتبة على کل منهما.

ولکن يلاحظ ان الهجوم الالکترونى کان محدوداً، ولم يستهدف أهدافاً أکثر حيوية کأنظمة التحکم والتشغيل والتى کان من شأنها أن ترتب خسائر ضخمة على البنية التحتية الجورجية، أى إن الهدف لم يکن إلحاق أضرار دائمة ببنية الانترنت الخاصة بجورجيا، وإنما فقط تحقيق هدف عزلها عن العالم الخارجى. فإذا ما تمت مهاجمة البنية التحتية لجورجيا سيترتب على ذلک خسائر اقتصادية ضخمة ستطول حتماً الدول المرتبطة بها بعلاقات اقتصادية وثيقة وعلى رأسها روسيا. وعليه، إذا ما أرجعنا هذا الهجوم الى السلطات الرسمية الروسية، يکون من المنطقى ألا تقوم روسيا بالإضرار اقتصادياً بجورجيا حتى لا يؤثر ذلک فى مصالحها.[xx]  

 3. تعطيل الخدمة- وإجبار الدولة لتغيير قرار (قرغيزستان):

   فى يناير 2009 توقّف اثنين من مزوّدي خدمة الإنترنت في قرغيزستان عن العمل، بعد قيام قراصنة روس بشن هجمة DDOS، في إطار الجهود التي کانت تبذلها روسيا آنذاک من أجل الضغط على رئيس قرغيزستان لإزالة قاعدة عسکرية أمريکيّة. بيد أن تلک الهجمة قد أتت ثمارها بعد قيام الجمهورية القيرغيزية بإزالة القاعدة الأمريکيّة، وهو ما دفع الکرملين إلى منح قرغيزستان قروضًا ومساعدات مالية بقيمة 2 مليار دولار لاحقًا.

4.الاختراق- وإحداث الفوضى (اوکرانيا).

 بدأت احتجاجات الميدان الأوروبي في کييف عام 2013 للمطالبة بدخول أوکرانيا إلى الاتحاد الاوربي بعد تعليق حکومة الرئيس فيکتور يانوکوفيتش التوقيع على اتفاقية الشراکة مع الاتحاد، وازدادت وتيرة هذه الاحتجاجات مع بداية 2014 وأدت إلى مقتل العديد من المحتجين والقوى الحکومية، تأججت الاشتباکات بين قوات الأمن والمحتجين ابتداءً من يوم 20 فبراير. وفي ظل تلک الظروف صوت مجلس النواب الأوکراني على عزل الرئيس يانوکوفيتش في 22 فبراير.

وعقب الثورة الأوکرانية في 2014 التي أطاحت بالرئيس فيکتور يانوکوفيتش وحکومته، تظاهر محتجون، معظمهم ينتمي للقومية الروسية، اعتراضاً على الأحداث الجارية في کييف وطلباً للمزيد من التکامل مع روسيا، بالإضافة إلى حکم ذاتي موسع أو استقلال للقرم عن أوکرانيا. على الجانب الآخر تظاهرت جماعات إثنية أخرى لتأييد الثورة. وفي 1 مارس من نفس العام، وافق مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القوات الروسية في أوکرانيا.وفي 2 مارس، استدعى مجلس الأمن القومي الأوکراني کامل قوات احتياط القوات المسلحة، وتصاعد التوتر في القرم بين الأطراف المؤيدة لروسيا والمؤيدة لأوکرانيا استجلب ردود فعل من حلفاء أوکرانيا الغربيين[xxi].

هذا التغيير في کييف لم يرق لسکان العديد من المناطق في جنوب وشرق البلاد. وفي يوم 23 شباط وکجزء من نتائج الثورة الأوکرانية ألغي قانون اللغة للأقليات (والذي يشمل الروسية) وتم إعلان اللغة الأوکرانية لغة رسمية وحيدة للبلاد. فجاء هذا القرار ليصب الزيت على النار في تلک الأقاليم المستاءة أصلا من التغييرات الحاصلة في عاصمتهم. وقد رأت تلک الاقاليم وخاصة شبه جزيرة القرم أن خطوة إلغاء قانون اللغات هي دليل على أن المحتجين في کييف يحملون اجندة معادية لروسيا ولهم توجه عنصري. وفي 16 مارس، أُجري استفتاء في القرم للانفصال عن أوکرانيا والانضمام لروسيا الاتحادية، جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الانضمام لروسيا بنسبة 95%. وقد استخدمت روسيا عدة آليات من أجل تحقيق أهدافها فى تلک الازمة من خلال تسخير الفضاء الالکترونى بدءاً من محاولة التأثير على الرأى العام الروسى وصولاً الى اختراق الانتخابات الاوکرانية:[xxii]

أ. التأثير فى الرأى العام:

 کانت هناک حملة معلومات سبقت العمليات العسکرية الروسية فى شبه جزيرة القرم وصاحبتها وتلتها، وقد استهدفت هذه الحملة بشکل أساسى الرأى العام الروسى فى الداخل، واستهدفت بشکل ثانوى المقيمين فى شبه جزيرة القرم. لطالما حافظت وسائل الاعلام الروسية على بعض التغطية للأحــداث فــي شــبه جزيرة القرم للرأى العام الروسى الذى يتابعها، ولکن ذلک تکثف مع زيادة حدة العنف الــذي شــهدته الاشــتباکات بيــن القــوات المواليــة للحکومــة والمحتجين فى کييف، وقد نشطت حرکــة احتجــاج الميــدان، التــي بــدأت فــي نوفمبر 2013، مع تلاعــب روســيا بالمعلومــات الــذي کان حــاداً بالفعل، وکان يستهدف المواطنون الروس، محذرة إياهم من مخاطر بناء روابط أوثق مع الاتحاد الأوروبى EU. شــملت حملتهــا تضميــن وســائل الإعلام المســتقلة الداخليــة المتبقيــة القليلــة أو تهميشــها، مکتسبة  بذلــک المزيــد مــن الســيطرة والقــوة لتشــکيل وجهــات النظــر فــي روســيا حــول الأحــداث فــي أوکرانيــا، تم دمــج وســائل الإعـلام الحکوميــة القائمــة علــى غرار "ريانوفوستى" RIA Novosti، و"صوت روسيا" Voice of Russia، وفى روسيا اليوم التى تعرف حالياً بـ" RT".[xxiii]

 فــي ذلــک الوقــت، شــاهدت أغلبيــة شــرق أوکرانيــا وشــبه جزيــرة القرم التلفــاز الروسـي، وکمــا کان الحــال فــي الاتحـاد السوفيتى سابقاً، حصلــت الأغلبيــة الســاحقة مــن الشعب على أخبارها من وسائل الإعلام المتلفزة ووسائل التواصل الاجتماعى، وتنازلت أوکرانيا إلى حد کبير عن معلومات باللغة الروسية لمنافذ مقرها فى روسيا منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتى فى العام 1991، وبالأخص فى شبه جزيرة القرم، فى حين لم تعزز موسکو رسمياً وسائل الاعلام الروسية فى اوکرانيا، کانت الأسواق الاعلامية الروسية أکبر بکثير من الأسواق باللغة الروسية فى اوکرانيا،  لدرجــة أن قنــوات المعلومــات والترفيــه التابعــة لهــا کانــت مهيمنـة بيــن الأوکرانييــن الناطقيــن بالروســية، وأغلقــت القــوات الروســية تســع محطــات تلفزيونيــة أوکرانيــة فى 9 مارس متيحة الوصول إلى القنوات الروسية فقط، وأصبح بالإمکان الوصول إلى القنوات من اوکرانيا عبر أجهزة استقبال الاقمار الاصطناعية.

وعندمــا انهــارت حکومــة يانوکوفيتــش فــي بدايــة عام 2014 أصبحت التصريحات الروسية بشأن الأحداث فى اوکرانيا أکثر حدة، حيث أشــارت وســائل الإعــام الروســية بشــکلً نموذجى إلــى حکومــة أوکرانيــا الانتقاليــة (المرحليــة) وحرکــة الاحتجــاج التــي أتــت بهــا بعبــارة “مجلــس فاشــي”. وکان لحملــة معلومــات روســيا ثلاثة أهــداف أساسية، الأولى: تشــويه ســمعة الحکومة الجديدة في أوکرانيا، والثانية: التشــديد على الخطر الکبير المحــدق بالــروس فــي أوکرانيــا، والثالثة: ضمــان عــرض دعــم واســع لعــودة شــبه جزيــرة القرم للعيش فــي سلام فــي الوطــن الأم روســيا.

وفى 26 فبراير بدأت روسيا تروج بشدة لرســالتها بــأن تغييــر النظــام فــي أوکرانيــا کان غيــر مشــروع. وســبق هــذا اليــوم مباشرة السيطرة العسکرية الروسية على المبانى الحکومية فى شبه جزيرة القرم تم تفديم هذه الرسالة من قبل عدد من الشخصيات والنخبويين الروس، على غرار سيرجى مونوروف Sergei Mironov، وهو قائد الحزب السياسى الروسى "روسيا عادلة".

 بالإضافة إلى ذلک أدت أيضاً حملة تعبئة على مستوى الشعب فى شبه جزيرة القرم لمکافحة حرکة الميدان دوراً فى اتصالات روسيا الاستراتيجية. ونشأت هذه الحملة من سکان شبه جزيرة القرم الناطقين باللغة الروسية، على الرغم من أن البعض زعم ان الحکومة الروسية کانت وراءها.[xxiv]

ب. نشر معلومات مضللة:

اســتفادت موســکو بفعاليــة مــن وســائل التواصــل الاجتماعــي لحشـد دعم داخلى ونشر کميات هائلــة مــن المعلومــات المضللة حول احتجاجات الميدان ونوايا الحکومة الجديدة فى کييف. وقد کشف تحليل العمليات معلومات روسيا فى الصراع الاوکرانى عن خمسة عناصر لحملتها الدعائية، وکانت: [xxv]

  • ·          التأثير الهائل والطويل الأمد (إعادة المواضيع نفسها مراراً وتکراراً).
  • ·          المعلومــات المرغــوب بهــا (التلاعب بالرسـائل لاستغال مخاوف الروس العرقيين فــي أوکرانيا).
  • ·          التحريــک العاطفــي (استخدام مواضيع ســتجعل الروس العرقييــن يتصرفــون بدافــع مــن غضب غيـر عقلانى).
  • ·          الوضوح (عرض الصراع الأوکرانى بمصطلحات بسيطة من الخير والشر).
  • ·          الجلاء المفترض (مطابقة الرسائل الدعائيـة مـع الخرافات والأساطير الروسية التي  يتـم الاعتقـاد بهـا علــى على نطاق واسع).

  وقد ساعدت وسائل الاعلام الروسية ايضاً المرئية والالکترونية فى ضمان الموافقة الداخلية على عملية انتقالية سريعة من صراع مربک إلى استيلاء على اراضٍ مقبول سياسياً. واستخدم بوتين تلک الوسائل لتحقيق تأثير کبير فى عرض الحجج التاريخية والعاطفية بشأن کيفية انتماء شبه جزيرة القرم إلى روسيا فى خطاب بتاريخ 18 مارس 2014.

 ومن الصعب تمييز أى مزايا عملياتيه ملموسة اکتسبتها روسيا من حملة المعلومات الخاصة بها خلال ضم شبه جزيرة القرم. وجدت عمليات المسح التى أجراها خبراء أمريکيون أنه، وعلى عکس الکثيرين من الاوکرانيين 85% من سکان شبه جزيرة القرم لم ينظروا الى انفسهم على أنهم أوروبيون،[xxvi] تشير استطلاعات للرأى بشکل أکثر عموماً إلى ان سکان شبه جزيرة القرم کانوا على الأرجح نظاماً سياسياً منفصلاً أکثر من أوکرانيين کثيرين آخرين.[xxvii] على الأرض کان العملاء الروس ومساعدوهم بدلاً من حملة المعلومات، القوة المنظمة خلف التعبئة. وعلى الرغم من أنه وبدون شک کان لحملة المعلومات تأثير استقطاب على السکان، نتجت نقاط التحويل الخاصة بها عن الأخطاء الأوکرانية بدلاً من النجاحات الروسية. استخدمت موسکو هذه الأخطاء لتحقيق تعبئة أکبر وخلاف داخلى، ولکن حرب المعلومات کانت عرضاً جانبياً للعملية بحد ذاتها.

رکزت الحملة المعلوماتية الروسية على جمهورها الداخلى أکثر من التأثير على الرأى العام الأوکرانى داخل شبه جزيرة القرم وخارجها. لم تؤسس روسيا وکالات أو أدوات أو وسائل خاصة لإشراک الأوکرانيين منتجاً ثانوياً لحملة معلومات روسيا لإدارة رأيها الداخلى الخاص. خلال الضم سعت القوات الروسية إلى قطع إمکانية الوصول إلى وسائل الاعلام الاوکرانية والأخبار الالکترونية، مرغمه السکان المحليين على الاعتماد على مصادر أخبار تراقبها موسکو. على الرغم من ذلک، تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن اغلبية سکان شبه جزيرة القرم حصلوا على معلوماتهم من التليفزيون الروسى فى البداية- وهم مازالوا يقومون بذلک اليوم.[xxviii] بالنظر إلى قرب شبه جزيرة القرم من روسيا، کانت هذه المقاربة کافية وفعالة ويمکن إعادة إنتاجها فى أماکن أخرى على طول حدود روسيا.[xxix]

 

جـ. الاختراق- قطع الخدمة- التلاعب فى البيانات فى الانتخابات الاوکرانية:

 تم شن حملات معلومات متعددة على شرق أوکرانيا، بالإضافة الى هجمات الکترونية متقطعة حتى قبل الاطاحة ببيانکوفيتش، عانى الميدان الاوروبى فى خارکيف، الذى ساعد على تنظيم المنتدى الأوکرانى للميادين الأوروبية العام الأول من هجوم قطع موزع للخدمة رئيسى DistributedDenial of Service (DDoS) فى فبراير بعد الإطاحة ببيانکوفيتش، استهدفت هجمات القطع الموزع للخدمة المواقع الالکترونية التابعة للحکومة. ولم تکن الهجمات الأولية تعطيلية إِلى حد کبير، ولکن القراصنة الإلکترونيين تمکنوا فى اکتوبر 2014 من تعطيل النظام الإلکترونى لجمع نتائج الإنتخابات، واختراق الحواسيب المُسجّل عليها بيانات التصويت والاقتراع، في محاولة للتلاعُب في النتائج وإحداث الفوضى، مما اضطر إلى فرز الأصوات يدوياً، وتأخير الإعلان عن النتائج.

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى أيضاً محط ترکيز حملة المعلومات، وبما أنه کانت تتم استضافة منصّتى وسائل التواصل الاجتماعى الأکثر شعبياً فى أوکرانيا فى کونتاکنتى وأودنوکلاســنيکي على خوادم روسية، کانت السلطات الروسية قادرة على حجب الصفحات الموالية للميدان وإرغام مزودى الخدمات على تشارک معلومات شخصية بشأن الذين نقروا "إعجاب" LIKE لها.[xxx]

باع بافيــل دوروف Pavel Durov وهــو مؤســس فــي کونتاکتــي حصته المتبقية وفرّ إلى روسيا فى ابريل 2014.[xxxi] ومع تصعيد العنف على الارض، وفّرت فى کونتاکنتى وأودنوکلاســنيکي أداة لطلب المساهمات والتجنيد فى روسيا لمجموعات على غرار "مکافحة الميدان" AntiMaidan، و"ميليشيا دونباس الشعبية" Donbas People’s Militia و“صنــدوق مســاعدة نوفوروســيا” Fund to HelP Novorossiya. التقتت وسائل التواصل الاجتماعى أيضاً نشاطات الانفصاليين، والمعــدات الروســية التــي تــم توفيرهــا لهــم وأغلبيــة أعمــال العنــف الممــارس ضدهم. يتمثل عنصر مهم فى حملة المعلومات الروسية بإعادة إحياء مصطلح نوفوروسيا (روسيا الجديدة). ذکر بوتين هذا المفهوم فى خطاب ألقاه فى 17 ابريل 2014، مذکراً أن شرق أوکرانيا وجنوبها- أو ثلث البلد من دونباس إلى أوديسا، بما فى ذلک المناطق الناطقة بالروسية بشکل أساسى- کانا تاريخياً جزئين من الإمبراطورية الروسية. کان تفسير بوتين لتاريخ نوفوروسيا يخدمه ذاتياً، علماً أن المصطلح کان موجوداً فحسب على هوامش البنية السياسية الروسية منذ العام 1990، على الرغم من أن بعض مسؤولى الدولة تخيلوه حافزاً محتملاً ضد أوکرانيا فى حال تحولها بشکل حاد الى الغرب.

أثار استخدام هذا المصطلح مخاوف فى الغرب حيث أنه أشار ضمناً إلى أن روسيا تنتوى تقطيع أوصال أوکرانيا سعياً وراء قضية تحريرية أکبر. وقد کانت حملة معلومات روسيا أکثر نجاحاً فى تحريض الغرب منه فى تقديم نتائج ملموسة فى أوکرانيا، وجدت دراسات تستخدم بيانات استطلاع وتحليل تقنى لاختراق مؤشرات البث الروسى أنه قد تم الافراط بتقدير تأثير الحملة إلى حد کبير. واتضح أن الرسالة تسعى إلى الاستقطاب بدلاً من التعبئة، حتى عندما کان لمؤشرات التلفاز الروسى المستوىالأعلى من التغطية ونسبة المشاهدة. فى حين زادت الحملة العداء تجــاه الحکومــة الوطنيــة الأوکرانيــة وعــدم الثقة بها، حققت القليــل مــن أجــل تعبئــة الدعم العام للانفصالية. فى نهاية المطاف حظرت أوکرانيا البث الروسى فى باقى البلد، فى حين تراجعت نسبة المشاهدة الوطنية للأخبار الروسية ووسائل الاعلام الاخرى بشکل کبير.

 وفى دونباس کان الدعم للحکومة الوطنية والقضية الانفصالية فاتراً بالتساوى. کان على الانفصاليين المدعومين من روسيا اللجوء إلى القوة لأن حملة المعلومات قد فشلت فى تجميع انتفاضة أصلية قد تجتاح شرق أوکرانيا، وبعيداً عن کونها عنصراً متکاملاً، بقيت حملة المعلومات عرضاً جانبياً على مدى الصراع، فى توصيف أهمية حملة المعلومات، يفترض عادة أن النشاط ترجم إلى إنجاز وأنه، وبما أن روسيا قد استثمرت فى الجهد کان يجب ان تترک تأثيراً.[xxxii]

 

ثالثاً: استخدام القوة السيبرانية الروسية فى التفاعلات الدولية السياسية- والاقتصادية:

لا تتوانى روسيا عن استخدام القوة السيبرانية فى إدارة تفاعلاتها الدولية السياسية والعسکرية بما يساعد فى تعظيم قوة روسيا وتحقيق أهدافها التى تعجز أدوات القوة التقليدية عن تحقيقها، خاصة بما تتميز به هذه القوة من خاصية التخفى والقدرة على إصابة أهداف الخصم، واتساع نطاق تدمير الأهداف الالکترونية مع التحکم فى امکانية إصابة الاهداف من دون وقوع خسائر بشرية غير مقصودة. وتتنوع تطبيقات روسيا فى استخدامها للقوة السيبرانية فى التفاعلات الدولية السياسية نتناول بعضها فيما يلى:

1.التجسس- حزب الاتحاد الديمقراطى الالمانى:

فى مايو 2015 اکتشف مُحقّقون ألمان تعرّض شبکة الکمبيوتر الخاصة بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) للاختراق من جانب مجموعة من الهاکرز، في هجوم سيبراني يُعد الأبرز في تاريخ ألمانيا. وقال دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية BfV، لاحقًا، إن روسيا کانت تقف وراء هذا الهجوم في مسعى للحصول على معلومات لا تتصل بأعمال مجلس النواب الاتحادي الألماني فقط، بل معلومات تخُص القادة الألمان، وحلف شمال الأطلنطي (الناتو) أيضًا. وقال خبراء الأمن إن الهاکرز حاولا اختراق أجهزة الحاسب الخاصة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميرکل.

ويعتقد خبراء الأمن أن الروس يحاولون تدمير المُستشارة الألمانيّة الحالية أنجيلا ميرکل، على خلفيّة مواقفها الداعمة لفرض عقوبات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

2. السيطرة على الأفکار  )حالة الصراع الامريکى- الروسى).

تمکنت روسيا من تطوير أساليب متعددة لإدارة "الحروب الإعلامية" فى مواجهة الغرب، حيث عززت روسيا من انتشار وسائل الإعلام التابعة لها، مثل "روسيا اليوم" و"سبوتنيک" لمواجهة الحملات الاعلامية الغربية، خاصة فى أوروبا الشرقية، کما اتبعت روسيا عدة أساليب وتکتيکات فى إدارة الحرب الإعلامية، تتمثل فيما يلى:

أ. کثافة تدفق المعلومات: تعتمد الاستراتيجية الاعلامية الروسية على نشر المعلومات الواحدة عبر أکثر من قناة، وبأکثر من صيغة، حيث يتم تکرار بث الرسالة نفسها من عدة مصادر، مثل المنتديات والقنوات الاخبارية على الانترنت والمنصات على مواقع التواصل الاجتماعى، مما يزيد مصداقية التغطية الإعلامية باعتبار أن "الکم الضخم للمعلومات عادة ما يکون مرادفاً للمصداقية".

ب. سرعة التغطية الإخبارية: تنشر وسائل الاعلام الروسية تغطيات إخبارية سريعة ومتتابعة على مدار الساعة، مما يؤدى لتعزيز ارتباط المتابعين بها وإيمانهم بمصداقية الأخبار والتحليلات الصادرة عنها، کما تتعزز مصداقية القصة بنشر رسائل متکررة ومستمرة على مواقع التواصل الاجتماعى بالتزامن مع البث التليفزيونى.

ج. الاستشهاد الانتقائى بالمصادر: تعتمد وسائل الاعلام الروسية على اجتزاء الحقائق وصياغة روايات غير دقيقة عن الواقع وتحرير الصور، بالإضافة للاستشهاد الخاطىء بالمصادر الموثوق بها، وعلى سبيل المثال نشرت روسيا اليوم تصريحاً نسبته إلى براون موسز المعروف بموقفه المعارض لنظام الأسد، يتضمن ادعاءات بأن المعارضة السورية نفذت هجمات بالأسلحة الکيماوية فى 21 اغطسطس 2013، وهو ما تبين أنه تصريح مفبرک، وأن التصريح الحقيقى لموسز يتضمن انتقاداً لنظام الأسد.

د. التغطية التراکمية للأحداث: تقوم وسائل الاعلام الروسية بتغطية التطورات بصورة تراکمية من خلال متابعة الأحداث منذ بدايتها ونشر التطورات فور حدوثها، وهو ما يعزز ارتباط الجمهور بها واعتماده عليها، ويتم التغلب على التناقضات فى المتابعات المنشورة لبعض الأحداث بعرض وجهات نظر مختلفة وآراء متعددة حول القضية الواحدة فى محاولة لنفى اتهامات التضليل والانحياز.[xxxiii]

هـ. مراقبة مواقع التواصل الاجتماعى: تسعى روسيا للسيطرة على النقاشات الافتراضية "السيبرية" حول السياسات الروسية على مواقع التواصل الاجتماعى، وتعمل فرق الرصد والمتابعة الروسية للانترنت على مدار الساعة فى فترتى عمل متتابعتين تصل کل منهما إلى 12 ساعة، وينبغى أن يستوفى کل منهم حصة يومية قدرها 135 تعليقاً بحد أدنى 200 حرف لکل تعليق للرد على الآراء والتعليقات العدائية الموجهة للسياسات الروسية. وتجدر الإشارة فى هذا الصدد إلى وجود 1.7 مليار مستخدم نشط على فيس بوک وحده يعتمدون على صفحات الأخبار فى متابعة الأحداث والتطورات، وتتميز هذه المنصات الاعلامية الافتراضية بسرعة انتشار المعلومات بسبب إعادة نشرها من جانب ملايين المستخدمين حول العالم.[xxxiv]

3. تعبئة الرأى العام (التدخل العسکرى فى سوريا).

 أطلقت روسيا فى 30 سبتمبر 2015 حملتها العسکرية ضد التنظيمات الإرهابية فى سوريا، والتى تمثلت أهدافها الرسمية فى حماية الجيش العربى السورى من الانهيار حتى لا تسقط مؤسسات الدولة الحالية، فضلاً عن القضاء على تنظيمى "داعش"، وجبهة النصرة التابعين لتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأقل نفوذاً وانتشاراً. وفى مواجهة هذا التدخل الروسى، تصاعد الجدل الداخلى بشأن جدواه ومدى انعکاسه على الداخل الروسى، واختلفت اتجاهات الرأى العام تجاه هذه الخطوة، خاصة فى ضوء الذکرى السلبية للتدخل السوفيتى فى أفغانستان.[xxxv]

هذا وقد نجحت الحکومة الروسية فى تهدئة مخاوف الرأى العام من التدخل العسکرى فى سوريا، ونجحت فى تعبئة الرأى العام لصالح تأييد هذا القرار، وذلک من خلال الخطوات التالية:

- سعى وزارة الدفاع الروسية لإصدار بيانات صحفية عن العلميات العسکرية فى سوريا، ونشرها من خلال موقع الفيس بوک يومياً، فضلاً عن کتابة تغريدات على موقع تويتر عن العمليات العسکرية الروسية فى سوريا، وذلک بهدف تقديم معلومات مفصلة عن الضربات الجوية، کما يتم عرض مقاطع فيديو للعمليات العسکرية وللظروف المعيشية على اليوتيوب التى يعيش فى ظلها أفراد الجيش الروسى فى سوريا. وتهدف هذه الخطوة إلى زيادة الشفافية وتقديم انطباع بأن المناطق التى توجد فيها القوات المسلحة الروسية آمنة ومحمية.[xxxvi]

- التأکيد على استخدام الجيش الروسى أسلحة ومعدات عسکرية متقدمة تقنياً، مما يقلل إلى حد کبير من خطر الإصابات والخسائر فى صفوف الجيش الروسى فى سوريا، فضلاً عن استبعاد القيادة الروسية إمکانية إرسال قوات برية إلى سوريا.

- توظيف الکرملين حادث استهداف الطائرة المدنية الروسية فى سيناء بعمل ارهابى، للتأکيد على ضرورة توجية ضربات انتقامية ضد داعش، وهو ما يتسق مع توجهات الرأى العام فى هذا الإطار.[xxxvii]

ومما سبق، يتضح ان طريقة إدارة الکرملين التغطية الإعلامية الالکترونية للحرب الروسية فى سوريا حتى الآن، نجحت فى إيجاد مواقف إيجابية وداعمة من جانب أغلب فئات الشعب الروسى، خاصة أنه ليس من المتوقع أن تواجه القوات الجوية الروسية خسائر بشرية تذکر نتيجة عملياتها العسکرية فى سوريا، وقد انعکس هذا النجاح فى التغطية الإعلامية للحرب على نتائج استطلاعات الرأى العام التى قامت بها بعض مؤسسات قياس الرأى العام الروسية.[xxxviii]

خاتمة:

أحدث القرن الحادي والعشرين نقلة نوعية في ترتيب أولويات معظم الدول، وکذلک في الخيارات المتوفرة لدى صُنَّاع القرار، والتي بدورها أثَّرت على أدوات السياسة الخارجية کوسائل لبسط النفوذ وإبراز المکانة على الساحة الدولية.

وتعتبر التکنولوجيا واحدةً من القوى التي أتاحتها العولمة لتحقيق أهداف بعيدة المدى، والتحرک الخفي والتأثير في الهياکل الحيوية الخاصة بالدول، وهو ما أوجب على الدول ضرورة الانتباه لتلک الأداة، ومعرفة کيف تعمل، وإلى أيّ مدى يمکن أن تصل أو تحقّق منافع أو تهديدات.

ونتيجةً لذلک، حظي الأمن السيبراني باهتمام کبير من مختلف دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريکية، وروسيا، وغيرها، وحقَّقت بعض الدول مکانةً متميزةً في التمکُّن من هذه القوة، واستخدمتها في تحقيق أهدافها المنشودة، کما لم تسلم أيضاً من التهديدات التي وصلت إلى حد التجسّس والتدخل في الشأن الداخلي.

قلقد أصبحت التکنولوجيا ترسم خريطة ثقل دول العالم، وتعطي صورة عن مکانة الدولة؛ حيث إن امتلاک أسلحة المعلومات يعطي ميزة استراتيجية خاصة للدولة، وعلى النقيض تعتبر الدول الضعيفة رقميًّا سهلة الاصطياد؛ خاصة أن فضاء المعلومات يختلف تماماً عن المجالات التقليدية للعلاقات الدولية، ولذلک فقد دعا المجتمع الدولي والشرکات المتخصصة في المجال الإليکتروني للتعامل مع مفهوم القوة السيبرانية من حيث تهديداتها ومحاولة التطوير لمجارتها. حيث کوّن "حلف الناتو" وحدة للدفاع الإليکتروني ومقرها "تالين" عاصمة استونيا، بعدما عجز عن مواجهة الهجمات الإليکترونية على استونيا 2007، وجورجيا 2008 من قِبَل روسيا.

وقد استخدمت روسيا هذه الآلية، إلى جانب الآليات الاقتصادية والسياسية المعنية؛ من أجل تحقيق أهداف سياستها الخارجية؛ حيث يمکن تصنيفها ضمن الأدوات الناعمة لفرض السيادة، وجذب الداعمين، والاقتراب من نقاط صنع القرار، وتقوية العلاقات الدولية مع الحلفاء، وحماية المصالح الوطنية، وکانت تلک الآلية هي الاختيار الأول بالنسبة لروسيا عندما تدخلت في شؤون بعض الدول الکبرى؛ بهدف التأثير على الرأي العام؛ لترجيح الخيار الأنفع بالنسبة لروسيا، ويُظهِر ذلک خلفية الاختيار التکنولوجي، ونجاحه في تمرير الأجندة الروسية.

 ومن الجدير بالذکر أن روسيا لم تدرک فقط أن الأداة التکنولوجية هي المحرّک الأکثر فعَّالية مع الغرب بل أيضاً على سبيل المثال في إطار توسُّعاتها في إفريقيا من خلال شرکة فاجنر، وقد استخدمت تلک الشرکة في حملاتها مواطنين محليين بهدف تجنيدهم کعملاء سريين لروسيا، وخلق حلفاء أفارقة تضمن دعمهم وولائهم، کما أنهم استولوا على بعض الصفحات الموجودة بالفعل للاستفادة من عدد المتابعين، وأنفقوا أکثر من 87000 دولار على إعلانات الفيسبوک التي اجتذبت أکثر من مليون متابع. وعملت فاجنر من خلال تلک الحملات على الدعاية لأنشطتها في إفريقيا والصفقات الروسية للذهب والماس والموارد الطبيعية الأخرى، وإبراز أهميتها لتحقيق التنمية الإفريقية، وتتبع في آلياتها تقديم الدعم العسکري أو الاستقرار السياسي في مقابل النفوذ السياسي، أو فرص التوسع الجيوستراتيجي، أو تنازلات الموارد، وصنع روابط سرية مع ممثلي الدول، ومن خلال جهود موسکو لتحويل إفريقيا جنوب الصحراء الکبرى إلى مرکز استراتيجي، وإضعاف النفوذ الغربي في المنطقة، بالإضافة إلى تزويدها بالجنود المرتزقة، والظهور کمصدر للاستقرار الإقليمي، وتعزيز العلاقات مع زعماء القارة؛ حيث شارک بريجوزين في اجتماع للسلطات الروسية مع اللواء حفتر في موسکو، کما لعبت روسيا وخاصة المديرية العامة لهيئة الأرکان العامة (GRU) دورًا رئيسيًّا في تدريب مقاولي فاجنر المتوجهين إلى إفريقيا.

ومثلت التکنولوجيا غطاءً لتأمين مصالح روسيا في إفريقيا؛ من خلال التوغل فيها، ومواجهة التحديات التي تقف عائقاً أمام استثماراتها؛ حيث تحرص روسيا دائماً على مساعدة الدول الإفريقية في بناء منشآت الطاقة، ولطالما لجأت إلى القادة الأفارقة باستثمارات کبيرة في البنية التحتية في قطاعات استخراج المعادن والتقنيات، والطاقة (بما في ذلک توليد الطاقة الکهرومائية والطاقة النووية)، والتعاون العسکري التقني وصيانة الأصول العسکرية، والأمن السيبراني والخدمات الإلکترونية.

ومن هنا أصبح واضحاً أن التکنولوجيا هي أحد أهم الموارد الاستراتيجية للدول، والتي يجب تأمينها، وتحقيق الکفاية منها، وصنع برامج الحماية اللازمة لها؛ للتصدي لأيّ أخطار أو هجمات إلکترونية؛ کاختراق نُظُم الأمان الخاصة بالدول، الإرهاب، استخدام المعلومات والتکنولوجيا لأغراض عسکرية، الاتجار غير المشروع، تنفيذ عمليات التجسس، وتهديد أمن المعلومات بهدف الوصول إلى المعلومات السرية، وتغييرها، وتدميرها، أو تعطيل التشغيل العادي للشرکات الکبرى.

وأخيرا ًيمکن القول ان انتقال السياسة الخارجية الروسية إلى استخدام التهديدات السيبرانية بديلاً عن الحروب والتهديدات العسکرية له بُعْد اجتماعيّ وإنسانيّ؛ حيث يجنّب الدول الوقوع تحت طائلة عقوبات القانون الدولي الإنساني، وجرائم الحرب، وتعويضات عن الضحايا التي کانت تُخَلِّفها الحروب، کما أنه يعمل أکثر على التکوين النفسي للشعوب، وإثارة القلق والترقُّب لوقوع أخطار محتملة لا يمکن التکهُّن بمداها.



[1] د. عبدالغفار عفيفي الدويک، "الأزمات والحروب السيبرانية… تهديدات تتجاوز الفضاء الإليکتروني"، دراسة، مرکز صقر للدراسات، العراق، 15 فبراير 2019.

[2]د. نورهان الشيخ، "موسکو وواشنطن.. صراع سيبراني"، الخليج، 27/06/2019.

http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/3c792d51-a025-437d-9f36-36d361c7cd33

[3]فوفق تقرير شرکة سيمانتک العاملة في مجال الأمن الإلکتروني، فإنّ نسخة من فيروس الکمبيوتر «ستکسنت Stuxnet» استُخدمت لمهاجمة وتدمير برنامج إيران النووي في العام 2010، بالتعاون بين الولايات المتحدة والکيان الإسرائيلي.

 



[i]وفعلاً قدمت روسيا مقترحاً لاتفاقية دولية للأمن الإلکترونى فى سبتمبر 2011، إلا أنها تضمنت عديداً من النقاط الخلافية التى تتعارض والرؤية الغربية للامن الإلکترونى واستراتيجيات الدفاع من أجل تحقيقه. ويرجع ذلک إلى أن روسيا تماماً کالصين تؤمن بضرورة ضمان سيادة الدولة فى مجال الانترنت، بمعنى احتفاظ الدولة بسيادتها فى الفضاء الإلکترونى کما هو الحال فى المجالات التقليدية. ولذا جاء المقترح يعکس الرؤية الروسية لضرورة تحکم الدول فى المحتوى الذى تم تداوله عبر الانترنت، باعتبار أن فى ذلک ما يمکن الدول من حماية أمنها الإلکترونى. فى حين أن الدول الغربية تدعو إلى حرية تداول المعلومات والتواصل عبر الانترنت کإحدى الحريات الأساسية التى لابد وأن تکفل للمواطنين. انظر: نوران شفيق، "الفضاء الإلکترونى وأنماط التفاعلات الدولية: دراسة فى أبعاد الأمن الإلکترونى"، مرجع سابق، ص 103.

[ii]عادل عبدالصادق، اسلحة الفضاء الالکتروني في ضوء القانون الدولي الانساني، (الاسکندرية: وحدة الدراسات المستقبلية، 2017)، ص 69.

[iii] Cristina, Carmen. (October 2014). “Cyber Defence in The EU Preparing for cyber warfare?”, European Parliamentary Research Service Briefing, pp 4-5. http://www.europarl.europa.eu/EPRS/EPRS-Briefing-542143-Cyber-defence-in-the-EU-FINAL.pdf

[iv]بريکسهو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية  BRICS يتم کتابة المختصر بالعربية "برهجص" لأول الحروف باللغة العربية المکونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهيالبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

[v]ايهاب خليفة، "الدوائر المغلقة: لماذا تتجه الدول لتأسيس شبکات إنترنت وطنية"، اتجاهات الأحداث، فبراير 2015، العدد 7، ص 61.

[vi] Patrick Smith, Russian Electronic Warfare: A Growing Threat to U.S. Battlefield Supremacy, American Security Project, April 2020, p. 3.

[vii]نوران شفيق، "الفضاء الإلکترونى وأنماط التفاعلات الدولية: دراسة فى أبعاد الأمن الإلکترونى"، مرجع سابق، ص 104.

[viii] فى فبراير 2007 أصدر البرلمان فى استونيا قراراً يقضى بازالة کل الأبنية او الرموز المرتبطة بالعقود الخمسة التى کانت فيها استونيا تحت الاحتلال السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية. ومن ضمن ما قضى القانون بازالته هو تمثال برونزى لضابط من الجيش الأحمر (الجيش الوطنى للاتحاد السوفيتى) فى تالين، فى العاصمة الإستونية، کان قد وضع فى استونيا عام 1947 کرمز لفوز الجيش السوفيتى على الجيش النازى. وقد أدى قرار نقل التمثال الى موجات رفض عارمة، وتظاهرات من قبل الروس الموجودين فى استونيا، والذين اتهموا الحکومة الاستونية بأنها بهذا القرار تعيد کتابة التاريخ وتمجد فى النازية. انظر فى ذلک: نوران شفيث، أثر التهديدات الالکترونية على العلاقات الدولية دراسة في أبعاد الأمن الألکتروني، (القاهرة: المکتب العربى للمعارف، 2018)، ص 139.

[ix]رغدة الهبى، "الردع السيبرانى: المفهوم والإشکاليات والمتطلبات"، مفاهيم استراتيجية، القاهرة: المرکز العربى لابحاث الفضاء الالکترونى، 2017، ص 6.

[x] Ryan T, Kaminski. (2010). “Escaping the Cyber State of Nature: Cyber Deterrence and International Institutions”, In: C. Czosseck & K. Podins (eds.),Conference on Cyber Conflict Proceedings, Tallinn, Estonia, pp. 80- 82.

[xi] إيهاب خليفة، "الحرب السيبرانية.. مراجعة العقيدة العسکرية استعداداً للمعرکة القادمة"، السياسة الدولية، يناير 2018، العدد 211، ص 20.

[xii]نوران شفيق، أثر التهديدات الالکترونية على العلاقات الدولية دراسة في أبعاد الأمن الألکتروني، (القاهرة: المکتب العربى للمعارف، 2018)، ص 141.

[xiii]شبکة بوتنتس تکون على شکل شبکة من الروبوتات الصغيرة تحوي برامج ضارة، حيث أنها لديها القدرة على التحکم في أي جهاز مع عنوان IP بما في ذلک مسجلات الفيديو والکاميرات بالإضافة إلى الأجهزة الاستهلاکية الأخرى وإن تسبب انقطاع الانترنت على نطاق أوسع، وسرقة المعلومات والتجسس، حيث أن بوتنتس تشکل خطراً أمنياً کبيراً على مناطق ذات نطاق واسع في الإنترنت اليوم.

  http://alwatannewspaper.ae/?p=224185

[xiv] انظر فى ذلک ايضاً: أليس لوماس، "توتر محتدم: التشاحن الأمريکى- الروسى تحت مظلة حلف الناتو"، اتجاهات الأحداث، يوليو 2015، العدد 12، ص ص 77-79.

[xv]نوران شفيق، أثر التهديدات الالکترونية على العلاقات الدولية دراسة في أبعاد الأمن الألکتروني، مرجع سابق، ص 143.

[xvi]ولم تتوقف فقط العديد من المواقع الالکترونية فى جورجيا عن العمل، وإنما توقفت معظم شبکات الانترنت لأنها تعتمد بدرجة کبيرة على کابلات الألياف الضوئية التى تمر عبر روسيا، والتى أنفقت عليها کل من روسيا والهند والصين عشرات البلايين من الدولارات لمد شبکة الانترنت فى معظم انحاء اسيا وافريقيا، ليس فقط لتقديم خدمة يمکن أن تدر على تلک الدول دخلاً مالياً مرتفعاً کما يظن البعض، وهو الأهم أن تصبح تلک الدول هى المتحکمة فى حرکة تشغيل الانترنت التى تعتمد بشکل رئيسى على تلک الکابلات، والتى أصبح من يمکلها أو تمر من خلال أرضة يملک قوة استراتيجية لا يمکن الاستهانه بها، ولم تکن معظم هذه الهجمات تدار من قبل القيادة العسکرية الروسية کما قد يتبادر الى الذهن، ولکن الکثير منها تم الإعداد لها علناً بين المتعاطفين مع روسيا من قراصنة الانترنت الروس "الهاکرز" قد تنادوا منذ فترة تحت شعارات مثل "قف مع بلدک ياأخى" أو "من أجل حماية روسيا والدفاع عنها"، أو ما شابه من شعارات، واندلعت الحرب قد ان تندلع العمليات العسکرية عبر الفضاء الالکترونى. انظر: عادل عبد الصادق الجخة، "أثر الإرهاب الإلکترونى على مبدأ إستخدام القوة فى العلاقات الدولية 2001-2007"، رسالة ماجستير، منشورة، کلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2009، ص 216.

[xvii]بدأت رسميا يوم 8 أغسطس 2008 بهجوم عسکري من جورجيا على مقاطعتي جنوب أوسيتيا وأبخازيا، وبعدها قامت القوات الروسية بهجوم مضاد سريع على جورجيا. حيث تقع أوسيتيا الجنوبية وسط جورجيا من ناحية الشمال، وحدودها محاذية لجمهورية أوسيتيا الشمالية. غالبية الأوسيت في جمهورية الجنوب هم من المسيحيين. استولت روسيا على أوسيتيا کاملة عام 1878 قسمتها بعد الثورة البلشفية إلى کيانين، ألحق الشمالي بالاتحاد الروسي والجنوبي بجورجيا.

حيث تحول جورجيا دون توحد أوسيتيا الجنوبية والشمالية. وقد بدأ التوتر في العلاقة بين أوسيتيا الجنوبية وجورجيا مع إتجاه الأخيرة إلى الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي. ومع بداية التسعينيات أعلنت أوسيتيا الجنوبية نيتها إعلان المنطقة تابعه للنفوذ الروسي، وهو ما اعترض عليه البرلمان الجورجي، لتبدأ المواجهات بين الانفصاليين في أوسيتيا والشرطة الجورجية ما أسفر عن مقتل أکثر من عشرة.

[xviii] انظر:

Jonas Kjellén, “Russian Electronic Warfare: The role of Electronic Warfare in the Russian Armed Forces”, FOI, September 2018.

[xix]نوران شفيق، "الفضاء الالکترونى وأنماط التفاعلات الدولية"، رسالة ماجستير، غير منشورة، کلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2014، ص 170.

[xx]نوران شفيق، أثر التهديدات الالکترونية على العلاقات الدولية دراسة في أبعاد الأمن الألکتروني، مرجع سابق، ص ص 146-147.

[xxi]کانت القرم جزءًا من روسيا منذ القرن 18، مع أن الروس الإثنيين لم يصبحوا المجموعة السکانية الأکبر في القرم حتى القرن 20. تمتعت القرم بحکم ذاتي تحت اسم جمهورية القرم السوفيتية الاشتراکية ذاتية الحکم منضوية تحت جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراکية من 1921 حتى 1945، إذ قام ستالين بتهجير الأکثرية التترية القرمية وألغى الحکم الذاتي. في 1954، قامت القيادة السوفيتية التي ترأسها نيکيتا خروتشوف بنقل أوبلاست القرم من جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراکية إلى جمهورية أوکرانيا السوفيتية الاشتراکية. لم يُسمح للتتاريين القرميين بالعودة إلى ديارهم، أعيد الحکم الذاتي إلى القرم في السنة الأخيرة من وجود الاتحاد السوفيتي، 1991. ومع وجود توترات انفصالية خلال عقد التسعينات، ظلت القرم جمهورية ذاتية الحکم ضمن أوکرانيا.

وأصبح إقليم القرم ذاتي الحکم جزءًا من أوکرانيا المستقلة منذ 1991. وحالة القرم القانونية کجزء من أوکرانيا اعترفت بها روسيا، التي تعهدت بالحفاظ على وحدة أوکرانيا في مذکرة بودابست للضمانات الأمنية التي وُقعت في 1994. الاتفاقية وقعتها أيضًا الولايات المتحدة والمملکة المتحدة إلى جانب أوکرانيا التي تخلت بموجب هذه الاتفاقية عن أسلحتها النووية. التطورات اللاحقة في القرم ووضع قواعد أسطول البحر الأسود الروسي أضحت مثارًا للتوتر في العلاقات الروسية الأوکرانية.

[xxii]مايکل کوفمان، کاتيا ميجاشيفا، عبر من عمليات روسيا فى شبه جزيرة القرم وشرق أوکرانيا، (کاليفورنيا: مؤسسة راند، 2017)، ص 12.

[xxiii] Ennis, Stephen, “Putin’s RIA Novosti Revamp Prompts Propaganda Fears,” BBC Monitoring, December 9, 2013. As of July 15, 2016:

http://www.bbc.com/news/world-europe-25309139

[xxiv]مايکل کوفمان، کاتيا ميجاشيفا، عبر من عمليات روسيا فى شبه جزيرة القرم وشرق أوکرانيا، مرجع سابق، ص 14.

[xxv]انظر فى ذلک:

Darczewska, Jolanta, The Anatomy of Russian Information Warfare: The Crimean Operation, A Case Study, Warsaw, Poland: Centre for Eastern Studies, Point of View Number 42, May 2014. As of November 6, 2015:

http://www.osw.waw.pl/sites/default/files/the_anatomy_of_russian_information_ warfare.pdf

[xxvi]انظر فى ذلک:

O’Loughlin, John, and Gerard Toal, “Mistrust About Political Motives in Contested Ukraine,” Washington Post, February 13, 2015a. As of November 6, 2015:

 https://www.washingtonpost.com/blogs/monkey-cage/wp/2015/02/13/ mistrust-about-political-motives-in-contested-ukraine/

[xxvii] لمزيد من التفصيل حول تلک الاستطلاعات:

O’Loughlin, John, and Gerard Toal, “The Crimean Conundrum,” open Democracy.net, March 3, 2015b. As of July 28, 2016:

https://www.opendemocracy.net/od-russia/john-o%E2%80%99loughlin-gerard-toal/crimean-conundrum

[xxviii] لمزيد من التفصيل انظر:

Toal, Gerard, and John O’Loughlin, “Russian and Ukrainian Viewers Live on Different Planets,” Washington Post, February 26, 2015. As of August 31, 2016:

https://www.washingtonpost.com/blogs/monkey-cage/wp/2015/02/26/ Russian-and-Ukrainian-tv-viewers-live-on-different-planets/

[xxix]مايکل کوفمان، کاتيا ميجاشيفا، عبر من عمليات روسيا فى شبه جزيرة القرم وشرق أوکرانيا، مرجع سابق، ص ص 29-30.

[xxx]المرجع السابق، ص ص 50-51.

[xxxi] لمزيد من التفصيل:

Hakim, Danny, “Once Celebrated in Russia, the Programmer Pavel Durov Chooses Exile,” New York Times, December 2, 2014. As of November 6, 2015:

http://www.nytimes.com/2014/12/03/technology/once-celebrated-in-russiaprogrammer-pavel-durov-chooses-exile.html

[xxxii]مايکل کوفمان، کاتيا ميجاشيفا. عبر من عمليات روسيا فى شبه جزيرة القرم وشرق أوکرانيا، مرجع سابق، ص ص 52-53.

[xxxiii] بسمة الإتربى، "أساليب غير تقليدية لحروب الإعلام بين موسکو وواشنطن"، اتجاهات الأحداث، يوليو 2017، العدد 22، ص ص 51-52.

[xxxiv]انظر فى ذلک:

Emerson T, Brooking. P. W.  Singer. (November 2016). "War Goes Viral: How Social Media Got Weaponized”, The Atlantic, pp. 70-80.

[xxxv]أليکسى کلينيکوف، "متلازمة أفغانستان: اتجاهات الرأى العام الروسى تجاه التدخل العسکرى فى سوريا"، اتجاهات الاحداث، فبراير 2016، العدد 15، ص 77.

[xxxvi] لمزيد من التفصيل انظر: يورى بارمان، "الاعتماد المتبادل: المحددات الاقتصادية لسياسة روسيا الشرق أوسطية"، اتجاهات الأحداث، يونيو 2017، العدد 21، ص 73.

[xxxvii] أليکسى کلينيکوف، "متلازمة أفغانستان: اتجاهات الرأى العام الروسى تجاه التدخل العسکرى فى سوريا"، مرجع سابق، ص 78.

[xxxviii] Russian participation in the Syrian military conflict, Levada Center, November 6, 2015, accessible at; http://www.levada.ru/en/

وفعلاً قدمت روسيا مقترحاً لاتفاقية دولية للأمن الإلکترونى فى سبتمبر 2011، إلا أنها تضمنت عديداً من النقاط الخلافية التى تتعارض والرؤية الغربية للامن الإلکترونى واستراتيجيات الدفاع من أجل تحقيقه. ويرجع ذلک إلى أن روسيا تماماً کالصين تؤمن بضرورة ضمان سيادة الدولة فى مجال الانترنت، بمعنى احتفاظ الدولة بسيادتها فى الفضاء الإلکترونى کما هو الحال فى المجالات التقليدية. ولذا جاء المقترح يعکس الرؤية الروسية لضرورة تحکم الدول فى المحتوى الذى تم تداوله عبر الانترنت، باعتبار أن فى ذلک ما يمکن الدول من حماية أمنها الإلکترونى. فى حين أن الدول الغربية تدعو إلى حرية تداول المعلومات والتواصل عبر الانترنت کإحدى الحريات الأساسية التى لابد وأن تکفل للمواطنين. انظر: نوران شفيق، "الفضاء الإلکترونى وأنماط التفاعلات الدولية: دراسة فى أبعاد الأمن الإلکترونى"، مرجع سابق، ص 103.
[1]عادل عبدالصادق، اسلحة الفضاء الالکتروني في ضوء القانون الدولي الانساني، (الاسکندرية: وحدة الدراسات المستقبلية، 2017)، ص 69.
[1] Cristina, Carmen. (October 2014). “Cyber Defence in The EU Preparing for cyber warfare?”, European Parliamentary Research Service Briefing, pp 4-5. http://www.europarl.europa.eu/EPRS/EPRS-Briefing-542143-Cyber-defence-in-the-EU-FINAL.pdf
[1]بريکسهو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية  BRICS يتم کتابة المختصر بالعربية "برهجص" لأول الحروف باللغة العربية المکونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهيالبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
[1]ايهاب خليفة، "الدوائر المغلقة: لماذا تتجه الدول لتأسيس شبکات إنترنت وطنية"، اتجاهات الأحداث، فبراير 2015، العدد 7، ص 61.

[1] Patrick Smith, Russian Electronic Warfare: A Growing Threat to U.S. Battlefield Supremacy, American Security Project, April 2020, p. 3.

[1]نوران شفيق، "الفضاء الإلکترونى وأنماط التفاعلات الدولية: دراسة فى أبعاد الأمن الإلکترونى"، مرجع سابق، ص 104.
[1] فى فبراير 2007 أصدر البرلمان فى استونيا قراراً يقضى بازالة کل الأبنية او الرموز المرتبطة بالعقود الخمسة التى کانت فيها استونيا تحت الاحتلال السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية. ومن ضمن ما قضى القانون بازالته هو تمثال برونزى لضابط من الجيش الأحمر (الجيش الوطنى للاتحاد السوفيتى) فى تالين، فى العاصمة الإستونية، کان قد وضع فى استونيا عام 1947 کرمز لفوز الجيش السوفيتى على الجيش النازى. وقد أدى قرار نقل التمثال الى موجات رفض عارمة، وتظاهرات من قبل الروس الموجودين فى استونيا، والذين اتهموا الحکومة الاستونية بأنها بهذا القرار تعيد کتابة التاريخ وتمجد فى النازية. انظر فى ذلک: نوران شفيث، أثر التهديدات الالکترونية على العلاقات الدولية دراسة في أبعاد الأمن الألکتروني، (القاهرة: المکتب العربى للمعارف، 2018)، ص 139.
[1]رغدة الهبى، "الردع السيبرانى: المفهوم والإشکاليات والمتطلبات"، مفاهيم استراتيجية، القاهرة: المرکز العربى لابحاث الفضاء الالکترونى، 2017، ص 6.
[1] Ryan T, Kaminski. (2010). “Escaping the Cyber State of Nature: Cyber Deterrence and International Institutions”, In: C. Czosseck & K. Podins (eds.),Conference on Cyber Conflict Proceedings, Tallinn, Estonia, pp. 80- 82.
[1] إيهاب خليفة، "الحرب السيبرانية.. مراجعة العقيدة العسکرية استعداداً للمعرکة القادمة"، السياسة الدولية، يناير 2018، العدد 211، ص 20.
[1]نوران شفيق، أثر التهديدات الالکترونية على العلاقات الدولية دراسة في أبعاد الأمن الألکتروني، (القاهرة: المکتب العربى للمعارف، 2018)، ص 141.
[1]شبکة بوتنتس تکون على شکل شبکة من الروبوتات الصغيرة تحوي برامج ضارة، حيث أنها لديها القدرة على التحکم في أي جهاز مع عنوان IP بما في ذلک مسجلات الفيديو والکاميرات بالإضافة إلى الأجهزة الاستهلاکية الأخرى وإن تسبب انقطاع الانترنت على نطاق أوسع، وسرقة المعلومات والتجسس، حيث أن بوتنتس تشکل خطراً أمنياً کبيراً على مناطق ذات نطاق واسع في الإنترنت اليوم.
[1] انظر فى ذلک ايضاً: أليس لوماس، "توتر محتدم: التشاحن الأمريکى- الروسى تحت مظلة حلف الناتو"، اتجاهات الأحداث، يوليو 2015، العدد 12، ص ص 77-79.
[1]نوران شفيق، أثر التهديدات الالکترونية على العلاقات الدولية دراسة في أبعاد الأمن الألکتروني، مرجع سابق، ص 143.
[1]ولم تتوقف فقط العديد من المواقع الالکترونية فى جورجيا عن العمل، وإنما توقفت معظم شبکات الانترنت لأنها تعتمد بدرجة کبيرة على کابلات الألياف الضوئية التى تمر عبر روسيا، والتى أنفقت عليها کل من روسيا والهند والصين عشرات البلايين من الدولارات لمد شبکة الانترنت فى معظم انحاء اسيا وافريقيا، ليس فقط لتقديم خدمة يمکن أن تدر على تلک الدول دخلاً مالياً مرتفعاً کما يظن البعض، وهو الأهم أن تصبح تلک الدول هى المتحکمة فى حرکة تشغيل الانترنت التى تعتمد بشکل رئيسى على تلک الکابلات، والتى أصبح من يمکلها أو تمر من خلال أرضة يملک قوة استراتيجية لا يمکن الاستهانه بها، ولم تکن معظم هذه الهجمات تدار من قبل القيادة العسکرية الروسية کما قد يتبادر الى الذهن، ولکن الکثير منها تم الإعداد لها علناً بين المتعاطفين مع روسيا من قراصنة الانترنت الروس "الهاکرز" قد تنادوا منذ فترة تحت شعارات مثل "قف مع بلدک ياأخى" أو "من أجل حماية روسيا والدفاع عنها"، أو ما شابه من شعارات، واندلعت الحرب قد ان تندلع العمليات العسکرية عبر الفضاء الالکترونى. انظر: عادل عبد الصادق الجخة، "أثر الإرهاب الإلکترونى على مبدأ إستخدام القوة فى العلاقات الدولية 2001-2007"، رسالة ماجستير، منشورة، کلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2009، ص 216.
[1]بدأت رسميا يوم 8 أغسطس 2008 بهجوم عسکري من جورجيا على مقاطعتي جنوب أوسيتيا وأبخازيا، وبعدها قامت القوات الروسية بهجوم مضاد سريع على جورجيا. حيث تقع أوسيتيا الجنوبية وسط جورجيا من ناحية الشمال، وحدودها محاذية لجمهورية أوسيتيا الشمالية. غالبية الأوسيت في جمهورية الجنوب هم من المسيحيين. استولت روسيا على أوسيتيا کاملة عام 1878 قسمتها بعد الثورة البلشفية إلى کيانين، ألحق الشمالي بالاتحاد الروسي والجنوبي بجورجيا.
حيث تحول جورجيا دون توحد أوسيتيا الجنوبية والشمالية. وقد بدأ التوتر في العلاقة بين أوسيتيا الجنوبية وجورجيا مع إتجاه الأخيرة إلى الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي. ومع بداية التسعينيات أعلنت أوسيتيا الجنوبية نيتها إعلان المنطقة تابعه للنفوذ الروسي، وهو ما اعترض عليه البرلمان الجورجي، لتبدأ المواجهات بين الانفصاليين في أوسيتيا والشرطة الجورجية ما أسفر عن مقتل أکثر من عشرة.
[1] انظر:
Jonas Kjellén, “Russian Electronic Warfare: The role of Electronic Warfare in the Russian Armed Forces”, FOI, September 2018.
[1]نوران شفيق، "الفضاء الالکترونى وأنماط التفاعلات الدولية"، رسالة ماجستير، غير منشورة، کلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2014، ص 170.
[1]نوران شفيق، أثر التهديدات الالکترونية على العلاقات الدولية دراسة في أبعاد الأمن الألکتروني، مرجع سابق، ص ص 146-147.
[1]کانت القرم جزءًا من روسيا منذ القرن 18، مع أن الروس الإثنيين لم يصبحوا المجموعة السکانية الأکبر في القرم حتى القرن 20. تمتعت القرم بحکم ذاتي تحت اسم جمهورية القرم السوفيتية الاشتراکية ذاتية الحکم منضوية تحت جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراکية من 1921 حتى 1945، إذ قام ستالين بتهجير الأکثرية التترية القرمية وألغى الحکم الذاتي. في 1954، قامت القيادة السوفيتية التي ترأسها نيکيتا خروتشوف بنقل أوبلاست القرم من جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراکية إلى جمهورية أوکرانيا السوفيتية الاشتراکية. لم يُسمح للتتاريين القرميين بالعودة إلى ديارهم، أعيد الحکم الذاتي إلى القرم في السنة الأخيرة من وجود الاتحاد السوفيتي، 1991. ومع وجود توترات انفصالية خلال عقد التسعينات، ظلت القرم جمهورية ذاتية الحکم ضمن أوکرانيا.
وأصبح إقليم القرم ذاتي الحکم جزءًا من أوکرانيا المستقلة منذ 1991. وحالة القرم القانونية کجزء من أوکرانيا اعترفت بها روسيا، التي تعهدت بالحفاظ على وحدة أوکرانيا في مذکرة بودابست للضمانات الأمنية التي وُقعت في 1994. الاتفاقية وقعتها أيضًا الولايات المتحدة والمملکة المتحدة إلى جانب أوکرانيا التي تخلت بموجب هذه الاتفاقية عن أسلحتها النووية. التطورات اللاحقة في القرم ووضع قواعد أسطول البحر الأسود الروسي أضحت مثارًا للتوتر في العلاقات الروسية الأوکرانية.
[1]مايکل کوفمان، کاتيا ميجاشيفا، عبر من عمليات روسيا فى شبه جزيرة القرم وشرق أوکرانيا، (کاليفورنيا: مؤسسة راند، 2017)، ص 12.
[1] Ennis, Stephen, “Putin’s RIA Novosti Revamp Prompts Propaganda Fears,” BBC Monitoring, December 9, 2013. As of July 15, 2016:
http://www.bbc.com/news/world-europe-25309139
[1]مايکل کوفمان، کاتيا ميجاشيفا، عبر من عمليات روسيا فى شبه جزيرة القرم وشرق أوکرانيا، مرجع سابق، ص 14.
[1]انظر فى ذلک:
Darczewska, Jolanta, The Anatomy of Russian Information Warfare: The Crimean Operation, A Case Study, Warsaw, Poland: Centre for Eastern Studies, Point of View Number 42, May 2014. As of November 6, 2015:
[1]انظر فى ذلک:
O’Loughlin, John, and Gerard Toal, “Mistrust About Political Motives in Contested Ukraine,” Washington Post, February 13, 2015a. As of November 6, 2015:
 https://www.washingtonpost.com/blogs/monkey-cage/wp/2015/02/13/ mistrust-about-political-motives-in-contested-ukraine/
[1] لمزيد من التفصيل حول تلک الاستطلاعات:
O’Loughlin, John, and Gerard Toal, “The Crimean Conundrum,” open Democracy.net, March 3, 2015b. As of July 28, 2016:
https://www.opendemocracy.net/od-russia/john-o%E2%80%99loughlin-gerard-toal/crimean-conundrum
[1] لمزيد من التفصيل انظر:
Toal, Gerard, and John O’Loughlin, “Russian and Ukrainian Viewers Live on Different Planets,” Washington Post, February 26, 2015. As of August 31, 2016:
https://www.washingtonpost.com/blogs/monkey-cage/wp/2015/02/26/ Russian-and-Ukrainian-tv-viewers-live-on-different-planets/
[1]مايکل کوفمان، کاتيا ميجاشيفا، عبر من عمليات روسيا فى شبه جزيرة القرم وشرق أوکرانيا، مرجع سابق، ص ص 29-30.
[1]المرجع السابق، ص ص 50-51.
[1] لمزيد من التفصيل:
Hakim, Danny, “Once Celebrated in Russia, the Programmer Pavel Durov Chooses Exile,” New York Times, December 2, 2014. As of November 6, 2015:
[1]مايکل کوفمان، کاتيا ميجاشيفا. عبر من عمليات روسيا فى شبه جزيرة القرم وشرق أوکرانيا، مرجع سابق، ص ص 52-53.
[1] بسمة الإتربى، "أساليب غير تقليدية لحروب الإعلام بين موسکو وواشنطن"، اتجاهات الأحداث، يوليو 2017، العدد 22، ص ص 51-52.
[1]انظر فى ذلک:
Emerson T, Brooking. P. W.  Singer. (November 2016). "War Goes Viral: How Social Media Got Weaponized”, The Atlantic, pp. 70-80.
[1]أليکسى کلينيکوف، "متلازمة أفغانستان: اتجاهات الرأى العام الروسى تجاه التدخل العسکرى فى سوريا"، اتجاهات الاحداث، فبراير 2016، العدد 15، ص 77.
[1] لمزيد من التفصيل انظر: يورى بارمان، "الاعتماد المتبادل: المحددات الاقتصادية لسياسة روسيا الشرق أوسطية"، اتجاهات الأحداث، يونيو 2017، العدد 21، ص 73.
[1] أليکسى کلينيکوف، "متلازمة أفغانستان: اتجاهات الرأى العام الروسى تجاه التدخل العسکرى فى سوريا"، مرجع سابق، ص 78.
[1] Russian participation in the Syrian military conflict, Levada Center, November 6, 2015, accessible at; http://www.levada.ru/en/