أثر اقتصاد الظل على کل من التضخم وايرادات الضرائب في مصر خلال الفترة من 1996 – 2017

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الاقتصاد ، کلية التجارة ، جامعة المنصورة

المستخلص

    يمثل اقتصاد الظل نسبة لا يستهان بها في معظم الاقتصادات في الوقت الحالي ومنها مصر، وهذا ينعکس سلبا على الاقتصاد القومي، حيث يؤدي اقتصاد الظل إلى تآکل القاعدة الضريبية ومن ثم انخفاض الايرادات الضريبية، نظرا لأنه لا يمکن فرض ضريبة عليه، مما يضطر الحکومات إلى اللجوء إلى طرق أخرى لتمويل نفقاتها. وتبعا لذلک، يوفر زيادة حجم اقتصاد الظل الدافع لتحويل مصادر الإيرادات من الضرائب إلى التمويل من خلال ضريبة التضخم، تمشيا مع الدافع لتمويل النفقات العامة. وتهدف هذه الدراسة، الى تحديد أثر اقتصاد الظل کمتغير مستقل من ناحية على کلا من التضخم والايرادات الضريبية کمتغيرات تابعة من ناحية اخرىفي مصر خلال الفترة 1996-2017وذلک باستخدام طريقة المربعات الصغرى (OLS). وقد توصلت الدراسة وفقا لنتائج النموذج القياسي إلى: وجود أثر معنوي إيجابيلاقتصاد الظل على التضخم في مصر، بينما کان الاثر معنوي سلبي لاقتصاد الظل على الايرادات الضريبية.
 
Abstract:
    The shadow economy represents a significant proportion in most economies at the moment, including Egypt, and this reflects negatively on the national economy, where the shadow economy erodes the tax base and then reduces tax revenues, since it cannot be taxed, therefore forcing governments to resort to other ways to finance their expenditures. Accordingly, increasing the size of the shadow economy provides the impetus for converting sources of revenue from taxes to financing through inflation tax, in line with the motivation to finance public expenditures. The aim of the study is to determine the impact of the hidden economy as an independent variable on both inflation and tax revenues as dependent variables in Egypt during the period 1996-2017 using the least squares method (OLS method). According to the results of the econometric model, the study found a significant positive effect of the shadow economy on inflation in Egypt, while the effect of the shadow economy on tax revenues was negative.
 

نقاط رئيسية

تتجاوز تقديرات حجم القطاع غير الرسمي، أو اقتصاد الظل، حوالي 40٪ في معظم الاقتصادات النامية (Gerxhani, 2004b; La Porta & Shleifer, 2008; Schneider, 2005, 2007; Schneider & Enste, 2000). وفي مصر، تشير بيانات الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء (2014) الى تزايد حجم اقتصاد الظل في مصر، لتصل لنحو 30% من حجم الناتج المحلي الاجمالي. کما تشير البيانات الى اتجاه هذا النوع من الاقتصاد الى التزايد، خاصة بعد ثورة يناير 2011.  ووفقا لهذه الارقام فإن نسبة کبيرة من الإنتاج، بحکم تعريفها، لا يمکن ببساطة فرض ضرائب عليها، لأنها لا تزال غير معلنة وغير مسجلة. ويمثل هذا التآکل في القاعدة الضريبية تحديًا کبيرًا للتمويل الحکومي. ونتيجة لذلک، يتعين على الحکومات إيجاد مصادر إيرادات بديلة لتمويل النفقات العامة، والذي يعد التمويل التضخمي (فرض ضريبة التضخم من خلال فرض ضرائب اضافية على الافراد والشرکات في القطاع الرسمي، فضلا عن رسوم الاصدار النقدي الجديد) هو أحد هذه المصادر (Cavalcanti and Villamil (2003))، ونظرا لان اقتصاد الظل يقوم على استخدام النقد في المعاملات، ومن ثم فهناک مفاضلة بين ضريبة الدخل وضريبة التضخم. ومن ثم فانه يمکن لمعدل الفائدة الاسمي الإيجابي أن يوازن جزئياً بين معدلات الضرائب على السلع عن طريق إعادة توزيع عبء الضريبة من ضريبة الدخل إلى ضريبة التضخم على المعاملات النقدية في اقتصاد الظل (Roubini and Martin, 1995). لذا تواجه الحکومات التي تتعامل مع قطاع غير رسمي کبير حافزًا لتحويل مصادر الإيرادات من الاعتماد على الضرائب إلى الاعتماد على مصادر اخري قد تکون ضريبة التضخم.

الكلمات الرئيسية


المقدمة:

تتجاوز تقديرات حجم القطاع غير الرسمي، أو اقتصاد الظل، حوالي 40٪ في معظم الاقتصادات النامية (Gerxhani, 2004b; La Porta & Shleifer, 2008; Schneider, 2005, 2007; Schneider & Enste, 2000). وفي مصر، تشير بيانات الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء (2014) الى تزايد حجم اقتصاد الظل في مصر، لتصل لنحو 30% من حجم الناتج المحلي الاجمالي. کما تشير البيانات الى اتجاه هذا النوع من الاقتصاد الى التزايد، خاصة بعد ثورة يناير 2011.  ووفقا لهذه الارقام فإن نسبة کبيرة من الإنتاج، بحکم تعريفها، لا يمکن ببساطة فرض ضرائب عليها، لأنها لا تزال غير معلنة وغير مسجلة. ويمثل هذا التآکل في القاعدة الضريبية تحديًا کبيرًا للتمويل الحکومي. ونتيجة لذلک، يتعين على الحکومات إيجاد مصادر إيرادات بديلة لتمويل النفقات العامة، والذي يعد التمويل التضخمي (فرض ضريبة التضخم من خلال فرض ضرائب اضافية على الافراد والشرکات في القطاع الرسمي، فضلا عن رسوم الاصدار النقدي الجديد) هو أحد هذه المصادر (Cavalcanti and Villamil (2003))، ونظرا لان اقتصاد الظل يقوم على استخدام النقد في المعاملات، ومن ثم فهناک مفاضلة بين ضريبة الدخل وضريبة التضخم. ومن ثم فانه يمکن لمعدل الفائدة الاسمي الإيجابي أن يوازن جزئياً بين معدلات الضرائب على السلع عن طريق إعادة توزيع عبء الضريبة من ضريبة الدخل إلى ضريبة التضخم على المعاملات النقدية في اقتصاد الظل (Roubini and Martin, 1995). لذا تواجه الحکومات التي تتعامل مع قطاع غير رسمي کبير حافزًا لتحويل مصادر الإيرادات من الاعتماد على الضرائب إلى الاعتماد على مصادر اخري قد تکون ضريبة التضخم.

على انه يلاحظ، ان الحکومات لم تقم بدراسة واختبار أثر ما تقوم به من تعديل للتضخم والضرائب وفقًا لحجم اقتصاد الظل. وقد قامت معظم الدراسات بتقديم نماذج وتقديرات للمستويات المثلى للتضخم والضرائب التي ينطوي عليها حجم معين من اقتصاد الظل، او ان التقديرات الکمية تعتمد إما على المقارنة بين بلدين، أو يتم عرضها دون الإشارة إلى أمثلة من العالم الحقيقي. على انه يلاحظ ان تلک التقديرات افتراضية، حيث يتم وصف العلاقة بين حجم اقتصاد الظل ومستويات التضخم والضرائب؛ دون تحديد العلاقة الفعلية بينهم. نظرًا لعدم وجود سبب للاعتقاد بأن الحکومات سوف تتجه نحو تعظيم الرفاهية من حيث المبدأ، فمن المحتمل أن تنحرف السياسات الفعلية عن المستوى الأمثل، ومن ثم لا يمکن استخدام تلک التقديرات للتنبؤ بالتضخم والضرائب.

ومن ثم تهدف هذه الدراسة إلى معالجة هذه المشکلة من خلال إجراء اختبار منهجي لأثر حجم اقتصاد الظل على کل من التضخم وايرادات الضرائب في مصر. وبتعبير أدق، نحن نختبر الفرضية القائلة بأن اقتصاد الظل يجب أن ينحرف بالتمويل الحکومي من الضرائب إلى التضخم. ولهذا الغرض، نستخدم بيانات عن مصر لمدة 21 سنة (1996-2017)، مع تطبيق أساليب الاقتصاد القياسي. ومن خلال القيام بذلک، فنحن نقدم تقديرات کمية للتغيرات الفعلية في التضخم وايرادات الضرائب والناتجة عن حجم اقتصاد الظل. وبالتالي فإننا نقوم بإجراء تحليل اقتصادي لأثر اقتصاد الظل على التضخم وايرادات الضرائب.

ومن هنا، سوف نتناول في هذه الدراسة من خلال الاقسام التالية، تعريف اقتصاد الظل بالإضافة الى اساليب قياسه وتطوره في مصر. يلي ذلک، مناقشة علاقة التمويل العام بکل من الضرائب والتضخم، ومدى ارتباط ذلک باقتصاد الظل وذلک باستخدام نموذج بسيط يؤکد على أن العلاقة لا تستند إلى افتراض ان الحکومة تستهدف تعظيم الرفاهية في المجتمع. يلي ذلک وصف البيانات المستخدمة في القياس وآلية القياس المستخدمة، يتبع ذلک عرض النتائج التي تم التوصل اليها وفي النهاية نقدم نتائج الدراسة.

تعريف اقتصاد الظل:

      مازال تعريف اقتصاد الظل محل نقاش، فقد کان اول من صاغه کيث هارت (Hart, 1973) في بحثه عام 1973، ويرجع اساس هذا التعبير الى التمييز بين العمل الرسمي والعمل غير الرسمي، فقد عرفها بأنها العمالة التي تعمل خارج القطاع الرسمي. بينما (Schneider and Enste (2000))، يُعرَّفها عمومًا بأنه "الأنشطة الاقتصادية التي تساهم في الناتج القومي الإجمالي المحسوب رسميًا (أو الملحوظ) ولکنها غير مسجلة حاليًا." هذا التعريف يحدد السمة الرئيسية لاقتصاد الظل الذي يهم دراستنا: بأنها غير مسجلة، وبالتالي فإنها تتهرب من الضرائب او بأنه "جميع الإنتاج القانوني للسلع والخدمات القائم على السوق والتي يتم إخفاؤها عمداً عن السلطات العامة لتجنب دفع ضرائب الدخل أو القيمة المضافة أو الضرائب الأخرى ؛ ولتجنب دفع اشتراکات الضمان الاجتماعي؛ عدم الاضطرار إلى تلبية بعض المعايير القانونية لسوق العمل، مثل الحد الأدنى للأجور، الحد الأقصى لساعات العمل، ومعايير السلامة، وما إلى ذلک؛ والامتثال لإجراءات إدارية معينة، مثل ملء الاستبيانات الإحصائية أو النماذج الإدارية. وفي تقرير للبنک الدولي، يرى (Perry et al. (2007)) أن "مصطلح غير الرسمي يعني أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين". ومع ذلک، يؤکد الکل على ان، عدم دفع الضرائب هي أحد الخصائص الاساسية التي ترتبط عادة بالمفهوم، وهي الميزة الرئيسية التي تحدد الآليات التي ندرسها هنا.

وضع اقتصاد الظل في مصر:

 يمثل اقتصاد الظل حوالي 30% من العملية الاقتصادية في مصر وفقا لبيانات الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء(2014). بينما يقدر نصيب المعاملات الاقتصادية غير الرسمية من إجمالي الاقتصاد المصري بما يتراوح بين 50 إلى 60% من الناتج المحلي الإجمالي (Schneider,2010) ، وأن أکثر من 60% من الوظائف التي تم خلقها في الفترة ما بين 2006 و2010 کانت ضمن أنشطة اقتصاد الظل طبقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول مصر (2012)(UNDP,2012). وبلغ عدد العاملين فيه نسبة 51,2% وفقاً لمنظمة العمل الدولية(ILO) وهناک من يرى أنه يزيد على ذلک إذا أضيف إليها حجم الأنشطة غير المشروعة کتجارة المخدرات وغيرها، ويمکن أن نتخيل وزن هذا القطاع في الاقتصاد المصري والدور الذي يمکن أن يلعبه.

ويشير التقرير الصادر عن البنک الدولي (World Bank Group,2018) أن حجم التعاملات في اقتصاد الظل في مصر عام 2015 تتراوح ما بين 1,2 : 1,5  ترليون جنيه , وارتفعت نسبة الأسواق غير المسجلة في هذا العام إلي 1999 سوق. وحدد البنک الدولي نسبة المؤسسات غير الرسمية عام 2016 نسبة 43%.

وتعدد اسباب اقتصاد الظل في مصر، والتي ترجع الى انتشار البطالة وارتفاع معدل التضخم وتدني مستويات الاجور، فضلا عن تزايد الاعباء الضريبية وانتشار البيروقراطية وتعدد الاجهزة الرقابية وتداخل اختصاصاتها.

حجم اقتصاد الظل في مصر:

يواجه قياس حجم اقتصاد الظل العديد من الصعوبات، خاصة في ظل افتراض أن معظم تعاملاته تتم بالنقد، وتجنبه للإجراءات والشروط التنظيمية، فضلا عن تضارب اهدافه وتوجهاته. ورغم هذا حاولت العديد من الدراسات قياس حجم اقتصاد الظل في العديد من الدول وباستخدام طرق مختلفة، ويمکن عرض اهم هذه الطرق من خلال الجدول التالي:

جدول رقم (1) اهم الطرق المستخدمة لقياس اقتصاد الظل

الدراسة

طرق التقدير

نطاق الدراسة

DOXA-ISFOL(1975)

مدخل سوق العمل

إيطاليا

ISTAT(1975)

مدخل سوق العمل

إيطاليا

Fiege(1979)

أسلوب المبادلات Method Transactions

الولايات المتحدة
الأمريکية

Contini(1981)

الفرق بين القوى العاملة الرسمية والفعلية

 

Pommerehne & Frey(1982)

مدخل الفروق بين الدخل والإنفاق

المملکة المتحدة ودول أخرى

Pommerehne & Frey(1982)

أسلوب الوحدات النقدية ذات القيم المرتفعة DenominationsLarge

المملکة المتحدة

Tanzi(1982)

أسلوب التهرب الضريبي (الطلب على العملة)

الولايات المتحدة
الأمريکية

Greenfield(1993)

مدخل المراجعات الضريبية

الولايات المتحدة
الأمريکية

Cagan, Gutmann, Tanzi,(1958-1977)

نهج الطلب على العملات (CDA)

تنزانيا

Kaufmann and Kaliberda(1996)

مدخل استهلاک الکهرباء

 

Gyomai and van de Ven(2014)

نظام إحصاءات الحسابات القومية

OECD

Schneider(2009-2018)

نموذج (MIMC) ويسمى نموذج تعدد الأسباب وتعدد المؤشرات

158 دولة متقدمة ونامية

المصدر: اعداد الباحث.

وقد وفر (Schneider et al. (2018)) مجموعة بيانات کبيرة عن نشاط اقتصاد الظل. ومن المزايا الرئيسية لمجموعة البيانات الخاصة بهم تغطية عدد کبير من البلدان. فضلا عن أنه تم استخدام تلک البيانات في العديد من المنظمات الدولية(البنک الدولي, وصندوق النقد الدولي)  والدراسات حول محددات ونتائج اقتصاد الظل. ونظرًا لأنه أصبح قياسيًا الآن، فإننا نستخدمه کمصدر للبيانات في نموذج التقدير في الدراسة.

لقد قدر (Schneider et al. (2018)) حجم اقتصاد الظل باستخدام طريقة (MIMIC) (Multiple Indicators Multiple Causes)(مؤشرات متعددة ، أسباب متعددة). وتعتمد هذه الطريقة على استنتاج حجم اقتصاد الظل من خلال افتراض سلسلة من العلاقات بين اقتصاد الظل ومجموعة من الأسباب أو العوامل المحددة التي يمکن ملاحظتها من جهة وبين اقتصاد الظل وما يمثله من اثار من جهة اخرى أخرى ((Loayza, 1997)).

ويعتمد النموذج (MIMIC)على مجموعة متنوعة من المتغيرات يمکن عرضها في الشکل التالي:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم(1) المتغيرات المؤثرة في اقتصاد الظل وفقا لنموذج (MIMIC)

وقد قدم (Schneider,2018) تقديرات لحجم اقتصاد الظل في العديد من دول العالم ومنها مصر. ونستعرض فيما يلي حجم اقتصاد الظل في مصر وفقا لذلک النموذج:

 

جدول رقم (2) حجم اقتصاد الظل کنسبة من الناتج المحلي الاجمالي باستخدام نموذج  (MIMIC)

السنة

حجم اقتصاد الظل کنسبة من الناتج المحلي الاجمالي

 

 

 

السنة

حجم اقتصاد الظل کنسبة من الناتج المحلي الاجمالي

1990

57.54

 

2004

85.91

1991

57.8

 

2005

47.45

1992

34.89

 

2006

20.3

1993

37.013

 

2007

43.37

1994

23.35

 

2008

44.18

1995

24.07

 

2009

22.95

1996

33.72

 

2010

34.06

1997

27.42

 

2011

7.72

1998

42.07

 

2012

34.84

1999

18.71

 

2013

31.71

2000

44.11

 

2014

114.09

2001

35.97

 

2015

43.69

2002

46.58

 

2016

41

2003

34.2

 

2017

39

المصدر: WP/18/17)2018IMF Working Papers(

ويلاحظ من الجدول السابق ان اقتصاد الظل يمثل نسبة لا يستهان بها في الاقتصاد المصري، ومن ثم فإننا سنحاول دراسة أثر ذلک على کل من الايرادات الضريبية والتضخم في مصر.

(1)        علاقة اقتصاد الظل بکل من الايرادات الضريبية والتضخم في الادبيات الاقتصادية:

من الناحية النظرية، تعود فکرة أن ضريبة التضخم يمکن استخدامها لفرض ضرائب على اقتصاد الظل إلى (Canzoneri and Rogers (1990). بعد ذلک، طبّق (Nicolini (1998), Cavalcanti and Villamil (2003) )، و (Koreshkova (2006) ) الدافع المالي العام للتضخم الذي طرحه (Bailey (1956)) و (Phelps (1973)) ليشيروا الى إن استخدام ضريبة التضخم لتمويل النفقات العامة قد يکون الأمثل في وجود اقتصاد ظل کبير. وقد استخدم (Roubini and Martin (1995) Ve´gh (1989), ) و (Blackburn and Powell (2011) ) حججاً مماثلة في حالة تحصيل الضرائب غير المؤکدة. وتعتبر السمة المشترکة لهذه المساهمات، هي أنها تطبق على ضريبة التضخم مبادئ الضرائب المثلى، مما يعني ضمناً أن تکلفة الرفاهية الحدية للتضخم وتکلفة الرفاهية الحدية للضرائب يجب أن يتعادلان لتعظيم الرفاهية. ومن ثم فإنه في ظل وجود نفقات عامة إيجابية واقتصاد الظل، فإن القاعدة تفترض ضمنا معدل تضخم إيجابي. علاوة على ذلک، فإنه يشير إلى أن معدل التضخم يزداد مع زيادة حجم اقتصاد الظل، في حين تنخفض ايرادات الضرائب تبعا لذلک.

إن الدافع وراء أهمية مقايضة ضريبة التضخم بدلا من ضريبة الدخل في صنع السياسات في البلدان الفقيرة هو: أولاً، ان البلدان الفقيرة لديها اقتصادات ظل أکبر بکثير من الدول المتقدمة. ثانياً، معدلات التضخم أکثر تشتتًا وأعلى باستمرار في البلدان الفقيرة.

ويلاحظ، ان الحکومات لم تقم بدراسة واختبار أثر ما تقوم به من تعديل للتضخم والضرائب وفقًا لحجم اقتصاد الظل. وقد قدم کلا من (Nicolini (1998), Cavalcanti and Villamil, (2003), and Koreshkova, (2006) ) تقييمات کمية ذات صلة بالتمويل العام. فضلا عن تقديم نماذج وتقديرات للمستويات المثلى للتضخم والضرائب التي ينطوي عليها حجم معين من اقتصاد الظل. کما تمکن (Koreshkova, (2006)) من ارجاع فجوة التضخم بين الولايات المتحدة وبيرو من خلال الترکيز على الفرق في حجم اقتصادات الظل. ومع ذلک، فإن التقديرات الکمية تعتمد إما على المقارنة بين بلدين، مثل (Koreshkova, (2006))، أو يتم عرضها دون الإشارة إلى أمثلة من العالم الحقيقي، مثل (Nicolini, (1998), Cavalcanti and Villamil (2003),).

تمشيا مع فرضيتنا، نجد دليلا على أن اقتصاد الظل له آثار کبيرة وقوية على کل من التضخم والضرائب، حتى بعد التحکم في متغيرات الاقتصاد الکلي الرئيسية. بتعبير أدق، نلاحظ أن التضخم يزداد مع حجم اقتصاد الظل بينما تنخفض ايرادات الضرائب في نفس الوقت.

ويلاحظ انه اثناء محاولاتنا لفهم طبيعة ما يمارسه اقتصاد الظل من آثار على الاقتصاد الکلي، فإن النتائج التي تم التوصل اليها تمس عدة مجالات عامة للأدب الاقتصادي. أولاً، انها توسع من نطاق معرفتنا بالعلاقة بين الضرائب واقتصاد الظل. حيث يؤکد البحث النظري والتطبيقي، من خلال دراسات کل من Ihrig and Moe (2004), Norris, Gradstein, and Inchauste (2008)) )، أن زيادة عبء الضرائب تدفع الشرکات إلى الخروج من القطاع الرسمي, بينما تشير نتائج هذه الدراسة إلى وجود أثر عکسي من اقتصاد الظل على حصيلة الضرائب. ثانيًا، من خلال إظهار أن تزايد حجم اقتصاد الظل ينتج عنه تخفيض في حصيلة الضرائب (Acemoglu (2005), and Vindigni (2011) )، ما يجعل هذه الدراسة تساهم في معرفتنا بالعوامل المؤثرة في الايرادات الضريبية. ثالثًا، يساهم في البحث حول محددات التضخم ورسوم اصدار النقود (Edwards and Tabellini (1991), Cukierman ,et al  (1992)). وقد وثقت العديد من الدراسات وجود علاقة قوية بين عدم الاستقرار السياسي والتضخم. ففي دراسة لـ (Cukierman et al. (1992) ) اوضح ان عدم الاستقرار السياسي يعطي الحکومات حافزا لتأخير الإصلاحات التي من شأنها تحسين کفاءة النظام الضريبي. ايضا في دراسة اخرى لـ (Huang and Wei (2006)) اوضح ان التضخم يرتبط بکفاءة النظام الضريبي. ومع ذلک، لم تقدم دراسة کل من (Cukierman et al. (1992) Huang and Wei (2006)) اي دليل على وجود علاقة بين کفاءة النظام الضريبي والتضخم. ومن ثم فإننا سنحاول من خلال هذه الدراسة علاج هذه الفجوة، من خلال اثبات ان انخفاض کفاءة النظام الضريبي ومن ثم انخفاض الايرادات الضريبية يدفع الحکومات الى البحث عن مصادر اخري منها التمويل التضخم.

نموذج الدراسة:

لوصف أثر اقتصاد الظل على ميزانية الحکومة، دعونا نفترض وجود حکومة يجب أن تمول مستوى معينًا من الإنفاق العام (G) باستخدام أداتين، ضريبة ثابتة على الإنتاج بمعدل (t)، ورسوم اصدار النقود. وبافتراض، ان حجم اقتصاد الظل هو نسبة (Ǿ) من إجمالي الناتج المحلي. وبما أنه لا يمکن فرض ضريبة على إنتاج الظل، فإن الإيرادات الضريبية على الإنتاج تساوي () . فإذا قمنا بالإشارة إلى إيرادات الرسوم من اصدار النقود بالرمز (Q)، فستکون معادلة قيد ميزانية الحکومة کما يلي:

 

ويمکن العثور على المتغيرات الخاصة بقيود الميزانية في العديد من الدراسات

(Cukierman et al. (1992), Edwards and Tabellini (1991), Cavalcanti and Villamil (2003), Koreshkova (2006), Prado (2011)  وتکمن الميزة المشترکة في هذه الدراسات في الافتراض بأن اقتصاد الظل يؤدي إلى تآکل القاعدة الضريبية.

    ولإدراج رسوم اصدار النقود في النموذج، فإننا سنفترض أن الطلب على النقود يوصف بالمعادلة الکمية التالية:

 

حيث تشير M إلى کمية النقود، P مستوى الاسعار، و k ثابت (نسبة التفضيل النقدي). على انه يمکننا اعادة صياغة المعدلة السابقة بالشکل التالي:

 

حيث π    تعني معدل التضخم، و g معدل نمو الإنتاج.

من (2) و (3)، يمکن عندئذٍ إعادة صياغة الإيرادات الحقيقية الناتجة من رسوم اصدار النقود على النحو التالي:

 

     وبافتراض أن تکاليف الضرائب والتضخم تزداد، وأن التکاليف الحدية تتزايد أيضًا. کما أننا نشير إلى تکلفة تمويل الميزانية بأنها ليست ثابتة او ساکنة أو انها مقدار الانخفاض في الرفاهية الاجتماعية بحيث تظل عامة او متغيرة قدر الإمکان. وکما يلاحظ (Mankiw (1987))، أن تزداد التکلفة الحدية الاجتماعية عادة مع زيادة الإيرادات. ومع ذلک، فقد تعکس تکلفة الضرائب والتضخم أيضًا التکلفة السياسية والإدارية لزيادة الإيرادات. وهنا مرة أخرى، من البديهي افتراض أن التکاليف الحدية في حالة زيادة، فعلى سبيل المثال، سوف تؤدي زيادة الضرائب والتضخم الى انخفاض شعبية الحکومة والثقة فيها ويزيد من احتمال الإطاحة بها أو لأنها تتطلب زيادة الرقابة والإشراف. وکنتيجة لذلک، يتم تحديد الخسارة المرتبطة بالضرائب بواسطة () مع الاخذ في الاعتبار ان کلا من () و (). وبالمثل، فإن الخسارة المرتبطة بالتضخم تعطى بواسطة () وان کلا من () و (). 

     فضلا عن ذلک، تحتاج الحکومة إلى تمويل نفقاتها (G)، لکنها ترغب في تقليل التکلفة الإجمالية لتمويلها. هذه التکاليف قد تعکس الانخفاض في الرفاهية أو التکاليف السياسية. ويشير (Barro (1979)) إلى أن النظام السياسي المتبع داخل الدولة ينعکس على حجم التکلفة التي يتحملها النظام في حالة الرغبة في زيادة الإيرادات سواء من خلال فرض الضرائب او اصدار نقود جديدة.

   على انه يجب ان نلاحظ أيضًا أن السلوک الذي نفترضه قد لا يتعارض مع ما يهدف اليه المسئول عن التخطيط. على سبيل المثال، أظهر (Kimbrough, 1986) أنه إذا کان المال مدخل وسيط يساعد المستهلکين على اجراء معاملاتهم، فلن يستخدم المخطط الاجتماعي ضريبة التضخم. في هذه الحالة، سيکون النموذج متسقًا فقط مع الاهداف الذاتية.

    وباستبدال رسوم اصدار النقود على النحو الوارد في المعادلة رقم (4) بقيمتها في المعادلة رقم(1):

 

يتضمن الشرط الاول لتحقيق الأمثلية هنا في:  

 

وبتطبيق الدالة الضمنية على الشرط المذکور أعلاه، مع التذکير بالافتراض المتعلق بالمشتقات الثانية لعائدات f و h:

                                     (7a)

                                      (7b)

وفقا لذلک، فإن معدل التضخم هو دالة متزايدة في نسبة اقتصاد الظل، في حين أن نسبة الضرائب في الناتج المحلي الإجمالي هي دالة متناقصة في نسبة اقتصاد الظل. نستنتج بداهة من هذه النتيجة هو أن زيادة نسبة اقتصاد الظل يؤدي إلى تآکل القاعدة الضريبية. ونتيجة لذلک، تزداد الخسارة الحدية لتحصيل دولار واحد من عائدات الضرائب، مما يعطي الحکومة حافزًا لاستبدال الإيرادات من ضريبة الدخل بالإيرادات من اصدار النقود. وبالتالي، ينتج عن تزايد حجم اقتصاد الظل معدل تضخم أعلى وانخفاض نسبة الضرائب في الناتج المحلي الإجمالي.

ان النتيجة التي تم التوصل اليها هي نتيجة عامة. فهي تعتمد على افتراض أن الخسارة الحدية لکل من التضخم والضرائب إيجابية ومتزايدة، وأن الحکومة رشيدة بما فيه الکفاية لتقليل تلک الخسائر. ومع ذلک، فإن النموذج الذي نستند إليه مجرد للغاية، ويمکن لآليات إضافية تحديد تنبؤاته الرئيسية. على سبيل المثال، لقد افترضنا أن الإنتاج هو متغير خارجي، اما إذا ترکنا الضرائب والتضخم يؤثران سلبا على الإنتاج قد يغير من الحوافز للتبديل من الأولى إلى الأخيرة (من الضرائب الى التضخم) عندما يتوسع اقتصاد الظل. ثانيا، لقد افترضنا ثبات سرعة تداول النقود. فإذا کانت سرعة تداول النقود تميل إلى الزيادة مع التضخم، فإن الأسعار سوف تزداد بنسبة أکبر لنفس الزيادة في الرصيد النقدي، الأمر الذي سيقلل من الحافز الى اللجوء إلى اصدار المزيد من النقود. علاوة على ذلک، تم افتراض ان النفقات العامة وتحصيل الضرائب سيتم في وقت واحد. ولکن، إذا حدث اختلاف في توقيت القيام بکل من النفقات العامة وتحصيل الضرائب، فإن الإيرادات الضريبية الحقيقية يمکن أن تتأثر سلبًا بالتضخم، وفقًا لتأثير (Olivera–Tanzi) الکلاسيکي[1]. وتتمثل إحدى طرق للوصول الى هذا التأثير في نموذجنا في الابتعاد عن افتراض ان الخسائر قابلة للفصل، والتي افترضناها من أجل التبسيط، فبافتراض أن (f) تزداد في(π) ، وأن (h) تتزايد في(t). هذا من شأنه أن يقلل من الحافز على الاستمرار في رفع التضخم إلى ما وراء حد معين. والسؤال هو ما إذا کانت هذه الاثار کبيرة بما يکفي لتغيير العلاقة بين اقتصاد الظل والضرائب والتضخم، فهي مسألة عملية. لذلک سوف نختبر تنبؤات النموذج في القسم التالي.

البيانات ومنهجية القياس:

لقياس أثر اقتصاد الظل على کل من التضخم والضرائب، نستخدم محددات قياس المتغيرين، ونکملهما بمقياس لحجم اقتصاد الظل في الاقتصاد.

 (أ) التضخم والضرائب والقطاع غير الرسمي:

يوضح القسم السابق أنه يجب معاملة کل من التضخم والضرائب کدالة في نسبة اقتصاد الظل في الناتج المحلي الإجمالي. ولاختبار هذا الافتراض، يجب أن نقدر العلاقات التالية ((Mazhar and  Méon, 2012)):

 

 

حيث () هي مقياس التضخم، (t it) هي مقياس ايرادات الضرائب، () تقدير نسبة اقتصاد الظل الي الناتج المحلي الاجمالي. () و () هي المتغيرات المستقلة الاخرى التي تؤثر على العلاقة وتشمل نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي نسبة الانفتاح، والإطار التنظيمي. () و () تقيس الأثر الحدي لاقتصاد الظل على کل من التضخم والضرائب. A و B هما معاملات المتغيرات المستقلة الاخرى, () و () هي الخطأ العشوائي.

وسوف نستخدم النسبة المئوية للتغير السنوي في مؤشر أسعار المستهلک لقياس التضخم. بينما لقياس الضرائب، نحن نستخدم إيرادات الضرائب کنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، وهو النظير الدقيق للضرائب في النموذج القياسي. ويلاحظ أن مقام إيرادات الضرائب هو الناتج المحلي الإجمالي الرسمي. لذلک، فإن ملاحظة العلاقة بين اقتصاد الظل وتلک النسبة لا يمکن أن تکون فقط بسبب انخفاض القاعدة الضريبية. ولکن عوضا عن ذلک، تشير هذه العلاقة إلى مدى تفاعل السلطات الضريبية فعليًا مع اقتصاد الظل من خلال تعديل السياسة المالية. وقد تم الحصول على بيانات کل من مؤشر أسعار المستهلک وبيانات إيرادات الضرائب من قاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية بالبنک الدولي.

(ب) المتغيرات المستقلة:

اما عن المتغير الرئيسي، فقد تم الحصول على بيانات اقتصاد الظل من مجموعة البيانات التي أنشأها (Medina and Schneider (2018) ) والتي استخدم فيها اسلوب (MIMIC) والذي يعتمد على مجموعات مختلفة من المتغيرات السببية والمؤشرات, والتي تم اصدارها في احدي منشورات صندوق النقد الدولي(IMF Working Papers,2018). فإننا نستخدمه کمصدر للبيانات في نموذج التقدير في الدراسة.

وفي ظل رغبة الدول النامية في زيادة مواردها رفع مستوى التنمية الاقتصادية بها، يري (Cukierman et al. (1992)) بأن تحصيل الضرائب من المرجح أن يکون غير فعال في البلدان الأقل نموا. لذلک يجب أن نتوقع من هذه الدول أن تستخدم التضخم أکثر، وأن يقل استخدام الضرائب، لتمويل ميزانياتها. ومن ثم فإننا نستخدم نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ليعبر عن مستوى التنمية الاقتصادية (کمتغير مستقل). ومن المتوقع أن يرتبط هذا المتغير إيجابيا بالتضخم وسلبيا مع العبء الضريبية.

ويرى (Romer (1993)) بأن الانفتاح يقلل من الحافز لدي صناع السياسة للاتجاه نحو التمويل التضخمي، إذا ما کانوا يحاولوا تجنب أن يترتب على ذلک انخفاض سعر الصرف. علاوة على ذلک، يجد کل من (Romer (1993)) و (Campillo and Mirron (1997)) بأن الانفتاح هو أحد العوامل الهامة للتضخم في جميع البلدان. ومن ثم، فإننا سوف نعبر عن الانفتاح على أنه نسبة الواردات والصادرات إلى إجمالي الناتج المحلي.

ونظرًا لأن اقتصاد الظل قد يرتبط بنوعية الإطار التنظيمي، فقد يؤثر بشکل غير مباشر على کفاءة النظام الضريبي. ولأننا نريد أن نلاحظ أثر اقتصاد الظل على قرار فرض الضريبة، بدلاً من القدرة على فرض الضرائب، فإننا نستخدم جودة الإطار المؤسسي کمتغير مستقل في نموذج الانحدار الضريبي. وللقيام بذلک، نستخدم جودة مؤشر الإطار التنظيمي من قاعدة بيانات مؤشرات الحوکمة العالمية التي أنشأها (Kaufman, Mastruzzi (2011)). حيث يقيس هذا المؤشر ميل الحکومة إلى تنفيذ السياسات التي تعزز تنمية القطاع الخاص. تتراوح قيمها من - 2.5 إلى + 2.5 مع ارتفاع القيم التي تشير إلى بيئات أکثر ملائمة للأعمال. نظرًا لکون البيئة التنظيمية الأفضل مواتية لتحصيل الضرائب، وبالتالي ينبغي أن تؤدي إلى زيادة إيرادات الضرائب، ومن ثم يجب أن يکون معامل هذا المتغير موجبًا.

النتائج:

وفيها سيتم تقدير المتغيرات في کل من المعادلتين (8a) و (8b) والسابق عرضهما وذلک باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية (OLS) وذلک عن الفترة من 1996 حتى 2017, من خلال اختبار فرضيتين رئيسيتين, الاولى: وجود اثر معنوي لاقتصاد الظل على التضخم في مصر- الثاني: وجود اثر معنوي لاقتصاد الظل على الايرادات الضريبية في مصر. وتتوقع الدراسة ان يکون الاثر طردي للأول، وعکسي مع الثاني.

ويعتمد الباحث على مجموعة من الاختبارات المبدئية، قبل اجراء الدراسة القياسية، کاختبار جذر الوحدة للتأکد من درجة استقرارية البيانات باستخدام اختبار (Augmented Dicky Fuller) والتي تم الاشارة اليها في الجدول رقم (5), واختبار فترة التباطؤ المثلي للبيانات المستخدمة في القياس والتي تم الاشارة اليها في الجدول رقم (6),باستخدام نموذج (var)  ويتضح منها ان فترة التباطؤ المثلي هي (2). فضلا عن اختبار التکامل المشترک (Cointegration) والتي تشير الى وجود علاقة بين اقتصاد الظل (کمتغير مستقل) وکلا من التضخم والايرادات الضريبية (کمتغيرات تابعة) حيث تجاوزت القيمة المحسوبة القيمة الحرجة عند مستوى معنوية 5%, والموضحة في الجدول رقم (7).

 

جدول رقم (3) تقدير تأثير اقتصاد الظل على معدل التضخم في مصر

Prob

Coefficient

Independent  Variable

Dependent  Variable

0.0621

-1.832360

C

Inflation rate

0.0436

0.050539

Shadow economy

0.0072

0.026501

GDP per capita

0.0374

0.010353

Openness

0.7555

2.293564

Regulatory quality

 

0.499859

R-squared

0.005325

 

Prob(F-statistic)

جدول رقم (4) تقدير تأثير اقتصاد الظل على الايرادات الضريبية في مصر

Prob

Coefficient

Independent  Variable

Dependent  Variable

0.2879

-0.024586

C

Tax revenue

0.0102

-0.045528

Shadow economy

0.0940

0.408646

GDP per capita

0.0652

0.169949

Openness

0.3820

-0.066054

Regulatory quality

 

 

 

 

0.410753

R-squared

0.062292

 

Prob(F-statistic)

  • من اعداد الباحث باستخدام برنامج Eviews

ويلاحظ من نتائج الجدول السابق وجود اثر لنسبة اقتصاد الظل الى الناتج المحلي الاجمالي (کمتغير مستقل) على کل من معدل التضخم والايرادات الضريبية (کمتغيرات تابعة)، وان کان هناک اختلاف في اتجاه العلاقة. فبينما کانت العلاقة طردية وموجبة بين حجم اقتصاد الظل کنسبة من الناتج المحلى الإجمالي ومعدل التضخم، کانت هناک علاقة سلبية بين نسبة اقتصاد الظل کنسبة من الناتج المحلى الإجمالي والايرادات الضريبية. وتشير نتائج الانحدار في الجدول السابق إلى أن زيادة قدرها 1% في نسبة اقتصاد الظل تؤدي إلى زيادة في معدل التضخم يساوي (0.05). بينما تؤدي زيادة قدرها 1% في نسبة اقتصاد الظل إلى انخفاض الايرادات الضريبية بنسبة (0.04) .

 

 

الخاتمة:

في هذه الدراسة، درسنا العلاقة بين حجم اقتصاد الظل وکلا من التضخم والعبء الضريبي في مصر خلال الفترة من 1996-2017. وبينما کانت هناک علاقة إيجابية بين حجم اقتصاد الظل والتضخم، کانت هناک علاقة سلبية بين حجم اقتصاد الظل والعبء الضريبي.

تشير هذه النتائج إلى أن الحکومات تعدل سياساتها النقدية والضريبية وفقًا لحجم اقتصاد الظل. فهي تظهر أن تآکل القاعدة الضريبية من خلال الأنشطة غير المعلنة هو محرک للسياسات النقدية والضريبية. فالحکومات تتجه الي التمويل التضخمي عوضا عن تمويل نفقاتها من خلال الضرائب مع زيادة حجم اقتصاد الظل لديها. وهو ما تم دراسته بکل من التحليل النظري والقياسي في هذه الدراسة. حيث تشير تقديراتنا إلى أن زيادة مقدارها 1% في نسبة اقتصاد الظل إلى الناتج المحلي الإجمالي ترتبط بزيادة قدرها (0.05) في معدل التضخم، وبانخفاض يصل إلى (0.04) في نسبة الايرادات الضريبية إلى الناتج المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من أن هذه التقديرات لا تعني أن اقتصاد الظل يمکن اعتباره السبب الوحيد لحلقات التضخم المفرط، إلا أنها لا تکاد تذکر بالنسبة للبلدان التي تکافح لتحقيق التوازن في ميزانياتها أو التزمت باستهداف معدل تضخم منخفض.

 
المراجع:
1)      Acemoglu, D. (2005). Politics and economics in weak and strong states. Journal of Monetary Economics, 52(7), 1199–1226.
2)      Acemoglu, D., Ticchi, D., & Vindigni, A. (2011). Emergence and persistence of inefficient states. Journal of the European Economic Association, 9(2), 177–208.
3)      Bailey, M. J. (1956). The welfare cost of inflationary finance. Journal of Political Economy, 64(2), 93–110.
4)      Blackburn, K., & Powell, J. (2011). Corruption, inflation and growth. Economics Letters, 113(3), 225–227.
5)      Canzoneri, M. B., & Rogers, C. A. (1990). Is the European Community an optimal currency area? Optimal taxation versus the cost of multiple currencies. American Economic Review, 80(3), 419–433.
6)      Cavalcanti, T. V. V., & Villamil, A. P. (2003). Optimal inflation tax and structural reform. Macroeconomic Dynamics, 7(3), 333–362.
7)      Cukierman, A., Edwards, S., & Tabellini, G. (1992). Seigniorage and political instability. American Economic Review, 82(3), 537–555.
8)      Edwards, S., & Tabellini, G. (1991). Explaining fiscal policies and inflation in developing countries. Journal of International Money and Finance,10, S16–S48.
9)      Dabla-Norris, E., Gradstein, M., & Inchauste, G. (2008). What causes firms to hide output? The determinants of informality. Journal of Development Economics, 85(1–2), 1–27.
10)  Dong Frank Wu and Friedrich Schneider, (2018), Nonlinearity Between the Shadow Economy and Level of Development, imf working paper, imf.
11)  Eilat, Y., & Zinnes, C. (2002). The shadow economy in transition countries: Friend or foe? A policy perspective. World Development, 30 (7), 1233–1254.
12)  Ge¨rxhani, K. (2004b). The informal sector in developed and less developed countries: A Literature survey. Public Choice, 120(3–4), 267–300.
13)  Ihrig, J., & Moe, K. S. (2004). Lurking in the shadows: The informal sector and government policy. Journal of Development Economics, 73 (2), 541–557.
14)  International Labor Organization (ILO), 2012, Statistical update on employment in the informal economy.
15)  Huang, H., & Wei, S.-J. (2006). Monetary policies for developing countries: The role of institutional quality. Journal of International Economics, 70(1), 239–252.
16)  Kaufman, D., Kraay, A., & Mastruzzi, M. (2011). The worldwide governance indicators: Methodology and analytical issues. Hague Journal on the Rule of Law, 3(2), 220–246.
17)  Koreshkova, A. T. (2006). A quantitative analysis of inflation as a tax on the underground economy. Journal of Monetary Economics, 53(4), 773–796.
18)  Loayza, N., 1997, “The Economics of the Informal Sector: a Simple Model and Some Empirical Evidence from Latin America”, World Bank Policy Research Working Paper, WPS 1727 (World Bank: Washington DC).
19)  La Porta, R., & Shleifer, A. (2008). The unofficial economy and economic development. Brookings Papers on Economic Activity, 2, 275–352.
20)  Mankiw, N. G. (1987). The optimal collection of seigniorage: Theory and evidence. Journal of Monetary Economics, 20(2), 327–341.
21)  Mazhar and Méon, (2012), Taxing the unobservable, The impact of the shadow economy on inflation and taxation, CEB Working Paper N° 12/023.
22)  Medina and Schneider, (2018), Shadow Economies Around the World: What Did We Learn Over the Last 20 Years?, IMF Working Papers, WP/18/17.
23)  Nicolini, J. P. (1998). Tax evasion and the optimal inflation tax. Journal of Development Economics, 55(1), 215–232.
24)  Perry, G. E., et al. (2007). Informality: Exit and exclusion. The International Bank for Reconstruction and Development/The World Bank.
25)  Prado, M. (2011). Government policy in the formal and informal sectors. European Economic Review, 55(8), 1120–1136.
26)  Prinz, A., & Beck, H. (2012). In the shadow of public debt: Are there relations between public debt and the shadow economy?. Economic Analysis and Policy, 42(2), 221–236.
27)  Roubini, N., & Salai-i Martin, X. (1995). A growth model of inflation, tax evasion, and financial repression. Journal of Monetary Economics, 35 (2), 275–301.
28)  Schneider, F., & Enste, D. H. (2000). Shadow economies: Size, causes, and consequences. Journal of Economic Literature, 38(1), 77–114.
29)  Schneider, F., Buehn, A., & Montenegro, C. E. (2010). New estimates for the shadow economies all over the world. International Economic Journal, 24(4), 443–461.
30)  Torgler, B., & Schneider, F. (2009). The impact of tax morale and institutional quality on the shadow economy. Journal of Economic Psychology, 30(2), 228–245.
31)  UNDP, (2011),The ADCR 2011: The Poverty Impact of Growth and Employment in Egypt (1990-2009), Arab Development Challenges Background Paper. https://www.undp.org/
32)  Vegh, C. A. (1989). Government spending and inflationary finance: A public finance approach. International Monetary Fund Staff Papers, 36 (3), 657–677.
33)  World Bank Group ,"Enterprises Surveys ,What Business Experience"  Explore Survey Data , informality . Available in www.Enterprises Survey .Org /Data/ explore Topics/ Informality (17/7/2018 , 9:49pm).
[1]هي نظرية تعرف بمصطلح تأثير أوليفيرا – تانزي (Olivera–Tanzi) وقد استخدمت في وصف الانخفاض في الإيرادات الحکومية الحقيقية في فترة ارتفاع التضخم. يمکن اعتبار إيرادات الحکومة عبارة عن مجموع الإيرادات من الضرائب "العادية"، والإيرادات من ضريبة التضخم. في هذا الصدد، هناک عمليتان متوازيتان تجريان وراء تأثير أوليفيرا تانزي. الأولى هي مدي استجابة الإيرادات الحقيقية من ضريبة التضخم لمعدل التضخم، والثانية هي رد فعل الإيرادات الضريبية الحقيقية من المصادر "الطبيعية" (مثل ضريبة المبيعات وضريبة دخل الشرکات وضريبة الدخل الشخصي) لمعدل التضخم