قياس مؤشرات السلوک الاستهلاکى فى الاقتصاد المصرى "دراسة تطبيقية على مجتمع جامعة القاهرة"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الاقتصاد والعلوم السياسة - جامعة القاهرة

المستخلص

مستخلص
يعد من أهم وأبرز التحولات التى شهدها المجتمع المصرى فى الآونة الحالية زيادة الإستهلاک وتغير نمطهوزيادة السلوک الإستهلاکى. صاحب ذلک ثورة تکنولوجية وإتصالات وکثير من وسائل التواصل الإجتماعي جعلت المواطن أکثر انفتاحاً على نمط الإستهلاک العالمي و من ثم تزايد الميل للمحاکاة. وهو الأمر الذى تعانى منه دول العالم الثالث على وجه العموم، ومصر على وجه الخصوص ولذلک نجد هناک حاجة ماسة إلى تشجيع الأفراد على ترشيد الاستهلاک والميل نحو الإدخار بدلاً من الاتجاه نحو السلوک الاستهلاکى.        
وقد توصلت الدراسة إلى أن هناک تأثير معنوى لکل من مؤشر الثروة ومؤشر الرضا على السلوک الاستهلاکى، وأن هناک الکثير من العوامل لها تأثير إيجابى على الميل للاستهلاک منها: الدخل، المارکات والعلامات التجارية، رأى الأصدقاء والأقارب، وتقليد المشاهير. بينما کان للسعر أثر سلبى على السلوک الاستهلاکى، وأنه على الرغم من وجود العديد من المؤشرات الدالة على السلوک الاستهلاکى، إلا أن هناک حالة من عدم الرضا بصفة عامة بين أفراد مجتمع الدراسة. وتعتمد الدراسة على استبيان يتکون من 500 مشاهدة من جامعة القاهرة تشمل مختلف الفئات العمرية والتعليمية، وتم استخدام نتائج هذا الاستبيان فى إجراء تحليل انحدار متعدد بإستخدام مؤشر مرکب للثروة والرضا والسلوک الاستهلاکى.
 
 
Abstract:
    The Egyptian economy has witnessed many changes in the last few decades as there are a huge increase in the consumption behavior and a change in its pattern. Accompanied with the technological revolution and social media development which leads to more access and openness towards the global consumption patterns in developing countries in general and Egypt in particular.so, we are in a great need to encourage individuals to rationalize their consumption and increase their savings.
    This study concludes that there is a positive significant impact for wealth and satisfaction indicators. Also, there are many factors that have positive effect on the consumer behavior as: income, trademarks, brands, friends and relative’s opinion and celebrity traditions. These results based on a multiple regression model using complex indices for wealth, satisfaction, and consumer behavior, using a sample 500 observations from Cairo university.
Key words: consumption, savings, income, consumer behavior and expenditure.

نقاط رئيسية

مقدمـــة:

   يعد من أهم وأبرز التحولات التى شهدها المجتمع المصرى فى الآونة الحالية زيادة الاستهلاک وتغير نمطه،وزيادة السلوک الاستهلاکى. صاحب ذلک ثورة تکنولوجيا الإتصالات والمعلومات وکثير من وسائل التواصل الإجتماعي جعلت المواطن أکثر انفتاحاً على نمط الاستهلاک العالمي ومن ثم تزايد الميل للمحاکاة، وهو مايعرف فى نظريات التنمية الاقتصادية "بأثر المحاکاة".  ساد هذا النمط على حساب أنماط وثقافات أخرى أکثر أهمية للفرد والمجتمع ومن أهمها الإدخار والاستثمار.

     تنعکس تلک التغيرات على مستوى الاقتصاد الکلي في مصر خاصة خلال الفترة (1991- 2019) حيث تم اختيار فترة الدراسة لتبدأ من عام 1991  مع تطبيق برنامج الاصلاح الاقتصادى والتکييف الهيکلى وحتى عام 2019 حيث  يمثل الاستهلاک النسبة الکبرى من الناتج المحلي الإجمالي على حساب الاستثماروالإدخار،وما لذلک من آثارٍ سلبية على الموازنة العامة وميزان المدفوعات. وبالرغم من أن الاستهلاک يلعب دوراً أساسياً في تحريک الدورة الاقتصادية حيث يمثل المحفز الأول للإستثمار وخلق فرص العمل إلا أن المشکلة تکمُن في زيادة معدلات الاستهلاک على حساب الاستثمار، مما يجعلنا أمام ظاهرة سلبية تتصف بها دول العالم الثالث، لذلک نجد أن الأمر يتطلب تشجيع الأفراد على الإدخار وتيسير فتح قنوات فعالة لإستثمار مدخراتهم.

مشکلة الدراسة:

     مرت مصر بحالة من عدم الإستقرار السياسي في المرحلة السابقة، مما أثر بالسلب على النشاط الاقتصادي بشکل کبير وأدى إلى تدهور في العديد من المؤشرات الاقتصادية مثل معدل نمو الناتج وعجز الموازنة العامة وميزان المدفوعات والاستثمار المحلى والأجنبي، إلا أن کافة هذه المؤشرات أخذت في التعافي منذ بدء تطبيق إستراتيجية 2030 في عام 2016/2017. ولکن اذا کان المجتمع المصرى يتسم بالسلوک الاستهلاکى فإن هذا سيؤدى إلى أثار سلبية على أهم مؤشرات الاقتصاد الکلى مثل الاستهلاک، الاستثمار، الادخار وميزان المدفوعات. ولذلک يمثل هدف تخفيض مساهمة حجم الاستهلاک في الناتج المحلي الإجمالي لصالح الاستثمار والإدخار من الأهداف الرئيسة لتحقيق نمو احتوائي مستدام.

هدف الدراسة:

    يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في تحليل وتحديد مؤشرات السلوک الاستهلاکى ومدى توجه الاقتصاد المصرى للإفراط فى الاستهلاک، وماهى أهم الأسباب التى تساهم فى ذلک حتى يتسنى وضع الآليات التي تکفل ترشيد الاستهلاک وتحفيز الادخار للوصول بالمجتمع إلى مستوى معيشي أفضل ومزيد من النمو.

أهمية الدراسة:

  تبذل الدولة جهوداً متنوعة من رسم سياسات وتغيير تشريعات وهياکل مؤسسية وإقامة مشروعات قومية کبرى منذ تطبيق المرحلة الأولى للإصلاح الاقتصادى فى عام 1991 وحتى عام 2019، لکن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها المرجوة ما لم يبدأ المجتمع أيضاً في تبني ثقافة داعمة لتوجه الدولة ومن هنا تأتي أهمية دراسة مدى تواجد السلوک الاستهلاکى فى المجتمع المصرى وأهم مسبباته، وتوضيح أفضل السبل والآليات لتحقيق تحول ناجح داعم من ثقافة الاستهلاک إلى الادخار ثم مزيد من الاستثمار والإنتاج والنمو الاقتصادى وصولا إلى التنمية المستدامة.

منهجية الدراسة:

تعتمد الدراسة على عدة منهجيات تتمثل في:

المنهج الوصفي:مسح الأدبيات المتعلقة بمحددات الاستهلاک والسلوک الاستهلاکى، تحليل مسوح ميزانية الأسرة في مصر لتحديد مدى تواجد السلوک الاستهلاکى فى المجتمع المصرى خلال فترة الدراسة من 1991 إلى 2019.

المنهج الکمى: يتمثل في التحليل الإحصائي ونماذج الانحدار المتعدد لإستخراج العلاقات بين المتغيرات الاقتصادية الکلية التي سيتم الإعتماد عليها في إطار البحث الميداني الذي ستتضمنه الدراسة. وتعتمد الدراسة في تحديد أهم مؤشرات وسمات المجتمع المصري الاستهلاکية، على دراسة ميدانية تمثل جامعة القاهرة مجتمع الدراسة حيث تعکس مجتمع متنوع وممثل لکافة شرائح المجتمع وسوف يغطي الإستبيان فئات عمرية ونوعية مختلفة بما يمکننا من قياس أثر العمر والجنس ومستوى الدخل والتعليم. وقد تم اختيار عينة عشوائية تبلغ 500 مفردة وتعد عينة ممثلة للمجتمع بدرجة ثقة 95%. وتم الأعتماد على نتائج إختبارات χ2 وجاما  t testلإختبار فروض الدراسة وذلک باستخدام برنامج (SPSS) . کما تم إختبار مدى الإتساق الداخلي لأداة القياس ومصداقية النتائج وتقاس بالجذر التربيعي لقيم معاملات ثبات "ألفا کرونبخ" . کانت قيمة ألفا 77 % ومن ثم درجة الصدق 85%، وبصفة عامه فإن قيمة ألفا 70 فأکثر تعکس إتساق داخلي جيد بصفة خاصة في العلوم الانسانية وتشير قيمة مصداقية النتائج أن إعادة تطبيقها على عينة أخرى يعطي نفس النتائج ومن ثم إمکانية تعميم النتائج.

ويتمثل الفرض الرئيسى الذى تسعى الدراسة للإجابة عليه فى: أن مؤشرات السلوک الاستهلاکى فى مصر معنوية، فى مقابل الفرض البديل بأن: مؤشرات السلوک الاستهلاکى فى مصر غير معنوية. وتمثلت هذه المؤشرات فى مؤشر الثروة، مؤشر الرضا، ومؤشر العوامل الاجتماعية، مثل: الدعاية والاعلان وأراء الاصدقاء وتقليد المشاهير.

مکونات وهيکل الدراسة:

     تنقسم الدراسة إلي ثلاثة أجزاء بخلاف المقدمة والخاتمة، حيث يتناول الجزء الأول مسح للأدبيات التي تتعلق بالسلوک الاستهلاکى وأهم المحددات والمخاطر، ويتناول الجزء الثاني محددات وأنماط السلوک الاستهلاکى في مصر، أما الجزء الثالث فيتناول الدراسة الميدانية  وتحليل النتائج، وأخيرا الخاتمة والنتائج والتوصيات.

1- الإطار النظري للسلوک الاستهلاکى:

1.1نشـأة وتطور السلوک الاستهلاکى.

2.1مخاطر زيادة السلوک الاستهلاکى.

2- مؤشرات السلوک الاستهلاکى في مصر:

1.2نظرة عامة على الوضع الاقتصادي في مصر.

2.2 مؤشرات السلوک الاستهلاکى.

3- الدراسة الميدانية:

 1.3 وصف أداة الدراسة وخصائصها.

 2.3تحليل نتائج الدراسة.

الخاتمة والنتائج والتوصيات.

    1- الإطار النظري للسلوک الاستهلاکى:

      لعب الاستهلاکدوراًکبيراًفيحدوثالتغيرالاقتصادي والإجتماعيبالدولالمتقدمةبعد الثورة الصناعية الأولى وما بعدها من عصر الإنتاج الکبير، نتج عنه مستهلک جديد لا يملک السيادة بلتتحکمفيهقوىالسوق،منحيثإستخدامهللسلعوالمنتجات،وهناظهر ما يسمى بالمجتمع الاستهلاکي الذي يعاني العالم من آثاره حتى اليوم.

1.1 نشأة وتطور السلوک الاستهلاکى:

     يهدف الاستهلاک إلى تلبية الإحتياجات والرغبات الملحة لدى الفرد، ويتم إشباعها عن طريق استهلاک السلع والخدمات وما يتولد عن ذلک من رضاء.ويتطلب إشباع هذه الرغبات توفر قوة شرائية کافية. لکن قد يکون هناک حالات يوجد فيها زيادة في الاستهلاک غير مرتبطة بزيادة درجة الرضا لدى الأفراد أو إشباع الحاجات الأساسية وهو ما يطلق عليه سيطرة السلوک الاستهلاکى علىالمجتمع.Schiffman, L.G&. Kanuk L.L,1997)(

وهو ما شهدته دول أوربا وأمريکا بعد الثورة الصناعية الأولى وتحولت هذه المجتمعات من مجتمعات تتميز بثقافة الإنتاج والإنتاج الکبير إلى مجتمعات إستهلاکية(Sharon, 2004). وظهر مفهوم السلوک الاستهلاکى والذى أظهر اختلافات طبقية حيث تميز أصحاب السلوک الاستهلاکى بالقوى المالية والوجاهة الإجتماعية وهو ما دفع الآخرين من الطبقات المختلفة مثل الطبقة الوسطى والطبقة العاملة لتعويض هذه الاختلافات عن طريق القيام بالاستهلاک وتحول المجتمع إلى مجتمع إستهلاکي (Solomon, 2006). وفي المجتمعات الحديثة أصبح الاستهلاک الترفيهي يحدث بين الطبقات الغنية والأکثر فقراً ايضاً وتمثل الهدف الأکثر شيوعا من الاستهلاک الترفيهي في ضمان وزيادة المکانة الاجتماعية Greif  A., 1994).)

سمات وخصائص المجتمع الاستهلاکى:

     هناک بعض السمات المشترکة للمجتمع الاستهلاکي consumerism   تم  تحديد هذه السمات في کثير من الکتابات

  (( Baudrillard ,1998) (  Cleveland,M. laroche,M., 2007

تمثلت أهم هذه الخصائص والسمات في:

  • ·         يعتمد النمو الاقتصادي على الاستهلاک حتى يستمر الإنتاج وتنخفض فيه نسب الإدخار والاستثمار.
  • ·         تبنى الهوية والمکانة الإجتماعية في هذا المجتمع على الأشياء المادية التي يتم إمتلاکها.
  • ·         يفضل دائماً الاستهلاک الحالي عن أي تأجيل للرغبات.
  • ·         المصدر الرئيسي للاستمتاع بالحياة والسعادة والوجاهة الإجتماعية يتمثل في إستهلاک السلع والخدمات واقتنائها.
  • ·    إرتفاع درجة عدم الرضاء بين الأفراد عن مستوى الاستهلاک والمعيشة والأولويات تصبح مختلطة ويتم فقدان القيم الأخلاقية والمکانة الأخلاقية ويتحول المجتمع إلى مجتمع مادي. 
  • ·    تسهيل عملية التسوق وتوفير المزيد من الأشياء للشراء على مدار الساعة وزيادة حجم الأئتمان الاستهلاکي والشراء بالآجل. (Goodwin, 2017)
  • ·         يحدث نوع من التجانس الثقافي وتتلاشى عملية التنوع الثقافي.

 

2.1 مخاطر زيادة ثقافة السلوک الاستهلاکى

تؤدى الثقافةالسلبية لسيطرة السلوک الاستهلاکى خاصةفيظلالثورة التکنولوجية والرقمية العالمية إلىمخاطرلايقتصرأثرهاعلى الجانبالاقتصاديفقط،بليمتدللجانبالاجتماعي والبيئي والسياسي.(Cleveland, 2007)

المخاطرالاقتصادية

     تؤديسيادةثقافةالاستهلاکإلىإنهيارالمقوماتالأساسيةللنموممثلافيالإدخاروالاستثمار،فالدخلالقوميهومحصلةالاستهلاکوالإدخار،وزيادةالاستهلاکسوفتکونبالطبععلىحسابالإدخارالذييساعدعلىزيادةالتکوينالرأسماليممايساعدبدورهعلىزيادةالإنتاجوالتشغيل، کماأنالبلدانذات معدلات  الإدخارالمرتفع  قدنمتبصورةأسرعمنالبلدانذاتالمعدلات المنخفضة(mankiew and rashwan, 2015)،کماأنالتسليمبتعظيمالاستهلاککهدفرئيسفيحياةالفرديحولبينهوبينالتضحيةمنأجلالآخرين،وهوالأمرالذيينعکسأثرهسلباعلىنصيبالأجيالالقادمةمنالموارد.کماأنسيادةالسلوک الاستهلاکىيؤديإلىتضاعفالحاجاتالبشريةوتجاوزهاقدرةالمواردالمتاحةعلىتلبيتها،وهومايعنيمزيدامنارتفاعالأسعار،فضلاعنخلقبيئةغيرصحيةأمامالمنتجالمحليممايعرضهللانهياروهوما يکرسمفهومالتبعيةوالاعتمادعلىالغيربدلاًمن الاعتمادعلىالذات.(samli, 2012)

المخاطر الإجتماعية

     يعاني خُمس سکان العالم من الحرمان المطلق وهو عدم القدرة على الحصول على الحد الأدنى من التغذية، والمأوى، والملابس، والصرف الصحي، إلا أن الحرمان المطلق هو نوع واحد من أوجه القصور نتيجة لزيادة المجتمع الاستهلاکي وهناک نوع أخر وهو الحرمان النسبي نتيجة لمقارنتهم لأنماط الاستهلاک التي يرونها من حولهم فقد خلقت تکنولوجيا المعلومات الحديثة مصدراً جديداً للسخط المجتمعي حيث أن الصور السائدة التي تظهر لجميع أنحاء العالم هي من الأثرياء. والنتيجة هي خلق مشاعر واسعة النطاق للحرمان النسبي، أي الشعور بأن حالة المرء غير کافية لأنه أقل من ظروف شخص آخر. وهو ما يولد شعور من عدم العدالة في الاستهلاک ومزيد من الإحباط والمشاعر الإجتماعية غير السوية مثل الإرهاب والعنف. 1992Alanm,، Durning)

     هناک عدد من الدراسات الهامة أوضحت کيفية تأثير الثقافات المعاصرة القائمة على السلوک الاستهلاکى والمادى على سعادتنا اليومية وصحتنا النفسية. وقد أظهرت أنه عندما يتوفر لدينا ما يکفي من الطعام والمأوى والملابس، وسد الاحتياجات الاساسية فإن المکاسب المادية الإضافية لا تؤدي الى مزيد من السعادة وتحسين الرفاهية. Greif, A. (1994)

   أثبتت دراسة  Koutstaal, S. W. (1998)أن القيم المادية والسلوک الاستهلاکى تحد من الرفاهية، لأنها تؤدي إلى مشاعر عدم الأمان ، وتضعف الروابط الاجتماعية ويوضح أن الأشخاص الذين تترکز قيمهم على تراکم الثروة أو الممتلکات المادية يواجهون مخاطر أکبر من التعاسة، بما في ذلک القلق والاکتئاب وتدني إحترام الذات، بغض النظر عن العمر أو الدخل أو الثقافة أو الدين، ومن المظاهر الاجتماعية أيضا المنتشرة في کافة انحاء العالم هو الطلاق وفشل العلاقات الزوجية  حيث يرجح أنالأزواجالذينيغالونفيالترکيزعلىتحصيلالمالوشراءالأشياءالتيتدلّعلى حياةالرفاهيةلايجدونإلاقليلاً منالوقتالخاصليشارکوهمعبعضهمبعض.

المخاطر البيئية

     زيادة إستهلاک السلع والتي تتطلب إستهلاک کثير من الموارد في إنتاجها وتوليدها يؤدي إلى مزيد من النفايات وهو ما يؤدي في النهاية لمزيد من تدهور البيئة الطبيعية. فتشير التقديرات إلى أن إعطاء کل شخص في العالم نمط الاستهلاک في المجتمع الأمريکي من السلع الغذائية وغيرها سيتطلب من اثنين إلى أربعة کواکب إضافية لتوفير الموارد وامتصاص النفايات. فالدول ذات الاستهلاک الکبير نسبة إلى سکانها لها تأثير سلبي على البيئة الطبيعية الخارجة.

المخاطرالسياسية

      مخاطرالتبعيةنتيجةالاعتمادعلىالغيرفيتلبيةحاجات المستهلکين،فضلاعمايترتبعنالتماديفيسياسةالاستهلاکالترفيهيغيرالرشيدالتييمتدضررهاإلىبنيانالدولةذاتها وعدم الرضا عن سياسات الدولة والإحباط.

2- مؤشرات السلوک الاستهلاکى في مصر:

     إتضح من الجزء السابق أن هناک العديد من العوامل التي تلعب دوراً بارزاً في التأثير على السلوک الاستهلاکى فالإنسان بطبيعته کائن إجتماعي يتأثر بالبيئة الإجتماعية والثقافية التي تحيط به وبالأوضاع الاقتصادية التي يعيش فيها. وهو ما سوف يتضح في الجزء التالي من خلال تقسيمه إلى جزءين، يتناول الجزء الأول منها نظرة عامة على الوضع الاقتصادي في مصر، ثم يتناول الجزء الثاني العوامل التي توضح مدى وجود السلوک الاستهلاکى فى المجتمع المصرى، على النحو التالي:

  1.2 نظرة عامة على الوضع الاقتصادي في مصر:

مر الاقتصاد بالعديد من التغيرات الاقتصادية والسياسية الهامة، ويعتبر الناتج المحلى الإجمالي من أهم المؤشرات الاقتصادية التي تعکس أداء الاقتصاد على مدار الفترات الزمنية المختلفة، وبتحليل الناتج ومکوناته على مدار الفترة الزمنية (1990-2019) منذ بداية تطبيق برامج الاصلاح الاقتصادى وحتى الآن، يلاحظ حدوث زيادة في الناتج وفى معدلات نمو الاقتصاد باستثناء فترة الازمات والاضطرابات السياسية من عام 2011 إلى 2014 حيث بلغ معدل النمو أدنى مستوياته محققا 2.3% کمتوسط للفترة.

شکل(1): تطور معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة(1990-2019)

 

Source:world bank، world development indicators، Different issue.

يمثل الاستهلاک المکون الأکبر من مکونات الناتج وقد تزايد على مدار الفترات المختلفة بإستثناء فترة الأزمة المالية حيث ظلت النسبة ثابتة لم تتغير، ويرجع ذلک إلى حدوث تباطؤ في معدل نمو الاقتصاد العالمي بشکل عام مما ألقى بظلاله على أداء الاقتصاد المصري في هذه الفترة.

وبالنسبة للإستهلاک الحکومي يلاحظ حدوث زيادة في حجم الاستهلاک الحکومي على مدار الفترة الزمنية، مع انخفاض نسبته بشکل عام إلى الناتج المحلى الإجمالي في ظل تزايد نصيب الاستهلاک العائلي ومع توجه الحکومة لتقليل الإنفاق العام في محاولة منها لخفض عجز الموازنة العامة للدولة. (البنک المرکزي، التقرير السنوي، أعداد مختلفة)

2.2 مؤشرات السلوک الاستهلاکى فى مصر:

يُعد الاستهلاک ظاهرة مرکبة ذات روابط إجتماعية وإقتصادية مرتبطة بالزمان والمکان، ولذلک توجد العديد من العوامل التي تؤثر على ثقافة المستهلکين وعلى قرارتهم الاستهلاکية، ويهدف هذا الجزء إلى توضيح مدى توافر مؤشرات السلوک الاستهلاکى فى مصر من عدمها من خلال تحليل أهم المتغيرات الاقتصادية الکلية، على النحو التالى:

   أوضح التحليل السابق أن الاستهلاک يمثل الجزء الأکبر من الناتج، وأن الاستهلاک العائلي يمثل عاملاً هاماً في التأثير على الوضع الاقتصادي في الدولة، نظرا لأنه يمثل المکون الأکبر من مکونات الاستهلاک بالمقارنة بالاستهلاک الحکومي. وبتتبع مستويات الاستهلاک العائلي منذ فترة التسعينيات وحتى الآن، يلاحظ أن هناک إرتفاع کبير في مستوى الاستهلاک العائلي خلال تلک الفترة. فقد بلغ متوسط الاستهلاک في فترة التسعينيات حوالي 201.7 مليار جنيه وهو ما يمثل 68% من الناتج المحلى الإجمالي، وفى الفترة من 2002 إلى 2007 وهي الفترة التي أعقبت تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي والتکييف الهيکلي بلغ متوسط استهلاک القطاع العائلي 338.8 مليار جنيه بما يمثل 71.9% من الناتج المحلى الإجمالي وبزيادة قدرها 68% عن استهلاک الفترة السابقة.

أما الفترة من 2008 إلى 2010 وهي الفترة التي واکبت الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على دول العالم، فقد حدثت زيادة بسيطة في معدل نمو الناتج المحلى الإجمالي في مصر ليرتفع بنسبة 1% عن الفترة السابقة. ويلاحظ حدوث زيادة کبيرة في الاستهلاک حيث بلغ متوسط الفترة 602 مليار جنيه، بزيادة قدرها 77.7% عن الفترة السابقة وبما يمثل 71.9% من الناتج المحلى الإجمالي، ويمکن تفسير ذلک بارتفاع معدل التضخم في هذه الفترة ليصل في المتوسط إلى 17.5%.( البنک المرکزي، التقرير السنوي، أعداد مختلفة) ولايزال الإنفاق على الطعام والشراب يستحوذ على الجزء الأکبر من ميزانية الأسرة مع حدوث ارتفاع في أغلب بنود الإنفاق کالمسکن والرعاية الصحية والأثاث والنقل والمواصلات والاتصالات، في حين انخفض الانفاق على التعليم والملابس والأحذية والمطاعم.(الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء، بحث الدخل والإنفاق والاستهلاک، أعداد مختلفة)

شکل(2): نسبة الاستهلاک العائلي إلى الناتج خلال الفترة(1990-2019)

 

المصدر:البنک المرکزي، التقرير السنوي، أعداد مختلفة.  

وبالنسبة لفترة الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد منذ عام 2011 حدث انخفاضاً کبيراً في معدل النمو ليصل إلى 2.3% في متوسط الفترة في ظل حدوث إنخفاض في السياحة والاستثمارات الأجنبية وإحتياطات النقد الأجنبي مع حدوث تدهور في قيمة الجنيه، وقد إستمر الاستهلاک يمثل النسبة الأکبر من الدخل وبما يمثل 78.6% من الناتج المحلى الإجمالي في فترة الإضطرابات السياسية وصولاً إلى 82% في الفترة من2017 وحتى عام 2019. وبالرغم من أن الاستهلاک العائلي يمثل جزء کبير من حجم الناتج المحلى الإجمالي إلا أنه يجب ملاحظة أن هذه الارقام إسمية متأثرة بوجود تضخم في الاقتصاد، وللوقوف على الصورة الحقيقية يجب حساب مستوى الاستهلاک الحقيقي کما هو موضح في الشکل رقم(3). وقد شهد معدل نمو الاستهلاک الحقيقي انخفاض بشکل کبير مما يوضح مساهمة التضخم في زيادة حجم الاستهلاک الإسمي، بينما الاستهلاک الحقيقي قد انخفض وقد بلغ معدل النمو کمتوسط لفترة التسعينيات -42.4%، بينما بلغت في الفترة الحالية -36.2% والإستثناء الوحيد هو فترة الإضطرابات والأزمات السياسية حيث ارتفع معدل نمو الاستهلاک الحقيقي کمتوسط للفترة ليصل إلى 226.9% نتيجة لوجود حالة من التخوف وعدم التأکد من الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية خلال تلک الفترة ممادفع الأفراد إلى المزيد من الاستهلاک وتخزين السلع تخوفاً من هذه الأوضاع. (البنک المرکزي، التقرير السنوي، أعداد مختلفة)

شکل(3): حجم الاستهلاک الإسمي والحقيقي خلال الفترة(1990-2019)

 

المصدر: البنک المرکزي، التقرير السنوي، أعداد مختلفة

 وبالنسبة لمکونات الاستهلاک نستطيع التعرف عليها من خلال أقسام الإنفاق الرئيسية وفقا لبيانات بحث الدخل والإنفاق والاستهلاک، حيث نجد أن الإنفاق على الطعام والشراب يمثل النسبة الکبرى من ميزانية الأسرة ويستحوذ على نسبة تزيد عن 40 % أي حوالي نصف ميزانية الأسرة في بداية الفترة، يليها الإنفاق على المسکن والذي يمثل 14.8% من ميزانية الأسرة، ثم الملابس والأحذية والتعليم.

بينما في الفترة منذ 2015 مثل أيضا الإنفاق على الطعام والشراب النسبة الکبرى بنسبة تزيد عن 30%، يليها المسکن، الرعاية الصحية، النقل والمواصلات، والتعليم. وبشکل عام هناک بعض عناصر الاستهلاک قد تزايد عبر الزمن والبعض الآخر قد إنخفض بمرور الوقت. ومن ضمن بنود الإنفاق التي تزايدت، الإنفاق على: النقل والمواصلات، الإتصالات، الأثاث والأجهزة المنزلية، المسکن، الصحة، المشروبات الکحولية والدخان والمکيفات. بينما انخفض الإنفاق على الثقافة والترفيه، والملابس والاحذية، کما يتضح من جدول (1). (الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء، أعداد مختلفة)

جدول (1): أهم البنود الرئيسية للإنفاق في ميزانية الأسرة

 

s1990

2002-2007

2008-2010

2011-2014

2015-2017

المتوسط العام

الطعام والشراب

46.1

44.9

44.7

38.1

30.2

40.8

مشروباتکحولية ودخان ومکيفات

2.8

3

2.4

4.1

4.5

3.4

ملابس وأحذية

9.9

8.2

5.8

5.5

5.2

7

مسکن

14.8

16.1

17.5

18.3

18.9

17.1

أثاث وأجهزة منزلية

2.3

4.4

3.5

4.2

3.9

3.7

الرعاية الصحية

3.7

4.1

6.6

9.4

10

6.7

النقل والمواصلات

3.5

4.2

4.3

5.3

7.3

5

الاتصالات

2.3

2.4

2.5

2.3

2.9

2.5

الثقافة والترفيه

2.7

2.6

2.3

2

2.2

2.3

التعليم

3.8

3.2

3.3

4.1

6.1

2.5

المطاعم والفنادق

3.7

3.4

4.3

3.6

4.7

4

سلع وخدمات أخرى

4.4

3.5

2.8

3.1

4.1

3.5

                   

المصدر: الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء، بحث الدخل والإنفاق والاستهلاک، أعداد مختلفة. 

وبالرغم من هذا التفاوت بين بنود الاستهلاک المختلفة إلا أن الإنفاق على السلع المعيشية الأساسية من طعام وشراب، مسکن، ملبس، رعاية صحية، نقل ومواصلات، وتعليم يمثل في متوسط الفترات حوالي 80% من ميزانية الأسرة. بينما بقية بنود الانفاق من إتصالات، ثقافة وترفيه، أثاث ومعدات منزلية، مطاعم وفنادق، وسلع وخدمات أخرى يمثل 20% من ميزانية الأسرة وهو ما يشير إلى أن دخل الأسرة يکفي بالکاد لإستهلاک السلع الأساسية وبقية جوانب الحياة من الإنفاق على الترفيه والثقافة والأثاث والأجهزة المنزلية وغيرها أصبح من قبيل الرفاهيات ويتجاوز 20% من الاستهلاک.

   وقد لعب التضخم دورا بارزا في التأثير على حجم إستهلاک القطاع العائلي في مصر، فبشکل عام وعلى مدار الفترة بأکملها منذ عام 1990 وحتى 2019 حدثت زيادة في معدل التضخم، وذلک نتيجة للإجراءات التي إتخذتها الدولة في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي وخاصة تحرير سعر صرف الجنيه، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، ورفع أسعار الوقود في إطار إصلاح منظومة الدعم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار معظم السلع الرئيسية المکونة للرقم القياسي العام للأسعار.

   وقد انعکس هذا النمط المتزايد للاستهلاک سواء بالنسبة لمکونات الناتج المحلى الإجمالي وبالنسبة لمکونات الإنفاق العائلي على الواردات من السلع والخدمات مسببا عجزاً متزايداً في الميزان التجاري. وقد ارتفعت الواردات من جميع المجموعات السلعية خاصة الوقود والمواد الخام والزيوت المعدنية بنسبة 53.8%، وقد ارتفعت الواردات الاستهلاکية بنسبة 13% سواء من السلع المعمرة کالأجهزة الکهربائية المنزلية وسيارات الرکوب أو السلع غير المعمرة کالمنتجات الصيدلية، اللحوم، المنسوجات والملابس الجاهزة، وأغذية الحيوانات الأليفة وهو ما يمثل انعکاس لنمط الاستهلاک المتزايد في المجتمع المصري في تلک الفترة.

(البنک المرکزي، التقرير السنوي، أعداد مختلفة والجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء، نشرة مصر في ارقام، اعداد مختلفة)

أما منذ عام 2016 فقد حدث تحسن في أداء الميزان التجاري وانخفض العجز به بنسبة 8.4% ليصل إلى 35.4 مليار دولار، حيث إرتفعت الصادرات بنسبة 15.9% نتيجة تحسن تنافسية الصادرات المصرية مع تحرير سعر صرف الجنيه، مع حدوث إنخفاض طفيف في الواردات بنسبة 0.5%. وقد حدث إنخفاض ملحوظ في الواردات من السلع الاستهلاکية بنسبة 13.7% حيث إنخفضت الواردات من السلع المعمرة بنسبة أکبر من الإنخفاض في الواردات من السلع الاستهلاکية غير المعمرة 27.9% و8.7% على الترتيب، وهو ما يمثل إنعکاس لجهود الدولة لخفض الاستهلاک في ضوء إستراتيجية 2030. 

    يؤثر حجم الاستهلاک على حجم الإدخار فنظراً لإرتفاع مستوى الاستهلاک کان حجم الإدخار منخفضاً وکان هناک فجوة في الموارد إستمرت في التزايد على مدار الفترة (1990-2019)، وقد شهد معدل النمو في الإدخار مجموعة من التقلبات حيث حدثت زيادة في الفترة التي أعقبت تطبيق برنامج الإصلاح الإقتصادي ليصل معدل نمو الإدخار حوالى 11%، لينخفض في الفترة التالية متأثرا بالأزمة المالية العالمية ليصبح حوالى 8%، ويستمر في الإنخفاض محققا أدنى مستوياته في الفترة من 2011- 2014 وهى فترة الإضطرابات والأزمات السياسية ليصل إلى -12.8%، وقد شهدت الفترة منذ عام 2017 بداية حدوث تحسن نسبى في معدل نمو الإدخار ليصل کمتوسط للفترة حوالي 6%.

     لکن بالرغم من هذا التحسن النسبي، إلا أنه لايزال حجم الإدخار المحلى في مصر منخفض سواء على المستوى المحلى عند مقارنته بمستويات الاستثمار التي تسعى الدولة للوصول إليها، أو عند المقارنة بالدول الأخرى، ففي عام 2017 على سبيل المثال وجد أن نسبة الإدخار المحلى الإجمالي إلى الناتج بلغت في مصر 11%  بينما في دول أخرى مثل ماليزيا 29%، سنغافورة 46%، إندونيسيا 32%، الإکوادور 25%، المغرب 29%، بنجلاديش 35%، البرازيل 15%، الفلبين 44%، ترکيا 25%، کوريا الجنوبية 36%. وبالمقارنة ببعض المناطق مثل شرق اسيا والمحيط الهادي 43%، أمريکا اللاتينية والکاريبي 17%، أوروبا 24%، الدول متوسطة الدخل 32%، الدول منخفضة الدخل 31% مما يوضح أن معدل الإدخار في مصر لايزال منخفض بالمقارنة بالمناطق والدول الاخرى. (World Bank, world development indicators, 2017)

3- الدراسة الميدانية:

1.3 وصف أداة الدراسة وخصائصها.

صممت الإستمارة لقياس العوامل المؤثرة على ثقافة الاستهلاک والسلوک الاستهلاکى، بهدف تحديد إلى أى مدى يوجد دلائل على السلوک الاستهلاکى فى المجتمع المصرى وبالتالى دعم الأليات التى تساعد على ترشيد الاستهلاک وتحفيز الادخار والاستثمارات ومن ثم مزيد من النمو، للوصول بالمجتمع إلى مستوى معيشي أفضل. مثلت  جامعة القاهرة مجتمع الدراسة، وتعکس مجتمع متنوع يشمل مستويات مختلفة من الفئات العمرية وخاصة الشباب ومستويات إجتماعية وتعليمية وثقافية مختلفة. 

عينة الدراسة

تم إختيار عينة عشوائية تبلغ 500 مفردة وتعد عينة ممثلة للمجتمع بدرجة ثقة 95%. لقياس أثر النوع ضمت الإستمارة (ذکور بنسبة 50.4% / إناث%48.8) وفئات عمرية مختلفة حسب توزيع هيکل السکان في مصر حيث تتمثل النسبة الکبرى في الشباب وهو ما يمثل حوالي 57% من العينة.  تم الإعتماد على نتائج إختبارات χ2 وجاما  t testلأختبار فروض الدراسة وذلک بإستخدام برنامج (SPSS) .

2.3 تحليل نتائج الدراسة

  1.2.3المتغيراتالديمغرافية والخصائص العامة Alpha

-          تقسيم عينة الدراسة وفقا للنوع والسن والوظيفة والتعليم والحالة الاجتماعية

وقع حوالي 57.1% من عينة الدراسة داخل الفئة العمرية من 15-24 عام، وحوالي 7% داخل الفئة من 25-34 عام، وحوالي 16% من 35 -44، و14% من 45-54 عام، و %7 من 55-64 عام. 

الحالة التعليمية: أحدث أعلى مؤهل دراسي تمثلت النسبة الکبرى في الثانوية العامة بحوالي 55% نظرا لإرتفاع نسبة الطلاب، يليها الدراسات العليا بنسبة 14%، ثم الدبلوم 11%، ثم الجامعي 9%، وبعد ذلک نسب صغيرة للمرحلة الإعدادية والإبتدائية والأميين. والنسبة الکبرى حصلت على تعليم في مدارس وجامعات حکومية. عکست نتائج الحالة الاجتماعية أن حوالي 67 % من العينة أعزب، و30% متزوج والنسبة الباقية بين أرمل ومطلق.

-     مستوى الدخل: ويعکس الدخل الشخصي ومستوى دخل کل الأفراد العاملين بالأسرة أن النسبة الکبرى تقع في الفئة   2001-4000 جنيه مصرى.

-       طبيعة عمل عائل الاسرة:أوضحت النتائج أن 33% من أفراد العينة يعمل عائل الأسرة في مهن مکتبية کالموظفين والإداريين و23% ذات حرف مختلفة 18% مهن متخصصة ذات مناصب عليا. النسبة الکبرى من عمل المبحوثين أنفسهم کانت طلاب بنسبة 45.5%، وحوالي 10% موظفين ذو درجات وخبرات متميزة، و 10% في البنوک، وحوالي 8% طالب ويعمل.

-     الوضع الإجتماعي ودرجة الرفاهية : أوضحت الدراسة في الجانب النظري أن من أهم صفات المجتمع الاستهلاکى زيادة المظاهر والإنفاق الترفيهي في المجتمع وحب إقتناء الأشياء والأصول. وأوضحت النتائج أن:

40% من أفراد العينية لديهم إشتراک في نادي ترفيهي، و 30% منهم أعضاء في نوادي متوسطة، و18% في نوادي الدرجة الثانية، و16% في نوادي الشرکات والهيئات، و16% الدرجة الأولى والباقي نوادي شعبية.

بالنسبة للمقتنيات مثلت الأجهزة المنزلية الضرورية مثل الغسالة العادية46.3%  لديهم غسالة، 53.7% لا يوجد لديهم غسالة عادية، و77% لديهم تلفزيون ملون، و 2% منهم لديه أکثر من جهاز، أما الأجهزة المنزلية ذات الدرجة الأعلى مثل الغسالة الأتوماتيک وشاشات العرض LCD  وأجهزة الاستقبال کان هناک أکثر من 85% من العينة تقتني هذه الاجهزة، وحوالي 2% لديه أکثر من جهاز، وأجهزة التکيف 46.6% لديهم جهاز تکييف واحد، بينما حوالي 10% منهم لديه أکثر من جهاز. أما عن أجهزة الرياضة والقنوات مدفوعة الأجر والشاشات البلازما ثلاثية الأبعاد فحوالي 90% من العينة لا يوجد لديها مثل هذه الأجهزة ذات الرفاهية المرتفعة.

يعکس لنا التحليل السابق أن هناک کثير من الأجهزة ذات درجات رفاهية مرتفعة أصبحت موجودة لدى النسبة الکبرى بالرغم من أن الفئة الغالبة لدخل الأسرة بالکامل هي فئة منخفضة تتراوح من 2001-4000 ، ومثلت وسيلة المواصلات العامة الوسيلة الرئيسة لحوالي 80% من أفراد العينة، و20 % يمتلکون سيارة خاصة. وعن نوع السکن 40% من العينة يعيشون في سکن متوسط، 38% إسکان شعبي، 21% برج سکني، ونسبة ضئيلة في فيلا وکمبوند. بينما هناک 62% من أفراد العينة يمتلکون مساکنهم، و35% إيجار قديم، وحوالي 3% إيجار جديد.

شکل (4) درجة الرضاء عن الحياة بصفة عامة

 

-          معايير تحقيق النجاح في الحياة

أوضحت الدراسة فى الجانب النظرى أن المجتمع الاستهلاکي تسيطر علية النظرة المادية في الحياة ولذلک تم طرح مجموعة من الأسئلة تعرض معايير تحقيق النجاح في الحياة ، من وجهة نظر المبحوث والشکل التالي يعکس أعلى الإجابات تکراراً (المنوال)

   شکل (5) معايير تحقيق النجاح في الحياة

 

يعکس الشکل السابق أن هناک توازن في العينة بينالجوانب المادية والمبادئ والقيم الأخلاقية، لکن يلاحظ على الجانب الآخر أن فکرة الإدخار وتحسين المستوى المعيشي عن طريق إقامة مشروع کانت أقل أهمية عن الوظيفة المرموقة. عکست النتائج أيضا عدم الميل للرفاهية والترفيه. وبإجراء التحليل الإحصائي لإختبار فروض الدراسة وقياس أثر السن والدخل کانت النتائج کالتالي:

جدول (2): نتائج إختبار الفروض

البيان

الفروق حسب السن

الفروق حسب الدخل

2χ

P*

2χ

P*

کسب الکثير من المال السريع والممتلکات

71.4

0.00

87.10

0.00

الحصول على تعليم جيد

52.5

0.00

34.17

0.01

الظهور بمظهر لا يقل عمن حولي حتى لو استلزم ذلک الإقتراض

92

0.00

58.22

0.00

السفر حول العالم والسياحة

87.1

0.00

83.89

0.00

الزواج وإقامة حياة أسريه سعيدة ومستقرة

36.2

0.03

54.58

0.00

تکوين صداقات ومساعدة الاخرين

غير معنوي

58.93

0.00

الاقتصاد في المشتريات، الادخار وعمل مشروع خاص لي وأسرتي

غير معنوي

40.75

0.01

تقوية السلوکيات الأخلاقية والدينية

غير معنوي

42.19

0.001

المصدر: تم إعداده بواسطة الباحثة          *هناک فروق معنوية بدرجة ثقة 95% P< 0.05

 

يعکس الجدول السابق أن هناک فروق معنوية في معايير النجاح في الحياة حسب العمر، وکان کسب المال السريع والحصول على تعليم جيد يمثلان أهمية کبرى في الفئة العمرية من 15-24 مقارنة بالفئات العمرية الأکبر. وکذلک بالنسبة للفئة 55-64 وکانت أقل أهمية في الفئات الأخرى. عکست عوامل الترفيه فروق معنويه وظهر ذلک بوضوح في الفئة العمرية المتوسطة حيث لم يکن الإقتراض للظهور بمظهر لائق يمثل أهمية ولکن تزيد الأهمية بزيادة الفئة العمرية. أوضحت نتائج فروق معنوية  من حيث  الزواج و تکوين الأسرة، وکانت درجة الأهمية تزيد بزيادة الفئة العمرية، لم تعکس باقي المتغيرات فروق معنوية حسب السن.

عکست نتائج التحليل  فروق معنوية حسب درجة الدخل لکافة المتغيرات الأخرى، فعکست أهمية تکوين مال سريع أهمية کبيرة في فئات الدخل المنخفض،  إنخفضت مع زيادة مستوى الدخل، ومثل هدف التعليم الجيد أهمية کانت تتجه للزيادة مع زيادة مستوى الدخل، والسلوکيات والأخلاقيات زادت درجة أهميتها بزيادة فئات الدخل.

2.2.3 مؤشرات السلوک الاستهلاکى

العوامل المحفزة للشراء

هناک کثير من العوامل تحفز من عملية الشراء بالرغم من عدم الحاجة إليها وهو ما يؤدي إلى زيادة العادات الاستهلاکية السيئة وبتحديد مدى تأثير هذه العوامل يمکن وضع السياسات المناسبة للترشيد. وقد أوضحت الدراسة عدم وجود تأثير قوي لکثير من المحفزات مثل کثرة الدعاية والإعلان والخصومات و التسوق في مراکز التسوق الکبرى، لکن کان هناک تأثير متوسط لباقي المتغيرات. فأوضحت نتائج إختبار 2χوجود فروق معنوية عن تأثير الدخل بالنسبة لتأثير بطاقات الإئتمان بدرجة ثقة 95%0.00< 0.05) =( p فتزايدت نسبة الموافقة على تأثيرها الکبير تجاه فئات الدخل المرتفعة ابتداءً من فئة الدخل 6001-8000 وکانت أعلى نسبة موافقة في فئة الدخل من 11001-15000 وهي نتيجة منطقية  حيث أن هذه الفئات هي القادرة على الحصول على بطاقات إتئمان من البنوک.

     عکست النتائج تأثير معنوي أيضاً للدخل بالنسبة لتأثير نظام التقسيط بدرجة ثقة 95% 0.00< 0.05) =( p وبصفة خاصة في فئات الدخل 4001-6000. أما عن تأثير الدخل على أثر الخصومات والعروض في زيادة الاستهلاک والتسوق في مراکز التسوق الکبرى  فکان لهما أيضا أثر معنوي بدرجة ثقة 95% 0.01< 0.05) =( p وکانت أکثر الفئات إعتراضا هي فئة الدخل من 1000-1500 وهو دخل لا يفي بسد الإحتياجات الأساسية.

أوضحت نتائج اختبار 2χوجود فروق معنوية لتأثير السن بدرجة ثقة 95% 0.001< 0.05) = (p

على زيادة الشراء في المواسم وبصفة خاصة في فئة السن من 15-24 . کما کان لتأثير الإنترنت کمحفز للشراء أثر معنوي على حسب العمر بدرجة ثقة 95% 0.000< 0.05) =). أما عن تأثير التسوق في مراکز التسوق الکبرى کمحفز لزيادة الاستهلاک أوضحت نتائج اختبار 2χوجود فروق معنوية لتأثير السن بدرجة ثقة 95% 0.000< 0.05) = (p لصالح الفئة العمرية من 25-34.

 سمات المجتمع الاستهلاکي والتغيرات التي طرأت على المجتمع

من أهم سمات المجتمع الاستهلاکي هو تقييم الفرد وتحديد مکانته الإجتماعية بناء على الأشياء المادية وبعيدا عن القيم والأخلاقيات(محمد، 2016). ولکن عکست النتائج سيطرة العوامل المعنوية من مستوى تعليم وسلوکيات وأخلاقيات بما يتجاوز 80% من أفراد العينة على تحديد مکانة الفرد، مقارنة بالماديات مثل مکان السکن وحجم الرفاهيات، حيث أن حوالي 56% من أفراد العينة يجدوا عدم أهمية هذه الأشياء. کما أوضحت النتائج حول أهم التغيرات التي طرأت على مجتمع الاستهلاک في مصر أن حوالي 90% من أفراد العينة يؤيدون أن حجم الدعاية والإعلانات في المجتمع أصبح متضخم، 70% من العينة يرون تزايد حجم الاستهلاک، 80% يرون أن حجم الدخول وانخفاض قيمتها هو العامل الرئيسي لإنخفاض القدرة على الإدخار.

 

قياس مؤشر السلوک الاستهلاکى

    تم تکوين هذا المؤشر من الأسئلة  أرقام 26 , 27, 29 و 32  بحيث تم تکويد تلک الأسئلة بحيث 1 (غير موافق مطلقا) و 5 (موافق جدا ) مع العلم أن الأسئلة التي کانت بها لا أعرف تم تکويدها ب 0 . ويوضح جدول (3) الإحصاءات الوصفية للأسئلة التي تم تکوين المؤشر منها. ويتضح من الجدول مايلى :

عند سؤال أفراد العينة البحثية عن أرائهم في بعض العبارات التي تعبر عن السلوک الاستهلاکى لديهم  فکانت أکثر الإجابات موافقة هي: أن مشترياتهم تزيد في مواسم معينة حيث أن لها أکبر متوسط بينما أقل عبارة موافقة هي أن التسوق بالأنترنت جعلهم يشتروا سلع لم يکونوا بحاجة لها حيث أن لها أقل متوسط. وعند سؤالهم عن مصدر توجيه الدخل في حالة زيادته کانت الإجابة الأکثر موافقة أنهم يتوجهوا للدخول في جمعية لإلزام أنفسهم علي عدم استهلاک الزيادة. أيضا کانت أکثر الوسائل تأثيرا علي قرارات أفراد العينة البحثية للشراء هي الإعلانات في التليفزيون، وتمثلت أهم أسباب شراء السلع فى السعادة التي يحصلوا عليها من امتلاک هذه السلعة.

جدول (3):الإحصاءات الوصفية للأسئلة التى يتکون منها مؤشر السلوک الاستهلاکى

السؤال

 

القيمة الصغرى

القيمة الکبرى

المتوسط

الانحراف المعياري

           من العبارات

وتقولي انت

 متفق

 معها ام مختلف مع

هذه

 العبارات؟

أشتري منتجات لا أحتاج إليها بسبب کثرة الدعاية و الإعلانات لهذه المنتجات

1

5

1.97

.900

تزيد مشترياتي في مواسم معينة مثل: مواسم رمضان والأعياد أو موسم المدارس أو المصايف

1

5

4.04

.905

استخدم بطاقات الائتمان في شراء السلع التي أحتاج إليها

1

5

2.48

1.159

التسوق عبرالانترنت جعلني أشتري السلع لم أکن بحاجة لها

1

5

1.93

.899

وجود نظام التقسيط شجعني على شراء بعض المنتجات

1

5

2.72

1.106

الخصومات والعروض الخاصة تشجعني على شراء الکثير من السلع أکثر من احتياجاتي

1

5

2.63

.906

التسوق في المولات والمحلات يجعلني أشتري الکثير من السلع وبعضها يکون زائد أو لا احتاجه

1

5

2.37

.992

اذا زاد دخلک فإنک

سوف توجهه لإيه؟

أحتفظ به في البيت للطوارىء

1

5

2.36

.954

شراء المزيد من السلع الضرورية

1

5

1.94

.974

شراء سلع تعتبر کماليات أو رفاهيات

1

5

2.05

.912

أضعه في شهادة ذات عائد مرتفع  البنک

1

5

2.35

1.186

وديعة في صندوق توفير البريد أو ما شابه ذلک

1

5

2.24

1.109

احوشه لعمل مشروع خاص في المستقبل

1

5

2.80

1.055

أستثمره مع أحد المعارف وأخذ منه عائد على أموالي

1

5

3.23

1.211

الدخول في جمعية مع الجيران لإلزام نفسي على عدم إستهلاکه

1

5

3.40

1.280

هقول لحضرتک

علي وسائل الدعاية

 والإعلان اللي ممکن يکون

 لها تأثير

في قرارک عند

شراء المنتجات؟

الإعلانات في التليفزيون

1

5

3.30

1.010

الإعلانات في الصحف والمجلات

1

5

2.30

.957

الإعلانات في الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي

1

5

2.81

1.098

الإعلانات والدعاية علي الطرق في الشوارع والميادين

1

5

2.58

1.308

أسباب شرائک

 للسلع هي

احتياجي إليها

1

3

1.36

.489

للظهور بمظهر اجتماعي لائق (لا يقل عمن حولي)

1

5

3.06

1.061

لأن أحد أصحابي أو جيراني لديهم هذه السلعة

1

5

2.25

.886

للإشباع والسعادة التي أحققها من امتلاک هذه السلعة

1

5

3.70

1.241

حتى أکون من أول أو أکثر من يستخدم هذه السلعة

1

5

1.78

.843

                المصدر: استمارة الاستبيان التى تم استخدامها فى هذه الدراسة

     تم تکوين المؤشر من خلال جمع إجابات العبارات التي تتکون منها هذه المؤشرات (في حالة العبارات التي تعبر عن الاستهلاک الرشيد تم عکس التکويد ليکونوا في نفس الاتجاه) ثم إعادة تقسيم المؤشر مرة أخرى إلى فئات ثلاث: استهلاک ضعيف، واستهلاک متوسط، واستهلاک قوي ويمکن عرض  نسبة الوجه المختلفة للمؤشرات بعد تحويلها إلى فئات کما هو بالجدول اللاحق ( ملحوظة يتم استخدام المتغير في الحالة الرقمية عند التحليل الاستدلالي مثل الانحدار والارتباط.).  ويتضح من الجدول أن حوالي 35% من العينة نمط الاستهلاک لديهم ضعيف، بينما 34% نمط استهلاکهم متوسط، و 30% نمط استهلاکهم قوي.

مؤشر الثروة

تم تکوين مؤشر الثروة من الأسئلة التالية باستخدام التحليل العاملي التکويدي

1-         العضوية في النادي ( 1: اذا کان مشترک, 0: اذا کان ليس مشترک)

2-         الدخل ( تم إدخاله في التحليل العاملي کما هو متصل)

3-         عدد الأجهزة الکهربائية الممتلکة لدى الاسرة

4-         نوع السکن(1 : اذا کان السکن تمليک, 0 : اذا کان غير تمليک)

5-         نوع وسيلة المواصلات ( 1: اذا کانت وسيلة المواصلات عربية ملاکي , 0: اذا کانت غير ذلک)

وفيما يلي عرض لنتائج التحليل العاملي  ويتضح من النتائج أن جميع الأسئلة تم تحميلها علي عامل واحد فقط بنسبة تباين مستخرجة = 54% تقريباً وهذه نسبة مقبولة، وتم استخدام النسبة المستخرجة من التحليل العاملي باستخدام أسلوب الانحدار لتکوين خميسيات   quintiles مؤشر الثروة وتم عرض الجدول التکراري بعد نتائج تحليل العاملي. ومن الجدول التالي يتضح أن 18% من العينة هم في الخميس الأول لمؤشر الثروة، بينما 22% يقعون في الخميس الثاني، 20% للخميس الثالث، 20% للخميس الرابع، و 20% للخميس الخامس.

مؤشر الرضا:

تم تکوين هذا المؤشر من الأسئلة أرقام 20 و 22 والجدول التالي يوضح  الإحصاءات الوصفية لمؤشر الرضا، ويتضح من الجدول التالي أن القيمة الصغرى هي 2، والقيمة الکبرى للمؤشر هي 8، وأن المتوسط = 4.3 ، وهذا يدل على أن المبحوثين في المتوسط مستوى الرضا عندهم متوسط حيث أن قيمة المتوسط تقريبا في المنتصف ما بين القيمة الصغرى والقيمة الکبرى.

تحليل نتائج نموذج الانحدار

هل کل من مؤشر الثروة ومؤشر الرضا يؤثران تأثيراً معنوياً علي السلوک الاستهلاکى؟ وللإجابة علي هذا السؤال سوف يتم استخدام إسلوب الإنحدار الخطي المتعدد، بحيث يکون المتغير التابع هو مؤشر نمط الاستهلاک الذي تم تکوينه في شکله الرقمي. ولکن قبل عرض نتائج الانحدار الخطي يجب اختبار اعتيادية البيانات، بإستخدام اختبارKolmogorov-Smirnov  ويتضح أن المتغير التابع (السلوک الاستهلاکى) يتبع التوزيع الطبيعي  بدرجة ثقة 99%. والجدول التالي يوضح نتائج الانحدار ويستنتج منه:

  • ·  النموذج ککل معنوي عند درجة ثقة 95%، وأن مؤشر الثروة ومؤشر الرضا يفسران حوالي 15% من التغيرات التي تحدث في المتغير التابع للسلوک الاستهلاکى وهذا يتضح من قيمة معامل التحديد المعدل Adjusted R-square.
  • ·  مؤشر الرضا له تأثير سلبي معنوي علي السلوک الاستهلاکى وذلک بثقة 95% حيث أن قيمة المعنوية أقل من 5%، وقيمة المعامل = -0.851، أي أنه کلما زاد الرضا عن الحياة وعن مستوى الدخل کلما انخفض السلوک الاستهلاکى للشراء.
  • ·  مؤشر الثروة له تأثير معنوي موجب علي السلوک الاستهلاکى وذلک بثقة 95% حيث أن قيمة المعنوية لکل الخمسيات  أقل من 5%، ويتضح أن قيمة المعامل تزداد مع الخمسيات الأعلي، أي أن متوسط السلوک الاستهلاکى للأفراد بالخميس الثانى أعلي من مثيله للأفراد بالخميس الأول بقيمة 3.107، بينما قيمة المعامل للخميس الخامس = 10.224، أي أن متوسط السلوک الاستهلاکى للأفراد بالخميس الخامس أعلي من مثيله للأفراد بالخميس الأول بقيمة 10.224. وهذا يعني أن الأفراد ذو مستوى ثروة أعلي لديهم السلوک الاستهلاکى أکبر.

جدول(4) : نتائج الانحدار الخطي المتعدد

المتغير التابع

المتغيرات المستقلة  

قيمة المعامل

p-value

Adjusted R squared

معنوية النموذج

 ککل

السلوک الاستهلاکى  

مؤشر الرضا

-0.851

0.000

0.159

0.000

الخميس الثاني من مؤشر الثروة

3.107

0.000

الخميس الثالث من مؤشر الثروة

5.470

0.000

الخميس الرابع من مؤشر الثروة

6.78

0.000

الخميس الخامس من مؤشر الثروة

10.224

0.000

     المصدر: تم إعداده بواسطة الباحثة

من بين العوامل الاقتصادية والثقافية والاجتماعية السابق ذکرها ما هي أکثر العوامل التي تؤثر علي نمط الاستهلاک(عبده، 2014). وللإجابة علي هذا السؤال سيتم استخدام أسلوب الانحدار الخطي المتعدد بحيث يکون المتغير التابع هو مؤشر نمط الاستهلاک الذي تم تکوينه في شکله الرقمي. والجدول التالي يوضح نتائج الانحدار، ويستنتج منه :

  • ·         النموذج ککل معنوي عند ثقة 95%، حيث أن قيمة المعنوية للنموذج ککل أقل من 5% ، وأن العوامل الاقتصادية تفسر حوالي 53% من التغيرات التي تحدث في المتغير التابع السلوک الاستهلاکى وهذا يتضح من قيمة معامل التحديد المعدل Adjusted R-square.
  • ·         السعر له تأثير سلبي معنوي علي السلوک الاستهلاکى وذلک بثقة 95% حيث أن قيمة المعنوية أقل من 5%،  وقيمة المعامل = -2.645.
  • ·         الاسم التجاري أو المارکة العالمية له تأثير موجب معنوي علي السلوک الاستهلاکى وذلک بثقة 95% حيث أن قيمة المعنوية أقل من 5%، وقيمة المعامل = 1.829.
  • ·         الدعاية والإعلانات  له تأثير موجب معنوي علي السلوک الاستهلاکى وذلک بثقة 95% حيث أن قيمة المعنوية أقل من 5%، وقيمة المعامل = 3.686.
  • ·         تقليد المشاهير له تأثير موجب معنوي علي السلوک الاستهلاکى وذلک بثقة 95%، حيث أن قيمة المعنوية أقل من 5%، وقيمة المعامل = 1.602.
  • ·         جودة المنتج وأراء الأصدقاء والأقارب ليس لهم تأثير معنوي علي السلوک الاستهلاکى وذلک بدرجة ثقة 95%.

جدول(5) : نتائج الانحدار الخطي المتعدد للعوامل الاقتصادية

المتغير التابع

المتغيرات المستقلة  

قيمة المعامل

p-value

Adjusted R squared

معنوية النموذج

 ککل

السلوک الاستهلاکى  

السعر

-2.645

0.000

0.535

 

 

 

 

 

0.000

جودة المنتج

-0.385

0.418

الاسم التجاري أو المارکة العالمية

1.829

0.000

أراء الأقارب والأصدقاء والعائلة

-0.376

0.26

الدعاية والإعلانات لهذه المنتجات

3.686

0.000

مشاهدة بعض المشاهير والنجوم يستخدمون أو يروجون لهذه المنتجات

1.602

0.000

المصدر: تم إعداده بواسطة الباحثة

يستخلص مما سبق أن هناک تأثير معنوى لکل من مؤشر الثروة ومؤشر الرضا على السلوک الاستهلاکى لدى أفراد مجتمع الدراسة. وأن هناک الکثير من العوامل لها تأثير إيجابى على التوجه للاستهلاک منها: الدخل، المارکات والعلامات التجارية، رأى الأصدقاء والأقارب، وتقليد المشاهير، بينما کان للسعر أثر سلبى على السلوک الاستهلاکى. وتوضح هذه النتائج صحة الفرض العدمى للدراسة ومعنوية مؤشرات السلوک الاستهلاکى فى مصر، وبالتالى تشير هذه المؤشرات إلى وجود ميل کبير للاستهلاک لدى أفراد العينة محل الدراسة.

الخاتمة والنتائج وأهم السياسات المقترحة.

هدفت الدراسة إلى تحليل مدى وجودالسلوک الاستهلاکى فى مصر وأهم أسبابها، بما يمکن من وضع الآليات التي تکفل ترشيد الاستهلاک وتحفيز الادخار وهو ما يؤدي بالتبعية إلى التحول من ثقافة الاستهلاک إلي ثقافة الإدخار ومن ثم الاستثمار والإنتاج في المجتمع المصري للوصول بالمجتمع إلى مستوى معيشي أفضل.وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها:

1-    تمثلت السمات المشترکة للمجتمع الاستهلاکي في أن النمو الاقتصادي يعتمد على الإستهلاک ويمثل المصدر الرئيسي للإستمتاع بالحياة والسعادة، مع إرتفاع  درجة عدم  الرضاء بين الأفراد عن مستوى الاستهلاک و المعيشة ويتحول المجتمع إلى مجتمع مادي. 

2-    هناک العديد من العوامل التي تدعم وتساعد على تغير نمط الاستهلاک وزيادة السلوک الاستهلاکى  ومنها العوامل الاقتصادية والثقافية.

3-      تمثلت مخاطر زيادة ثقافة السلوک الاستهلاکى في المخاطر الاقتصادية، حيث تؤدي سيادة ثقافة الاستهلاک إلى انهيار المقومات الأساسية للنمو ممثلة في الإدخار والاستثمار، بالإضافة للمخاطر الإجتماعية حيث  تؤدي إلى ظهور ما يسمى بالحرمان النسبي  نتيجة  للمقارنات بين أنماط الاستهلاک التي يرونها من حولهم.

4-    يمثل الاستهلاک المکون الأکبر من مکونات الناتج المحلى الإجمالى بنسبة تراوحت بين 85% إلى 94% خلال الفترة(1990-2019)، ويمثل الاستهلاک العائلى النسبة الأکبر من مکونات الاستهلاک بالمقارنة بالاستهلاک الحکومى حيث بلغت أقصى قيمة له حوالى(82%) من إجمالى الاستهلاک کمتوسط للفترة( 2017-2019).

5-    حدث إنخفاض فى حجم الاستهلاک الحقيقى وذلک نتيجة إرتفاع مستوى التضخم والذى بلغ فى الفترة ( 2017-2019) حوالى 22%. والاستثناء الوحيد کان فى فترة الاضطرابات السياسية 2011-2014 حيث سارع الأفراد لتخزين السلع نتيجة لتخوفهم من الأوضاع السياسية والأمنية فى هذه الفترة.

6-    أوضحت نتائج تحليل مسوح ميزانية الأسرة أن الجزء الأکبر من الاستهلاک العائلى ينفق على شراء الإحتياجات الأساسية للأسرة حوالى (80%) من دخل الأسرة: کالطعام والشراب (41%)، المسکن(17%)، الرعاية الصحية(7%)، الملبس (7%)، التعليم(2.5%)، المواصلات (2.5%).

7-    انخفاض مستويات الإدخار المحلى فى مصر بالمقارنة بمعظم دول العالم الناشئة أو المتقدمة، حيث بلغ معدل نمو الإدخار أقصى قيمه له (11%) خلال الفترة 2015-2017.

8-    من أهم صفات المجتمع الاستهلاکى زيادة المظاهر والانفاق الترفيهي في المجتمع وحب إقتناء الاشياء والأصول. وأوضحت النتائج أن هناک کثير من الأجهزة ذات درجات رفاهية مرتفعة أصبحت موجودة لدى النسبة الکبرى بالرغم من أن الفئة الغالبة لدخل الأسرة بالکامل هي فئة منخفضة تتراوح من 2001-4000.

9-      57% من العينة لايوجد لديها  قدرة على الأدخار، و18%  يتم السحب من المدخرات، و 15% بدأت في الاقتراض، و7% تعاني من المديونية الدائمة.

10-  عکست  نتائج الدراسة حالة عامة من عدم الرضاء عن الوضع المالي للأسرة فکان هناک 20% غير راضين تماماً عن الوضع، و43% غير راضي، و 14% الى حد ما، وعن الحياة عامة حيث أن 50% غير راضي عن حياته بصفة عامة و25% غير راضي على الإطلاق.

11-   کان هناک توازن في العينة بين تفضيل الجوانب المادية من حيث کسب المال السريع  والممتلکات  والمبادى والقيم الأخلاقية. ولکن يلاحظ على الجانب الآخر أن فکرة الإدخار وتحسين المستوى المعيشي عن طريق إقامة مشروع کانت أقل أهمية عن الوظيفة المرموقة، کما عکست النتائج أيضا عدم الميل للإستهلاک الترفي.

12-         عکست النتائج سيطرة العوامل المعنوية من مستوى تعليم وسلوکيات وأخلاقيات بمايتجاوز 80% من أفراد العينة على تحديد مکانة الفرد مقارنة بالماديات مثل مکان السکن و حجم الرفاهيات حيث أن حوالي 56% من أفراد العينة يرى عدم أهمية هذه الأشياء.

السياسات المقترحة

يعتبر الاستهلاک من المتغيرات الاقتصادية الهامة التي تشجع على زيادة الإنتاج وزيادة معدلات النمو

الإقتصادي، ومن المعروف طبقاً للنظرية الاقتصادية أن هناک علاقة قوية بين الاستهلاک والانتاج لأن الاستهلاک کأحد مکونات الطلب الکلى الفعال کما أشار کينز، من العوامل الهامة لتحفيز الاستثمار والانتاج، ومن ثم معدلات النمو الاقتصادى. ويتوقف ذلک على أثر مضاعف الاستثمار الذى يعتمد على الميل الحدى للاستهلاک. ورغم ارتفاع الميل الحدى للاستهلاک فى المجتمع المصرى إلا أن أثر المضاعف على الاستثمار محدود ويرجع ذلک لعدم مرونة الجهاز الانتاجى فى الاقتصاد المصرى بالمقارنة بالدول المتقدمة التى تتميز بإنخفاض الميل الحدى للاستهلاک إلا أن أثر مضاعف الاستثمار قوى وکبير على الاستثمار والانتاج، ويرجع ذلک لإرتفاع مرونة الجهاز الانتاجى فى هذه الدول.

وهذا الوضع يحتاج لتبنى حزمة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية لتغيير هيکل البنيان الاقتصادى المصرى لجعله أکثر مرونة وتنوعاً لزيادة فاعلية أثر مضاعف الاستثمار مما ينعکس بالأثر الايجابى على معدلات النمو والتنمية المستدامة. ويمکن تقسيم هذه السياسات المقترحة إلى:

سياسات اقتصادية

1-   يراعى تحقيق التکامل والتنسيق بين أهداف الوزارات المعنية لتحقيق الأهداف الاقتصادية من زيادة الادخار وخفض الميل للاستهلاک وتشجيع الاستثمار.

2-   تشجيع القطاع الخاص على المساهمة فى مختلف الأنشطة الاقتصادية والاهتمام بنشر الوعى للتوجه نحو المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لإمتصاص فائض القوة الشرائية لدى الأفراد والحد من الانفاق الاستهلاکى وزيادة الميل للادخار، وعدم اکتناز المدخرات وإنما توجيهها للاستثمار فى هذه المشروعات.

3-   تبنى حزمة من السياسات المالية والنقدية تساعد على تشجيع الافراد على التوجه بمواردهم نحو الادخار والاستثمار والحد من الميل للاستهلاک.

4-     ضبط عملية الدعاية و والاعلام وبصفة خاصة تللک التي تدعو الى الاستهلاک الترفي بما يقلل عملية الحرمان النسبي ويزيد من شعور السخط بين الأفراد.

سياسات اجتماعية

1-   نشر الوعى الادخارى والحد من الإنفاق الاستهلاکى من خلال وسائل الاعلام. ونشر ثقافة الادخار منذ الصغر(فى المدارس والجامعات).

2-   تفعيل دور الجمعيات الأهلية لنشر ثقافة الادخار.

3-   زيادة برامج تحقيق العدالة الإجتماعية وتخفيض الفوارق بين الطبقات وهو ما سوف يؤدي إلى تخفيض معدل الحرمان النسبي ومن ثم حالة السخط وعدم الرضاء.

ا

الكلمات الرئيسية


مقدمـــة:

   يعد من أهم وأبرز التحولات التى شهدها المجتمع المصرى فى الآونة الحالية زيادة الاستهلاک وتغير نمطه،وزيادة السلوک الاستهلاکى. صاحب ذلک ثورة تکنولوجيا الإتصالات والمعلومات وکثير من وسائل التواصل الإجتماعي جعلت المواطن أکثر انفتاحاً على نمط الاستهلاک العالمي ومن ثم تزايد الميل للمحاکاة، وهو مايعرف فى نظريات التنمية الاقتصادية "بأثر المحاکاة".  ساد هذا النمط على حساب أنماط وثقافات أخرى أکثر أهمية للفرد والمجتمع ومن أهمها الإدخار والاستثمار.

     تنعکس تلک التغيرات على مستوى الاقتصاد الکلي في مصر خاصة خلال الفترة (1991- 2019) حيث تم اختيار فترة الدراسة لتبدأ من عام 1991  مع تطبيق برنامج الاصلاح الاقتصادى والتکييف الهيکلى وحتى عام 2019 حيث  يمثل الاستهلاک النسبة الکبرى من الناتج المحلي الإجمالي على حساب الاستثماروالإدخار،وما لذلک من آثارٍ سلبية على الموازنة العامة وميزان المدفوعات. وبالرغم من أن الاستهلاک يلعب دوراً أساسياً في تحريک الدورة الاقتصادية حيث يمثل المحفز الأول للإستثمار وخلق فرص العمل إلا أن المشکلة تکمُن في زيادة معدلات الاستهلاک على حساب الاستثمار، مما يجعلنا أمام ظاهرة سلبية تتصف بها دول العالم الثالث، لذلک نجد أن الأمر يتطلب تشجيع الأفراد على الإدخار وتيسير فتح قنوات فعالة لإستثمار مدخراتهم.

مشکلة الدراسة:

     مرت مصر بحالة من عدم الإستقرار السياسي في المرحلة السابقة، مما أثر بالسلب على النشاط الاقتصادي بشکل کبير وأدى إلى تدهور في العديد من المؤشرات الاقتصادية مثل معدل نمو الناتج وعجز الموازنة العامة وميزان المدفوعات والاستثمار المحلى والأجنبي، إلا أن کافة هذه المؤشرات أخذت في التعافي منذ بدء تطبيق إستراتيجية 2030 في عام 2016/2017. ولکن اذا کان المجتمع المصرى يتسم بالسلوک الاستهلاکى فإن هذا سيؤدى إلى أثار سلبية على أهم مؤشرات الاقتصاد الکلى مثل الاستهلاک، الاستثمار، الادخار وميزان المدفوعات. ولذلک يمثل هدف تخفيض مساهمة حجم الاستهلاک في الناتج المحلي الإجمالي لصالح الاستثمار والإدخار من الأهداف الرئيسة لتحقيق نمو احتوائي مستدام.

لمراجع باللغة العربية
البنک المرکزىالمصرى، التقرير السنوى، أعداد مختلفة.
-----------، النشرة الشهرية، أعداد مختلفة.
الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والاحصاء، بحث الدخل والانفاق والاستهلاک، أعداد مختلفة.
---------------، مصر فى أرقام، أعداد مختلفة.
---------------، النشرة السنوية لاحصاءات الودائع والائتمان المصرفى، أعداد مختلفة.
عبده , إنجى, 2014 " دراسة تأثير الاعلان التليفزيونى على السلوک الشرائى للمرأة المصرية" رسالة ماجستير، الأکاديمية العربية للعلوم والتکنولوجيا والنقل البحرى، إدارة الأعمال والتسويق.
محمد، منار، 2016، تأثير التکنولوجيا الحديثة على تشکيل ثقافة الاستهلاک: دراسة تطبيقية على عينة من الشرائح الاجتماعية بالقاهرة الکبرى، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، کلية الأداب، قسم علوم الاجتماع.
المراجع باللغة الإنجليزية
Alan Durning (1992) “How Much is Enough?” New York: Norton.
Baudrillard, J. (1998)”The Consumer Society: Myths and Structures” London: Sage.

Chang, L. C. (2005) , The study of subculture and consumer behaviour: an example of Taiwanese university students' consumption culture, Journal of American Academy of Business, Vol. 7 No. 2.

Cleveland, M., Laroche M. (2007) “Acculturation to the global consumer culture: Scale developmentand research paradigm”. Journal of Business Research, 60 (3).
Genowefa, Sobczyk,(2017)Determinants of Consumption and Consumer Behaviours in Polan in the Context of Globalization.Annale suni versitatis mariae curie - skłodwsk alublin – polonia vol. Li, 2.
Goodwin, Julie A. Nelson, Frank Ackerman and Thomas Weisskop (2008), Consumption and the Consumer Society,Global Development And Environment Institute, Tufts University,Medford, MA 02155, http://ase.tufts.edu/gdae.
Greif, A. (1994) ,Cultural Beliefs and the Organization of Society: A Historical and Theoretical Reflection on Collectivist and Individualist Societies. Journal of Political Economy, vol. 102.
Harvey, L., Stensaker, B. (2008)” Quality culture: Understandings, boundaries and linkages” European
Journal of Education, 43 (4).
Landes, D. (2000) “Culture Makes Almost All the Difference.” In: Harrison, L. E. – Huntington, S. P. (eds.), Culture Matters. New York, NY: Basic Books.
Lawan A. Lawan1, Ramat Zanna(2013) “Evaluation of Socio-Cultural Factors Influencing Consumer Buying Behaviour of Clothes in Borno State, Nigeria” International Journal of Basic and Applied Science, Vol.1, No. 3.
Mankiw N. G. and M. H. Rashwan (2015)” Principles of Economics” Second Arab World Edition. Cengage Learning.
Myers, J. H. Stanton, R. R. and Haug, A. F. (1971).”Correlates of Buying Behavior: Social Class vs. Income” Journal of Marketing, Vol. 35, No 4.
Samli, A.C. (2012)” International Consumer Behavior in the 21st Century: Impact on Marketing Strategy Development” Springer Science & Business Media, New York.
Schiffman, L.G., & Kanuk L.L., (1997)” Consumer Behaviour” NJ. Upper Saddle River, Prentice-Hall, Inc.
Sen, A. (2002) “How Does Culture Matter?” In: Vijayendra, R. – Walton, M.(eds), Culture and PublicAction.Stanford: Stanford University Press.
Sharon Beder, Spring, (2004)” Consumerism an Historical Perspective” Pacific Ecologist
Smka, K., (2004), Culture’s Role in Marketer's Ethical Decision Making, Academy of Marketing Science Review. Vol.61.
Solomon, M. R. (2006) Consumer Behavior: Buying, Having and Being, Upper Saddle River. NJ:Pearson Prentice Hall.

المواقع الالکترونية

-         وزارة الاستثمار والتعاون الدولي. http://www.miic.gov.eg
-         هيئة الرقابة الماليةhttp://www.fra.gov.eg .
-         وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري. http://mpmar.gov.eg/)